«تقوس الساقين» يشوه الجسم

  • 3/26/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تقوس الساقين من أكثر الأمراض شيوعاً عند الأطفال، حيث يولد الكثير منهم ولديه مشكلات في الساقين تعرف بالتقوس، ومعظم حالات تقوس الساقين أو ميلان الركبة للداخل أو دوران القدم للداخل عند الأطفال تكون حالات طبيعية، وتتحسن طبيعياً عند الوصول إلى عمر 3 سنوات الأولى، وقليلاً للغاية يمكن مشاهدة طفل لديه ساقان مستقيمتان عند الولادة أو في بداية المشي، وما يحدث غالباً عند الأطفال الطبيعيين هو تقوس الساقين من الداخل وتباعد الركبتين عن بعضهما بعضاً ما بين عمر سنة وسنتين، وحدوث العكس بعد ذلك في عمر 2 إلى 3 سنوات، وهو تقوس الساقين من الخارج وتقارب الركبتين، بحيث من الممكن أن تتلامسا عند ركض الطفل، ثم تعود الساقان لتستقيما بعد عمر 3 سنوات. هناك نوعان من تقوس الساقين؛ الأول أن تكون الركبتان متقاربتين، وتكون القدمان متباعدتين عندما يطلب من المريض مد الرجلين مستقيمتين ومتقاربتين، والثاني أن تكون الركبتان متباعدتين، وتكون القدمان متقاربتين، والنوع الأول يكون في الأطفال بين سن 2 إلى 5 سنين بشكل طبيعي ثم يتحسن مع الوقت، ومن الممكن أن يستغرق التقويم الذاتي عدة سنوات، وفي هذا الموضوع سنتناول الحالة المرضية لهذه الظاهرة، والأسباب المؤدية إلى الإصابة بها مع الأعراض المصاحبة، وتقديم طرق العلاج المناسبة لكل حالة.بداية المشي تقوس الساقين يعتبر تشوّهاً جسدياً يتسم بتباعد الركبتين عند الوقوف، ووضع القدمين بمحاذاة بعضهما بعضاً، وهو مرض معروف ومنتشر بين العديد من الأطفال، ويظهر بشكل أكثر عندما يبدأ الطفل بالمشي، فتظهر الساقان متقوّستان، والركبتان متباعدتان، ومعظم حالات تقوّس الساقين كما ذكرنا تكون طبيعية إلى عمر سنتين. وإذا لم تعد الساقان إلى وضعهما الطبيعي بعد هذا العمر، فتجب مراجعة الطبيب فوراً لتقييم الحالة، كما يجب الحذر من محاولة تصحيح وضع الركبتين في حالة الحركة، ويجب على الأم الانتباه إلى نمو طفلها، للتأكد من عدم وجود نقص في هرمون النمو. وعادة ما يحدث هذا التشوه بسبب وجود نقص شديد وطويل الأمد من فيتامين «د»، حيث يشجع هذا الفيتامين على امتصاص الكالسيوم والفسفور من الجهاز الهضمي، ونقصه يجعل من الصعب الحفاظ على مستويات الكالسيوم والفوسفور في العظام السليمة، وذلك يمكن أن يسبب تقوس الساقين، إضافة إلى أن فيتامين «د» أو الكالسيوم في النظام الغذائي، يساعد على علاج مشاكل العظام لدى طفلك.خلل التمثيل الغذائي من الممكن أن يصيب تقوس الساقين الأطفال الصغار الذين يرضعون بشكل طبيعي، ولكنهم لا يتعرضون للشمس في الفترات المفيدة، التي حددتها بعض الأبحاث في الفترة من الساعة الثامنة صباحاً إلى الساعة 11 صباحاً، كما من الضروري تعرض الأم نفسها لأشعة الشمس أيضاً، ويتعرض أيضاً لهذا التشوه الأطفال الذين لا يشربون اللبن، أو مستوى فيتامين «د» لديهم منخفض أثناء فترة الحمل. كما أن الأطفال من عمر 6 أشهر إلى 24 شهراً أكثر عرضة لهذا المرض، وذلك بسبب النقص في مستويات الكالسيوم وفيتامين «د»، إضافة إلى الخلل في الجهاز الكلوي مع الاضطراب في التمثيل الغذائي، وكذلك تعود الإصابة بتقوس الساقين إلى مجموعة الأمراض منها مرض بلاونت، أو ما يعرف بعظمة الساق الكبيرة المُنفحجة، وهو تقوّس يصيب هذه العظمة أسفل الركبة، ويزيد الوضع سوءاً مع تقدّم عمر الطفل، عندما يبدأ بالمشي على القدمين. ومن الممكن ألاَّ تبدو أعراض المرض حتى سن