< ارتسمت الدهشة على وجوه رؤساء بعثات وديبلوماسيين معتمدين في المملكة وهم يقفون أمام مدخل جبل القارة في الأحساء، وسط سؤال يتردد بينهم: «هل هناك أجهزة تكييف ضخمة تصدر منها هذه التيارات الباردة؟»، أما الإجابة فزادتهم دهشة، حين علموا أن طبيعة هذا المعلم السياحي كانت مصدر كل هذه البرودة. وتضمن برنامج الزيارة إلى الأحساء جولة تعريفية تولاها أكثر من 17 مرشداً سياحياً، بدأت بالتعريف بالمطار التاريخي، وجولة على المدن والقرى الأثرية، وأخرى في جبل القارة ومصنع الفخار، وقصر إبراهيم الأثري وبيت البيعة المجاور له، والمدرسة الأميرية، وسوق القيصرية، واختتمت الزيارة بحفلة عشاء أقامتها أمانة الأحساء مصحوبة بالفنون الشعبية والفولكلور. ونظمت وزارة الخارجية زيارات للديبلوماسيين المعتمدين في البلاد إلى مناطق عدة، وكانت محطتها الأخيرة الأحساء، التي تزخر بكم من التراث والثقافة. وقال مدير إدارة العلاقات العامة في وزارة الخارجية نايف الشمري: «نهدف من خلال هذه الزيارات إلى التعريف بمناطق المملكة ومواقعها السياحية والأثرية، والتطور الذي وصلت إليه البلاد في شتى المجالات». وأضاف: «هذه ليست الزيارة الأولى، بل سبقتها زيارات عدة إلى مناطق مختلفة، ومنها جامعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للعلوم والتكنولوجيا، ومدينتا الطائف، والعلا، وحقل شيبة، للتعريف بما وصلت إليه المملكة من تطور وازدهار، ومحافظتها أيضاً على التراث والثقافة». وأوضح الشمري أن «هذه الزيارات لها أثر كبير لمسناه على ممثلي البعثات والسلك الديبلوماسي، إذ لمسنا نظرة إيجابية، واليوم تعرفوا على محافظة مهمة هي الأحساء، التي تزخر بالكثير من المناطق السياحية والأثرية التي تستحق الزيارة، وأنا شخصياً فوجئت بأماكن لم أكن أتوقع وجودها في المملكة، والأحساء تحديداً»، مضيفاً: «لدى الوفد بأكمله انطباعات جيدة، وهم مندهشون مما شاهدوه». وأشار إلى أن هذه الزيارات تتم بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وجهات حكومية أخرى، مبيناً أن عدد رؤساء البعثات مع زوجاتهم تجاوز الـ107 إلى جانب فريق من «السياحة والتراث الوطني»، وممثلين عن وسائل الإعلام المختلفة، إلى جانب منسوبي وزارة الخارجية. بدوره، لم يخفِ وكيل وزارة الخارجية لشؤون المراسم عزام القين اندهاشه مما شاهده من معالم أثرية وحضارية في الأحساء. وقال: «على رغم أنني ابن من أبناء هذا الوطن إلا أنني انبهرت ودهشت بهذا الكنز التراثي العظيم الموجود في مدن وقرى المملكة، ومنها الأحساء، فجبل القارة مثلاً أدهشنا بحسن التنظيم وإبراز المعالم التاريخية، وكان لافتاً للنظر». وأوضح أن هذا النوع من الزيارات «يخرج الديبلوماسيين من عباءة الديبلوماسية، ويجعلهم على طبيعتهم، ويعبّرون عن مشاعرهم الحقيقية المتجردة من الديبلوماسية بما يرون ويشعرون»، مضيفاً: «نظمنا عدداً من الزيارات التعريفية، ومنها زيارة إلى سوق عكاظ في الطائف، ومدائن صالح، وحقل شيبة والجبيل وينبع، وتبوك وجازان وجامعة الملك عبدالله، وغيرها، التي تأتي ضمن سلسلة من الحلقات والبرامج الثقافية التي تقوم بها الوزارة». وقال القين: «هذه الزيارات محفل تراثي وثقافي لجميع البعثات الديبلوماسية المعتمدة في المملكة، ونحاول أن نوصل من خلالها رسالة إلى زملائنا بأن المملكة هي مجموعة من الثقافات والحضارات القديمة والحديثة، وهي أرض الرسالات، ومرت على مجموعة ضخمة من الثقافات والحضارات التي أثرت في العالم، وأردنا أن نوصل هذه الكنوز الثقافية لهم ولزوجاتهم، وأنا سعيد بما تحققه هذه الزيارات من أهداف».
مشاركة :