يتعرض الكثير من الأطفال إلى بعض الإصابات المنزلية المتعددة؛ وذلك أثناء اللعب والاستكشاف ومحاولات التعرف إلى كل الأشياء المحيطة بهم، فالطفل كلما بدأ يدرك، زادت لديه الرغبة في لمس كل ما يحيط، ولا ينقطع عن سؤال الأم والأب عن هذه الأشياء، وتنزعج الأم من شقاوة الطفل التي يمكن أن تسبب له الكثير من الضرر، فمثلاً يحاول الطفل في سن معينة أن يلعب في فيش الكهرباء، محاولاً أن يضع بعض الأشياء داخل هذه الفيش تقليداً للآباء، أو القرب من بعض الأجهزة الخطرة، مثل: المكواة، وموقد الغاز، وبعض أدوات المطبخ الحادة، مثل: السكاكين وغيرها،كما يمكن لبعض الأطفال أن يتناولوا المنظفات ومساحيق الغسيل وبعض المواد الكاوية، ويفضلون اللعب في أدوات مكياج الأم، وبعض البرفانات، وفي سن معينة يفضلون الصعود إلى أعلى الأماكن، مثل، الوقوف على الكراسي و«الأنتريهات» والمناضد ومحاولة الصعود على حواف الأثاث، ومن ثم يتعرضون لحوادث السقوط، التي يمكن أن يشكل بعضها خطورة لهم، ففي هذه السن يتعرض الأطفال للمخاطر والحوادث المنزلية سواء داخل المنزل أو في حديقة البيت، أو حتى أثناء التنزه في الأماكن العامة، ويكون الطفل في هذه السن في حالة نشاط وحيوية ودائم الحركة من غرفة إلى أخرى، والتفتيش في كافة متعلقات الأسرة والبيت؛ ولذلك سنقدم لكم في هذا الموضوع بعض النصائح المهمة لحماية الطفل ووقايته من هذه الحوادث. الحروق والكيماويات يأتي عامل ضعف خبرة الأم في حماية الطفل من الأسباب المتقدمة لإصابة الأطفال ببعض حوادث المنزل، مع عدم اتباعها للطرق والأساليب السليمة للحماية، وهناك الكثير من الطرق والأساليب التي يمكن اتباعها لحماية الطفل ووقايته من هذه الحوادث، ومنها التأكد من توافر شروط السلامة في المنزل ككل، ونبدأ بأكثر حوادث إصابة الطفل وهي الحروق بأنواعها، ويصاب الطفل بالحروق نتيجة إصراره مثلاً على حمل كوب الشاي الساخن، ثم ينسكب عليه أو أي مشروب آخر، ومن الممكن أن يقع عليه بعض الماء المغلي نتيجة اللهو أمام «البوتاجاز»، وكذلك يمكن أن تقع عليه بعض قطرات من الزيت المغلي أو بعض القهوة، وفي بعض حالات الحروق قد يتعرض الأطفال للحروق مباشرة بوضع يديه على النار أو الإمساك ببعض الأواني الساخنة، أو الإمساك بالمكواة وهي ساخنة، أو اللعب بأعواد الكبريت، كما يمكن لبعض المواد الكيميائية الموجودة بالمنازل أن تتسبب بحروق للأطفال، مثل: ماء النار الذي تستخدمه بعض الأمهات في التنظيف وبعض المواد الأخرى الحارقة للجلد، ولحماية الطفل من حوادث الحروق يجب أولاً منع الطفل من دخول المطبخ أثناء الطهي وقلي الطعام أو على الأقل عدم الاقتراب من «البوتاجاز»، فالمطبخ من أكثر الأماكن التي يصاب فيها الأطفال، وعدم ترك أكواب الشاي وفناجين القهوة في متناول أيديهم أو في مكان يسهل وصولهم إليه، ويحب وضع المواد الحارقة والمشروبات الحارة والمواد الكيميائية في مكان بعيد عنهم وآمن، لضمان عدم الوصول إليها.