الغفلي : نعم أنا عيناوي ومجلس ابن غليطة لم يفشل

  • 3/27/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حوار: علي نجم ربما يكاد يكون الدكتور خليفة الغفلي عضو مجلس إدارة اتحاد الإمارات لكرة القدم رئيس لجنة الحكام المستقيل الرجل الأكثر إثارة للجدل في مجلس مروان بن غليطة الحالي.وربما أيضاً، كان الأكثر جرأة في التعامل مع الإعلام من خلال حقيبة «النار» التي تولى قيادتها برئاسة لجنة الحكام التي غادرها قبل أن يكمل العام الأول على رأس المهمة، للجنة لم تجلب لرئيسها السابق إلا الصداع والصدام.من الجانب البعيد، يبدو أن الرجل مثير للجدل بتصريحاته وردود الأفعال أو التعامل مع المواقف، لكن عن قرب هو مختلف، حيث لا يمكن إلا أن تبهر به حين تجالسه وتحاوره نسبة إلى ما يحمل من أحلام وأفكار يأمل أن ترى النور.«الخليج الرياضي» التقى الغفلي بعد إعلان استقالته من رئاسة لجنة التحكيم، حيث أكد أن الوصول إلى منصب عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة، كان هدفاً وطموحاً، وقد تحقق على المستوى الشخصي وهو ما يدفعه لخوض المزيد من التحديات من أجل تحقيق النجاحات، وعكس الثقة التي حصدها من خلال الأصوات التي حظي بها من قبل أعضاء الجمعية العمومية للاتحاد وهنا نص الحوار: * ماهي علاقتك بكرة القدم وسبب ترشحك لإدارة الاتحاد ؟ لعبت كرة القدم في نادي العين ولا أنكر أنني «عيناوي»، لكن المسيرة لم تعمر كثيراً بعدما قررت ترك الساحرة المستديرة والسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية من أجل الدراسة، كما عملت في قطاع التحكيم من عام 1995 إلى عام 2000، غير أن تركيزي كان على الجانب الدراسي، فحصلت على بكالوريوس في أمريكا والماجستير في أبوظبي والدكتوراه في فرنسا، أما الدخول إلى معركة انتخابات اتحاد الكرة فكان نابعاً من رغبتي في العمل وخدمة كرة الإمارات في موقع أرى نفسي أمتلك فيه الكفاءة من أجل تحقيق النجاح، وهذا حق طبيعي لكل أبناء البلد.* وكيف تقيم عمل إدارة اتحاد كرة القدم؟ أرفض بعد 10 شهور تقييم عمل المجلس الذي جاء لمدة 4 سنوات، الهدف الأول للمجلس تمثل في ترتيب البيت الكروي، وقد أنجزنا الكثير من العمل وستخرج ثمار العمل إلى العلن في الوقت المناسب، وأعد بأن يكون العمل في الموسم المقبل أكثر تميزاً، كلنا نعمل بقلب الرجل الواحد وبقيادة ورئاسة مروان بن غليطة، نعم هناك اختلافات ونقاشات متعددة، وهذا أمر طبيعي يحصل داخل البيت والأسرة الواحدة،مروان داعم لنا ونحن ندعمه، نختلف من أجل مصلحة العمل وليس من أجل المصالح الشخصية، في الفترة السابقة كانت فرصة للتعارف بين الأعضاء، ولا شك أن مسؤولية الرئيس وضع خطط العمل، وهناك عمل يتم إنجازه، وهناك خبرات متعددة لا شك أنها ستعود بالفائدة على عمل الاتحاد في الفترة القادمة،المجلس مر في مطبات وحصلت اختلافات، لكن الأعضاء كافة يبذلون جهداً كبيراً لكن بصمات العمل تحتاج إلى وقت حتى تبرز علماً أنه تم إعادة ترتيب البيت الداخلي بنسبة 60%.* يؤخذ عليك أنك جئت بأصوات أندية الدرجة الأولى؟ أندية الهواة هم من أبناء الإمارات، والدولة تخرج القيادات من مختلف الإمارات حتى الشهداء هم من كل بقعة من هذه الأرض، وإن كان العمل الرياضي لا يقاس بدماء الأبطال.* لكن ماهي أسباب استقالتك من رئاسة لجنة الحكام؟ لم أقدم أكثر من 20 % مما لدي وآسف على الخروج من اللجنة، بعدما عشت فترة شعرت فيها أن التحكيم أسرة واحدة، واعتبرها من أجمل فترات حياتي أما عن خروجي فلا أقول سوى «قدر الله وما شاء فعل»، كنت أعرف الصعوبات التي يواجهها قطاع الحكام، وكنت أتابع واقرأ التحليلات وأقدر موقف الحكم لأنه أشجع رياضي على وجه الأرض فهو يتحمل الكثير من الضغوطات ولا أذيع سراً إذا قلت لكم إني حرصت على قراءة كافة التصريحات واللقاءات الصحفية لرؤساء لجان التحكيم الذين سبقوني واستفدت منها كثيراً جداً، الواقع الرياضي لا يتقبل قرارات الحكام، وقد تفاجأت بأشياء أخرى لم تعطني دافعاً للعمل ولعل أبرزها تقييم الحكام وقراراتهم من قبل الإعلام المرئي والمكتوب.* وكأنك عاتب على الإعلام؟ حصل افتراء من الإعلام ضد لجنة الحكام، وكنت أتمنى أن يكون الإعلام أكثر إنصافاً، خاصة وأن بعضهم تحدث بناء على تخيلات، أضف إلى أن التحليل التحكيمي في القنوات التلفزيونية أثر سلباً في الحكام، بعدما كان تقييم بعض القرارات من المحللين خاطئاً،كيف يتم تقييم الحالات وهناك اختلافات بين محلل على قناة ومحلل آخر على قناة ثانية، وأدعو بناء على تجربتي ألا يتم تقييم الحكام وقراراتهم بين الشوطين، بل أن يكون هناك برامج تلفزيونية تقيم التحكيم لكن بعد يوم أو يومين على انتهاء الجولة حتى تكون أكثر تثقيفية وأكثر دقة، وبصراحة يمكنني القول 60% من التحليل التلفزيوني مدمر للتحكيم.* وكأنك تبالغ في حديثك عن المحللين؟ أبداً، والأ مور إذا استمرت على ما هي عليه في الوقت الراهن، فإن العمل مهما كان لن يجدي نفعا خاصة وان الفقرات التحكيمية في القنوات التلفزيونية تنعكس بالسلب على قطاع التحكيم وتتسبب في إثارة الرأي العام من جماهير ومسؤولين ومدربين ولاعبين ضد قضاة الملاعب. * لكن لماذا الاستقالة وأنت لم تكمل العام الأول؟ لقد قررت ترك الجمل بما حمل، علماً أنني عملت مع أعضاء في اللجنة أعتز بهم وبالجهد الذي قاموا به، وهم مكسب ومن خيرة الأشخاص الذين يمكن العمل معهم، حاولنا التواصل مع الأندية، ولم نجد استجابة إلا من ناديي بني ياس والظفرة، وللأسف الأندية لا تريد مساعدة التحكيم، مسوؤلو الأندية يريدون الشكوى فقط، وقد حاولنا التقارب مع الأندية لكنهم لم يرغبوا في التعاون، الاحتجاج حق للأندية في كل مكان ووفق كل أسلوب، لكن المشكلة أنهم لم يبادروا ولم يرحبوا ولم يكن لهم الاستعداد للتعاون مع قطاع التحكيم،اعترض بعضهم على أن حكامنا لا يبتسمون.. وعندما ابتسموا اعترضوا على الابتسامة، للأسف الحكم بات يتحمل ضغوطاً لا تحتمل، في السابق كانوا يقولون نريد تحكيماً بأقل أخطاء، لكن بعدها بات الكل يريد تحكيماً دون أخطاء، في المقابل ماذا يحصل الحكم؟ على فتات مقابل ما تحصل عليه الأطراف الأخرى في اللعبة، إذا أردتم تطوير التحكيم ساهموا في تعديل وتحسين مكافآت قضاة الملاعب، وليكن بدل التحكيم عن المباراة 20 ألفاً بدلا من 5 آلاف، ومن ثم حاسبوا الحكم،الحكم في أوروبا يحصل على عوائد مالية كبيرة، تصل إلى 10 آلاف يورو شهرياً، وعائد عن كل مباراة يصل إلى 6 آلاف يورو، في المقابل على ماذا يحصل الحكم في الإمارات، وللأسف في الإمارات لا أحد يستمع إلى الحكام ولا أحد يكرمهم ولا يحفزهم، وحرام ما يتعرض له الحكام لأنهم دائماً محل شك، وإذا دمرنا التحكيم نكون ندمره بأيدينا وبالمبالغات التي تحصل، ربما الوقت لم يسعفني على تحقيق كل ما أصبو إليه، ولا أقول إنني فشلت، لكن كان لدي أفكار والظروف لم تساعد على تحقيقها، لن أغوص كثيراً في أسباب الاستقالة، لكن للأسف العمل في التحكيم لا يقدر ولا فائدة منه، وهذا واقع داخل وخارج الإمارات. * ما هي المشاريع التي كنت تسعى لتحقيقها؟ كان لدي مقترح بتشكيل بيت خبرة تحكيمي مع استقدام خبرات أجنبية إلى جانب الخبراء المحليين، لمتابعة قطاع التحكيم في الإمارات، كما كنت أسعى إلى تكوين أكاديمية خاصة للتحكيم، وأتمنى أن تطبق هذه الأفكار وأن تتحقق في المستقبل، وعن فكرة الأكاديمية كنا نرغب في أن نستقدم من خلالها قطاع الشباب من مواطنين ووافدين، من أصحاب الشهادات التعليمية، حتى تكون أكاديمية تعليمية استثمارية.* الانتقاد الأبرز لك كان من قبل الحكم الدولي السابق المونديالي علي بوجسيم؟ للأسف بوجسيم كان ينقل له الكلام من قبل أطراف خارجية ولم يتأكد منه إذا كان صحيحاً، لكن يبقى بوجسيم أخاً كبيراً ويمون في كل ما قاله، وأعتقد أنه كان يجب أن يتواصل معي للوقوف على كل الآراء علماً أنني لوكنت مخطئاً لكنت تراجعت عن كل كلمة أو خطوة قمت بها. * هل مازلت ضد فكرة الاستعانة بالحكم الأجنبي؟ إذا حضر الحكم الأجنبي إلى دورينا، فذلك سيؤدي إلى تدمير التحكيم ومن ثم سنندم كثيراً على هذه الخطوة التي ستكون الأسوأ في تاريخ كرة الإمارات، في السعودية وقطر كان هناك تجربة الحكم الأجنبي، هل أثمرت وكانت إيجابية؟ التكلفة للاستعانة بطاقم حكام أجنبي قيمتها 130 ألف ريال لكل مباراة، ومن يريد الأجنبي، أقول له امنح هذا المبلغ للحكم المواطن وعندها تقدم الخدمة الكبرى للتحكيم الإماراتي وللتحكيم من أجل الارتقاء بمستوى هذا القطاع، وأنا على ثقة بأنه لو استثمرنا 50 مليون درهم في التحكيم فسنصدر حكاماً إلى كل المحافل العالمية،لو تعمقنا في التجربة السعودية، سنجد أن هوارد ويب استقال لأن ما يحصل في السعودية مضر جداً للحكم السعودي. * وماذا عن فكرة الحكم الخامس التي توقفت؟ تطبيق الحكم الخامس عندنا كان تطبيقاً خطأ، سيعود الحكم الخامس بصورته الصحيحة ووضعه المميز في الموسم القادم، أما التطبيق الخطأ الذي أقصده، فهو كيف تأتي بحكم درجة أولى مثلاً أو حكم جديد كي يشارك أو يتخذ قراراً في مباراة بطولية أو مصيرية، يجب أن يكون كل الطاقم مميزاً في إدارة المباريات لأن دور الحكم الخامس مهم وليس مجرد وقوف على خط المرمى. ستيفن كفاءة عالية قال الدكتور خليفة الغفلي: الأخطاء التي حصلت كان أبرزها عدم استقرار المدير الفني لفترة طويلة، استقدمنا الإنجليزي ستيفن، ليكون خبيرا فنيا، وهو رجل صاحب كفاءة وخبرة وعمل كمحاضر لمدة 10 سنوات في الفيفا، وقد استفاد الحكام كثيرا من التحليلات التي يقوم بها واحسن في التعامل مع الحكام فرديا، لكن العمل في التحكيم يحتاج إلى وقت حتى تؤتى ثماره. التبادل تحدث الغفلي عن فكرة تبادل «قضاة الملاعب» بين دول الخليج، وقال: لها إيجابيات وهي تمنح ثقة وخبرة للحكام الخليجيين، لكنها لم ترَ النور، علماً أن سالم سعيد أثنى على الفكرة التي طبقت في السابق ولم تعمر كثيراً. الدفاع عن التحكيم قال الدكتور الغفلي في معرض رده على أحد الأسئلة: اتهمت بأنني أدافع عن الحكام في كل وقت، هل كان عليّ انتقادهم والتأثير السلبي فيهم أيضا، ومن واجباتي الرئيسية أن أدافع عن الحكم.ومضى قائلا: أدرك أن اليد الواحدة لا تصفق وغير قادرة على النجاح، وإذا لم يحصل تعاون وتكاتف في المستقبل، لن نصل بالتحكيم إلى النجاح الكبير، أنا على ثقة بأننا نمتلك حكاما مميزين ولكل واحد منهم ميزة، لكنهم جميعا يحتاجون إلى الثقة، وباختصار هل ابنك إذا اخطأ في المنزل ستطرده وتقول له أنت ليس منك فائدة ولن تنفع، أم تعالج الأمور بكياسة ودبلوماسية وتعامل راق.

مشاركة :