المسرح يُبعث من جديد من خلال رماده يظل المسرح حيّا من خلال إعادة تدوير أشكاله القديمة وتشكيلها من جديد.العرب [نُشر في 2017/03/26، العدد: 10583، ص(14)]إيزابيل هيوبرت: أنا أممية * نحن هنا في باريس المدينة الرائدة الجاذبة لمختلف المجاميع المسرحية الدولية نلتقي لنبجل المسرح، باريس مدينة عالمية مناسبة لاحتواء تقاليد المسرح العريقة من مختلف بلدان العالم في يوم الاحتفال بالمسرح. من هنا، من عاصمة فرنسا، بإمكاننا أن نرحل مع أنفسنا إلى اليابان من خلال تجاربنا في مسرح النو ومسرح بونراكو الياباني، من هنا نتتبع خطا محملا بالأفكار والتعابير المتنوعة ليصل بنا إلى أوبرا بكين والكاتاكالي الهندي. * في غضون 24 ساعة فقط يمكننا أن ننتقل من فرنسا إلى روسيا، من راسين ومولير إلى تشخيوف، كما أننا نستطيع أن نعبر المحيط الأطلسي كرصاصة إلهام لنمارس المسرح في حرم جامعي ما في ولاية كاليفورنيا، لنغري طالبا شابا، ونكتشف موهبته لنجعل منه اسما لامعا في عالم المسرح. * المسرح لديه حياة مزدهرة يتحدى بها الوقت والفضاء. أغلب المنمنمات المسرحية المعاصرة يتم تغذيتها من خلال إنجازات القرون الماضية. جل الكلاسيكيات السابقة في المسرح تصبح حديثة وتبث فيها الحياة من جديد بمجرد إعادة عرضها مرة أخرى. المسرح يُبعث من جديد من خلال رماده. يظل المسرح حيّا من خلال إعادة تدوير أشكاله القديمة وتشكيلها من جديد. * أنا يونانية، أفريقية، سورية، فينيسية، روسية، برازيلية، فارسية، رومانية، يابانية، فلبينية، أرجنتينية، مواطنه حقيقية هكذا أنا لذلك فأنا أنتمي لهذا العالم. * أنا لست نفسي، أنا لست ممثلة، أنا من الناس الذين يستخدمون المسرح كقناة “وجود”، وعلينا أن نتقبل ذلك، أو بعبارة أخرى نحن لا نجعل للمسرح وجودا، بل علينا أن نشكر المسرح لأنه أشعرنا بوجودنا. *المسرح قويّ جدا فهو يقاوم وينجو من كل شيء، من الفقر، الحروب، الرقابة، البؤس. يكفينا أن نقول إن الخشبة عبارة عن مشهد عارٍ. من وقت غير محدد كل ما تحتاجه ممثلا أو ممثلة. الأسئلة تثار: ماذا سيفعلون؟ ماذا سيقولون؟ هل سيتكلمون؟ أسئلة يثيرها الجمهور وينتظر إجاباتها، الكل يعلم أنه ليس هنالك مسرح دون جمهور، علينا ألاّ ننسى ذلك أبدا، علينا أن نعلم أن شخصا واحدا في صالة الحضور يعتبر جمهورا. نتمنى نحن كمسرحيين ألاّ يوجد الكثير من كراسي الحضور فارغة. * المسرح بالنسبة إليّ يمثل الآخر، وهو اللغة بيننا. المسرح هو غياب الكراهية. علينا أن نبدأ بالصداقة بين الشعوب حالا. وفي الحقيقة أنا لا أعرف عن كيفية تحقيق هذا، أنا مؤمنة بالمجتمعات لتحقيق ذلك، الصداقة بين المتفرج والعاملين في المسرح تستند إلى الاتحاد الدائم ما بين الناس والفاعلين في المسرح الذي يجمع الفنانين، المعلمين، مصممي الأزياء، الأكاديميين، الممارسين، المترجمين، والجماهير. المسرح يحمينا، يؤوينا، يحبنا بقدر ما نحبه. ترجمة سامي الزهراني
مشاركة :