الأدوية والمنظفات وتأتي حوادث التسمم في المرتبة الثانية لإصابات الأطفال في المنازل، نتيجة إهمال الأم وتركها للكثير من سوائل المنظفات والصابون السائل، وبعض المبيدات الحشرية ومواد تنظيف الأثاث وتلميع الزجاج، وغالباً ما يبحث الطفل عن هذه الزجاجات المملوءة بهذه السوائل، وفي أثناء اللعب يضع بعض هذه المواد على فمه، كما يمكن للطفل أن يحاول تقليد الأم في تناول الأدوية، فهو يشاهد الأم وهي تتعاطى بعض الأدوية، فينتظر انشغال الأم ويبدأ في فتح زجاجات الأدوية، وتناول جرعات منها، وفي هذه الحالة يمكن أن يصاب بالتسمم والضرر البالغ، ويمكن أن يكون التسمم بسبب تناول بعض الأطعمة الجاهزة سيئة الصنع، كما يمكن أن يكون بسبب الطعام الفاسد نتيجة انتهاء فترة الصلاحية أو سوء التخزين، أو شراء أطعمة من أماكن غير موثوق بها، ويجب على الأم في هذه الحالة عدم تناول الدواء أو الأقراص أمام الأطفال، لأنهم يسجلون ذلك في عقولهم ومع أول فرصة سانحة لهم يمسكون بالدواء ويتناولوه، كما يجب وضع الأدوية في مكان بعيد عنهم، وعدم تقديمه لهم على أنه طعام أو شراب لذيذ يمكن تناوله في أي وقت، وغلق زجاجات الأدوية جيداً، أما بالنسبة لسوائل التنظيف المختلفة، فيجب وضعها في مكان مخصص، بحيث تكون بعيدة عن متناول الأطفال، إضافة إلى عدم وضع المواد الكيماوية بالقرب من أماكن تخزين الأطعمة، مع عدم رش غرف الأطفال بالمبيدات أثناء تواجدهم، وكذلك عدم دخول الأطفال للغرف التي تحتوي على رش المبيدات سواء على هيئة غازات أو في صورة مسحوق على جوانب الحجرات، لأنه من السهل أن يضع الطفل مسحوق بودرة النمل مثلاً أو الحشرات في فمه على أنه دقيق أو سكر بودرة، مع فتح نقاش مع الطفل وتوعيته على خطورة المواد المضرة في التناول، مثل: الأدوية والمنظفات وغيرها.الكهرباء والاختناق نشاهد الكثير من الأطفال وهم يحاولون وضع أصابعهم في مداخل الكهرباء؛ ولذلك يجب وضع سدادات في هذه المداخل «فيش الكهرباء»، وهي تباع ومتوفرة في متاجر الأدوية الكهربائية، ومن الضروري عدم وجود أسلاك للكهرباء مكشوفة، وعدم ترك الأطفال يعبثون بالأجهزة والأسلاك، كما يمكن فصل التيار الكهربائي عن الداخل غير المستخدمة، أو التي يمكن للطفل الوصول إليها بسهولة اللعب فيها، تنشيف اليدين جيداً قبل التعامل مع الكهرباء، وقبل استعمال الأجهزة الكهربائية، وتعليم الطفل على ذلك، لأن المياه ناقلة جيدة للكهرباء، كما أن هناك حالات كثيرة تعرضت للصعق الكهربائي، بسبب الأيادي المبللة بالماء، اتخاذ كل سبل الأمن والسلامة في التوصيلات الكهربائية بالبيت، وهناك حالات إصابة أخرى تتمثل في حدوث الاختناق للطفل، فبعض الأطفال أثناء اللهو يضعون الأشياء الصغيرة داخل الفم، وبعد ذلك تحدث عملية البلع غير المقصودة أو المقصودة، وهنا تحدث عملية الاختناق، وينصح المتخصصون، الأم بعدم ترك الأشياء الصغيرة قريبة من الأطفال، مثل قطع النقود المعدنية الصغيرة، وحدثت حالات كثيرة لبلع النقود للأطفال، وذهبوا إلى المشفى لإخراجها، كما يمكن بلع بعض قطع الألعاب المكسورة أو المسامير التي تخرج منها، وكذلك حبات الخرز والعلكة والمكسرات المتنوعة مثل الفستق واللوز، وتتمثل حالات الاختناق أيضاً في ترك الأكياس النايلون الفارغة أمام الطفل ويدخلها الطفل في رأسه، وتسبب له حالة خطرة من الاختناق، إذا لم يخرج رأسه منها في الوقت المناسب، أو إذا لم يستطيع إخراجها ولم ينتبه إليه أحد من أهل البيت.