مع قرب انطلاق أعمال القمة العربية في دورتها الثامنة والعشرين بالعاصمة الأردنية عمّان، تفرض الظروف والتحديات لأنّ تجعل من هذه القمة قمة غير عادية، فمن المتوقع أن تتصدر أزمات المنطقة العربية والتحولات الدولية ملفات القمة. فالقضية الفلسطينية إلى جانب الأوضاع في سوريا واليمن والعراق وليبيا والتدخلات الإيرانية ستكون بلا أدنى شك على رأس أعمال القمة. بوادر وعوامل كثيرة قبل انعقاد القمة تُعطي انطباعاً بأنّ تكون هذه القمة محل الاهتمام أبرزها حضور أغلب رؤوساء وزعماء الدول العربية وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين، وحضور عدد من الشخصيات الدولية للاطلاع على آخر سير ونتائج المفاوضات الخاصة بالأزمة السورية وغيرها . ” الوئام ” تقدم قراءة تسبق انعقاد القمة بـ4 أيام وترصد معها أبرز الملفات السياسية التي سيتم مناقشتها خلال القمة وهي الإرهاب والتدخلات الإيرانية والتحديات التي تواجه الدول المضيفة للاجئين والنارحين، وفي هذه القراءة . القمة العربية الرابعة في العاصمة الأردنية: منذ تأسيس الجامعة العربية في عام 1945، عقدَ القادة العرب 39 اجتماع قمة حتى عام 2016 توزعت بين 27 قمة عادية و9 قمم طارئة (غير عادية) و3 قمم اقتصادية، منها ثلاث قمم عُقدت في الأردن، هي: مؤتمر القمة العربي العادي الحادي عشر (1980) ومؤتمر القمة غير العادي الرابع (1987)، ومؤتمر القمة العادي الثالث عشر (2001) . اهتمام إعلامي : أعلن مدير المركز الإعلامي للقمة العربية فيصل الشبول عن اكتمال كافة تجهيزات المركز الإعلامي الخاص بقمة عمان، مؤكداً أنّ أكثر من 1500 صحفي يمثلون مختلف وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية سيشاركون في تغطية أعمال القمة، منهم 989 صحفياً ومراسلاً يمثلون وسائل الإعلام الأردنية بجانب 294 صحفياً ومراسلاً عربياً و152 أجنبياً. حضور شخصيات دولية: عدد من الشخصيات ستكون حاضرة هذه القمة يأتي في مقدمتهم المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، والذي سيطلع الزعماء العرب في قمة على سير ونتائج التفاوض، خلال فترة مباحثات “جنيف5” المتعلقة بالازمة السورية، والأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريس والذي تقلّد منصبه في مطلع العام الجاري، من بين الشخصيات التي ستحضر قمة عمّان. إضافة لمشاركة مبعوث للرئيس الأميركي دونالد ترامب وآخر للحكومة الفرنسية وذلك حسب ما أعلنه المتحدث الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني. الإرهاب أبرز التحديات: مع أول أعمال الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية باجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي على مستوى كبار المسؤولين، لم يغب بند الإرهاب عن مائدة الاجتماع حيث تمت مناقشة قضية الإرهاب كإحدى التحديات التي تؤثر على التنمية الاجتماعية من خلال الاطلاع على الإعلان العربي لدعم العمل العربي المشترك للقضاء على الإرهاب الذي أصدره مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب . التدخلات الإيرانية: ناقش المندوبون الدائمون وكبار المسؤولين في القمة أمس السبت خلال إعدادهم لاجتماع وزراء الخارجية التحضيري بند التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية وأكدوا على أهمية تكون علاقات قائمة على حسن الجوار، كما تم بحث الأوضاع في كل من ليبيا واليمن وأنجع السبل لدعم جمهورية الصومال الفيدرالية ودعم السلام في السودان. تحديات تواجه الدول المضيفة للاجئين والنارحين: كما ناقش المشاركون بناء على طلب الأردن الآليات والتحديات التي تواجه الدول المضيفة للاجئين والنازحين، حيث تمت مناقشتها كإحدى القضايا الهامة التي تهم المنطقة العربية خاصة الدول المحيطة بالنزاعات، خاصة بعد فقد الأردن الثقة في دعم الجهات المانحة الدولية، وتوجيهه للنداءات الإنسانية المتكررة بشأن اللاجئين السوريين الموجودين في أراضيه، حيث رفع كبار المسؤولين مشروع جدول الأعمال ومشاريع القرارات إلى اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته العادية الثامنة والعشرين. عودة أمّ خيبة؟ تنظر الشعوب العربية لهذه القمة العربية بأمل كبير لعلها تنجح في لم الشمل العربي وحل التنافر وتتفاعل بإيجابية مع الأزمة الحالية وقضايا العالم العربي، وإلا يكون حالها حال كثير من القمم العربية المُحبطة والخالية من أيّ قيمة تُذكر فلم تتجاوز أي منعطفات خطرة مر بها العالم العربي ولم تنجز أيّ من الملفات الشائكة فيه وانتهت بالتقاط صورة جماعية بين الزعماء والملوك دون أيّ فعالية تُذكر. رابط الخبر بصحيفة الوئام: هل تنجح القمة العربية الـ«28» في لم الشمل العربي أمّ تواصل الخيبة؟
مشاركة :