اعتقلت الشرطة الروسية أكثر من 700 شخص، الأحد 26 مارس/آذار 2017، خلال تظاهرة ضد الفساد جمعت الآلاف، في وسط موسكو، تلبية لدعوة المعارض الكسي نافالني، الذي كان بين المعتقلين، وفق ما أفادت منظمة "أو في دي-إنفو"، المتخصصة في رصد التظاهرات. وكتبت المنظمة على تويتر "تم اعتقال 700 شخص على الأقل". وفي وقت سابق، تحدثت شرطة موسكو عن اعتقال "نحو 500 شخص" خلال التحرك غير المرخص له، الذي اعتقل فيه نافالني أيضاً، في انتظار مثوله، الإثنين، أمام قاضٍ، بحسب مقربين منه. وتحدى آلاف الروس، الأحد، الكرملين عبر التظاهر في أنحاء البلاد ضد الفساد، تلبية لدعوة المعارض الكسي نافالني، الذي اعتقل في موسكو مع أكثر من مئة من أنصاره. وفي موسكو وحدها، أحصت الشرطة سبعة آلاف متظاهر على الأقل في أحد الطرق الرئيسية المؤدية إلى الكرملين، ما يجعلها إحدى أكبر التظاهرات غير المرخص لها في الأعوام الأخيرة. وكان الكسي نافالني، الذي يعتزم مواجهة فلاديمير بوتين في الانتخابات الرئاسية المقررة بداية 2018، دعا إلى هذه التحركات، بعدما نشر تقريراً اتهم فيه رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف بأنه على رأس إمبراطورية عقارية يمولها أثرياء. واتخذ هذا التحقيق شكل فيلم تمت مشاهدته 11 مليون مرة على موقع يوتيوب، لكنه لم يثر أي رد فعل من جانب السلطات، على غرار تحقيقات أخرى نشرتها منظمة نافالني، الذي بات المعارض الأول للكرملين، انطلاقاً من تنديده بفساد النخبة الروسية.استخدمت الشرطة غاز الفلفل ورغم الحظر الذي أعلنته السلطات التي يشكك نافالني في شرعيتها، تظاهر آلاف الأشخاص تلبية لدعوته في عشرات المدن الروسية، وبينها المناطق الريفية، حيث يتراجع عادة التعبير عن الشعور بالاستياء. وفي موسكو، انتشر المتظاهرون طوال بعد الظهر على أرصفة جادة تفرسكايا في كل الاتجاهات، ما جعل من الصعوبة تعدادهم. وقالت ناتاليا ديميدوفا (50 عاماً)، لوكالة فرانس برس "البلد برمته تعب من الفساد. كان ينبغي إقالة ميدفيديف في ضوء ما تم كشفه". وأورد العامل نيكولاي موييسي (26 عاماً) "أنهم يسرقون ويكذبون والناس يصبرون. هذه التظاهرة هي اندفاعة أولى ليبدأ الناس بالتحرك". وتظاهر الآلاف أيضاً في ساحة بوشكين، حيث اعتقل عدد كبير، واستخدمت الشرطة غاز الفلفل وأحياناً الهراوات، وفق مراسل "فرانس برس". وهتف المتظاهرون "روسيا من دون بوتين". وقالت منظمة "أو في دي- إنفو" المتخصصة في رصد التظاهرات إن الشرطة اعتقلت على الأقل 358 متظاهراً في موسكو، وعشرات من المناطق الأخرى. واقتادت الشرطة نافالني نفسه لدى خروجه من المترو. وكتب المعارض على تويتر "كل شيء على ما يرام بالنسبة إلي" داعياً إلى مواصلة التظاهر. وأضاف "الموضوع اليوم هو مكافحة الفساد". من جهتها، أعلنت منظمته "صندوق مكافحة الفساد" أنها تعرضت لعمليات تفتيش. وكتبت كيرا يارميش المتحدثة باسم نافالني على تويتر "الجميع اعتقلوا واقتيدوا إلى مراكز الشرطة". ورغم التعبئة الكبيرة في وسط موسكو، تجاهلت التلفزيونات العامة ما يحصل."تعبنا من الأكاذيب" وجال الكسي نافالني في الأسابيع الأخيرة في مناطق الريف، في إطار حملته، رغم وقوع عدد من الحوادث. وكان دعا إلى التظاهر في 99 مدينة روسية. لكن السلطات المحلية منعت التجمعات لأسباب مختلفة في 72 منها. في سان بطرسبورغ، ثاني مدن البلاد (شمال غرب)، تجمع نحو أربعة آلاف شخص رغم حظر السلطات وانتشار كثيف لعناصر الشرطة، بحسب مراسلة فرانس برس. وقال سيرغي تيموفييف (23 عاماً) "تعبنا من الأكاذيب، يجب القيام بشيء ما". وفي سيبيريا، تحدثت وسائل الإعلام المحلية عن نحو 1500 متظاهر في كراسنويارسك وأومسك، وعن ألفي متظاهر في نوفوسيبيرسك. ويندد نافالني منذ أعوام عبر مدونته بفساد النخبة في روسيا. وفاز في أكتوبر/تشرين الأول 2013، بـ27,2% من الأصوات في انتخابات بلدية موسكو. لكن ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة غير مؤكد بسبب حكم بالسجن خمسة أعوام مع وقف التنفيذ صدر بحقه أخيراً بتهمة اختلاس أموال.
مشاركة :