احتفلت الجمعية اللبنانية لتعزيز الفنون وعرضها APEAL، بالعرض الأول لفيلم وثائقي للفنان والمخرج روي ديب يختصر تجربة رائدة لمشروع فني استهدف كبار السن في مدينة بعلبك، في سينما «إمبير - متروبوليس»، بالشراكة مع السفارة السويسرية في لبنان وجمعية «روبير أ. متى للفنون والثقافة»، في حضور فعاليات فنية وثقافية وبمواكبة إعلامية لبنانية وإقليمية ودولية لافتة. كانت جمعية APEAL نفذت مشروعاً فنياً مجتمعياً في مدينة بعلبك بلبنان، بدعوة من جمعية «ستديو كور/آرت» (Studiocur/art)، تزامناً مع معرض «الصدى الصامت» (Silent Echo) الذي استقبلته المدينة في شهري سبتمبر وأكتوبر من السنة الماضية، إذ كلفت APEAL جمعية «زقاق» تنفيذ عرض مسرحي عبر مشاركة كبار السن في المدينة في ورش عمل مسرحية توجت بعمل فريد عُرض على الجمهور في الأسبوع الأخير للمعرض. واختارت APEAL المخرج اللبناني روي ديب، الحائز جائزة Teddy 2014، لتوثيق هذه التجربة الفنية بكامل مراحلها، نتيجة لتعاون ناجح بينهما في تنفيذ برنامج «الإقامة الفنية في بلدة رأس مسقا» خلال صيف 2016. وقال ديب خلال إطلاق الوثائقي «سرك سهل» إن «هذه التجربة لا تقتصر على توثيق مشروع فني وأرشفته، إنما تتحوّل إلى فرصة تُمنح للناس العاديين بالعودة إلى الفن من خلال أدائهم الخاص، وعبر فيلم وثائقي ينقل تجربتهم الشخصية إلى جمهور كبير». فرصة التعبير في «سرك سهل»، تتبع عدسة ديب المشاركين في ورش العمل وفي حياتهم اليومية وتحديداً داخل مدينتهم بعلبك. وينفرد الوثائقي في تركيزه على المسنين الذين قلما نرى اهتماماً بهم من برامج التوعية المجتمعية- الفنية. ويمنح سكان بعلبك فرصة التعبير الحقيقي ضمن إطار ثقافي يعكس تاريخ مدينتهم وذكرياتهم. ويوثق الفيلم لمجمل ورش العمل التي نفذت وللمسرحية التي عرضت لمرة واحدة، وهو يشكل مادة توثيقية بالغة الأهمية لـAPEAL، «ولزقاق» والشركاء كافة. بالإضافة إلى وظيفته الأرشيفية، يتميز الوثائقي بالتعريف عن بعلبك بعيون مجتمعها، تحديداً مسنيها، أي من زاوية يجهلها الجمهور العريض. كذلك يظهر أثره البالغ من خلال مقاربته القضايا الاجتماعية والثقافية بطريقة فنية، وهو إنتاج فني مستقل يمكن عرضه في المهرجانات وفي صالات السينما، لأنه يعكس قضايا متنوعة تركز على التراث، والذاكرة الجماعية، والأنثروبولوجيا، والبيئة والاستدامة»، كما أوضحت نائب الرئيس الفنية للجمعية اللبنانية لتعزيز الفنون وعرضها APEAL ندى خوري. كان من المفترض أن يكون «سرك سهل» وثائقياً مدته بين 20 إلى 30 دقيقة ولغاية أرشيفية، لكن المخرج عند تنفيذه العمل، «لمس، ولأهمية ما كان يراه، إمكان الارتقاء به إلى فيلم وثائقي مدته 65 دقيقة يجمع بين مسار ورش العمل وبين العرض المسرحي الختامي، وسرد المشاركين قصصهم الفردية والجماعية، لينتهي ببعد إنساني حقيقي، يرتبط مباشرة بحياة المشاركين، وتجربتهم، وعلاقتهم ببعضهم بعضاً، وبمدينتهم وبمجتمعهم وبالفن». «APEAL» الجمعية اللبنانية لتعزيز الفنون وعرضها (The Association for the Promotion and Exhibition of the Arts in Lebanon) التي تعرف أيضاً اختصاراً بـAPEAL لا تبغي الربح وتعنى بالفنانين اللبنانيين فتلقي الضوء عليهم وتمدهم بالتشجيع اللازم من خلال عرض أعمالهم الفنية خارج الحدود المعهودة وعلى نطاق أوسع. وهي تسعى إلى إنشاء منصة مشتركة وقطب جاذب خاص بالإبداع، عبر عرض مجموعات مختارة من أعمال فنانين موهوبين تنتمي إلى مجال المرئيات والأدب والأداء. كذلك تسعى إلى أن تشكل صلة وصل في الحوارات الثقافية الحيوية الدائرة بين الحضارات. وتضم APEAL أعضاء لبنانيين وأفراداً من مختلف أنحاء العالم، وهي تتطلّع إلى إطلاق برامج تبادل الفنانين بين لبنان وغيره من دول، كذلك بين الجامعات والأكاديميات الفنية. وتهتم بتأمين منح دراسية للمواهب الواعدة، وبالمساهمة في إعداد قيمين ومهنيين مدربين ليغدوا على قدم المساواة مع أقرانهم في العالم. ولما شرعت APEAL الأبواب هذه، ساهمت في تمتين قدرة لبنان الفنية، وحفظ النسيج الثقافي في مجتمع يعج بالحياة ويتطلع إلى المستقبل بعدما خرج من صراع مرير.
مشاركة :