السقوط القريب والبعيد حالات سقوط الأطفال من الإصابات المنزلية الشائعة، فالطفل فور قدرته على المشي يتعرض لحالات السقوط الكثيرة، سواء أثناء تعلمه المشي، أو نتيجة الصعود على الأثاث والسقوط، وقبل ذلك يمكن أن يسقط الطفل في سن صغيرة، وهو يحبو من أعلى السرير، إذا استيقظ ولم يجد أمه، وكلما كبر الطفل زادت قدرته على التحرك و«التنطيط» وهو ما يعرضه لحوادث السقوط، ويمكن اتخاذ بعض طرق السلامة لمنع حوادث السقوط، ومنها: اختيار سرير الطفل الذي يحبو بحيث يكون بحواجز على الجانبين أو حواف خشبية عالية لا يستطيع الطفل تخطيها، أو وضع بعض الحواجز، مثل: الوسائد بجانب الطفل حتى لا يقدر على عبورها، ومراقبة الأطفال الأكبر سناً، وعدم تركهم يقفون أعلى الكراسي والمناضد، ويمكن القيام بوضع حزام حول الطفل، إذا أرادت الأم تركه على الكرسي بمفرده، كما لا يفضل ترك الطفل على المشاية دون متابعة مستمرة، ولا يترك بجانب سلالم البيت، وهناك حالات السقوط الأخطر، وهي التي تكون من الأسطح والأماكن العالية أو من الشرفات، وهي حالات قليلة، لكن لابد من الحيطة والحذر، فيجب عدم ترك الطفل وحده في شرفة المنزل، وإبعاد كل الكراسي أو الأشياء التي يمكن للطفل أن يصعد عليها بالقرب من الشرفة، والتأكد من إغلاق النافذة والأبواب التي يمكن أن تكون مصدر سقوط للطفل، ويمكن تركيب حواجز صناعية على النوافذ المفتوحة، التي تعوق سقوط الطفل في حالة تركها مفتوحة، ويمكن وضع حواجز أو إغلاق الأماكن التي بها نوافذ غير آمنة. الذكور الأكثر إصابة تفيد الدراسات أن الذكور من الأطفال هم الأكثر تعرضا للحوادث المنزلية بنسبة ضعف عدد الإناث، نتيجة تكوينهم الفسيولوجي وحركتهم الأكثر من الإناث، وما يقرب من نسبة 88% من حوادث إصابة الطفل تكون في المنزل، وتصيب الأطفال حتى سن الخامسة، ومعظم الحوادث المنزلية التي تقع لهؤلاء الصغار ناتجة عن التعرض للحروق وتصل نسبة هذه الإصابات إلى 62% من إجمالي حوادث المنزل، ثم تليها إصابات التسمم بنسبة 33%، نتيجة تناول بعض الأدوية التي تتواجد أمامهم، أو تناول أي منتج يحتوي على مواد سامة وهي كثيرة في المنزل، ثم تأتي حوادث السقوط بعد ذلك نتيجة الحركة المستمرة للطفل، ويليها إصابات الاختناق المختلفة ويأتي الغرق بعد ذلك، كما أن العامل الأساسي في الإصابة بهذه الأضرار هو الإهمال من جانب الأم خاصة، حيث يحتل الإهمال نسبة 85% من إجمالي المسببات، حتى ولو كان إهمالا بسيطا، أو إهمالا لمدة لحظات قليلة يغيب فيها الطفل عن أعين الأم، كفيل بأن يسبب إصابة الطفل بأضرار بالغة، يمكن أن تحدث فيه عاهة أو إعاقة طوال حياته.
مشاركة :