البلوغ، وتؤدي إلى مشاكل في مفصل الركبة وباقي مفاصل الأرجل، وأيضاً مرض الكساح، وهو ينتج عن عدم حصول الجسم على كميّات كافية من فيتامين «د»، ويؤدي لتليّن وإضعاف العظام مما يتسبب بتقوسهما. التقزم والتسمم والكسور أيضاً من هذه الأمراض مرض باجيت، وهو مرض متعلق بعمليات الأيض في الجسم، فيؤثر سلباً على عملية الهدم والبناء في العظم، فتنتج العظام ليست قوية كما يجب. ومع مرور الوقت يؤدي ذلك إلى تقوسهما، وكذلك مرض التقزم، وأكثر أنواع التقزم شهرة هو التقزم المودون، وهو خلل في نمو الأرجل يؤدي إلى التقوّس أيضاً، وكذلك الإصابة ببعض كسور العظام التي لم تشفَ بالطريقة الصحيحة. ومن الأسباب أيضاً التسمّم بعنصريّ الرّصاص والفلورايد، وإكثار الأم الحامل من شرب المشروبات الغازية، خاصة في الشهور الأولى من الحمل، وكذلك تناول الطفل لهذه المشروبات بعد الولادة، ومن الممكن أن يكون وراء الإصابة بتقوس الساقين إخراج الطفل بشكل خطأ من قبل الطبيب عند الولادة، حيث تكون عظامه لينة في هذه المرحلة، ويمكن أن تتأثر، ويتسبب شد الأطراف بإيذاء الطفل بشكل كبير. كبر حجم الرأس يزداد شيوع المرض بين الأطفال في فترة الولادة حتى الوصول إلى سنتين من عمر الطفل، وتظهر الأعراض بعد نقص فيتامين «د»، وتزداد شدة المرض نتيجة لتأخر الحالة، وتشمل الأعراض رخاوة الرأس في بعض المناطق المجاورة للجمجمة، وزيادة حجمه مع بروز الجبهة، وعدم ظهور الأسنان وتشوهها، وفي الصدر تحدث نتوءات على شكل مسبحة في أطراف الأضلاع، وبروز عظام الصدر إلى الأمام. ومن الجائز أن يتعرض العمود الفقري إلى انحناءات جانبية أو أمامية غير طبيعية. أما منطقة الحوض فيتأخر نمو عظامها مع بعض التشوهات المتنوعة؛ لأن تقوس الساقين يخفف من لوحات النمو في نهايات عظام الطفل. ويمكن أن يسبب حدوث تشوهات في الهيكل العظمي مثل تأخر النمو، وألم في العمود الفقري، والحوض والساقين، وضعف العضلات، وانحناء الساقين، وسماكة المعصمين والكاحلين.وبشكل عام تجب استشارة طبيب الأطفال عند تقوس أو ميلان الساق والقدم، وعند وجود انحناء شديد وواضح في أي طرف من أطراف الطفل الأربعة، وعند وجود انحناء شديد وواضح في طرف واحد دون سواه من الأطراف، وكذلك مع ازدياد تقوس وانحناء الساقين بعد عمر 3 سنوات، واستمرار ملامسة الركبتين لبعضهما بعضاً من الداخل لما بعد عمر 11 سنة.السبب وقابلية المريض ويعتمد علاج تقوس الساقين على سببه، وعلى قابلية المريض للعلاج، وغير ذلك من الأمور التي يجب على الطبيب مراعاتها، حيث لا ينصح بالبدء في أي نوع من العلاجات في المراحل المبكرة من عمر الطفل؛ أي ما قبل عامين، إلا إذا كان هناك سبب واضح له، فتتم معالجة السبب الأساسي، مثل تزويد الطفل بفيتامين «د»، إذا كان ذلك نتيجة لنقص هذا الفيتامين. وبشكل عام فمعظم حالات تقوس الساقين يمكن علاجها بمكملات فيتامين «د» والكالسيوم، مع اتباع توجيهات الطبيب للجرعة المناسبة، التي من الممكن أن تختلف حسب حجم الطفل، حيث إن الكثير من فيتامين «د» يمكن أن يكون خطيراً ومضراً أكثر من الفائدة، ولكن إذا استمر التقوّس أو ازداد سوءاً، فيجب على الطبيب استخدام إحدى الطرق العلاجية كالأحذية الخاصة والقوالب. كما أن ثمة أجهزة تقويم الأرجل الداعمة التي تستخدم ليلاً لتقوم بسحب الأرجل إلى الأسفل، وأخيراً العمليات الجراحية في حال لم تنفع الطرق السابقة، أو كانت التشوهات صعبة كتشوهات العمود الفقري، وتشوهات الهيكل العظمي الأكثر حدة، وفي حالة ما إذا وصل الطفل 5 سنوات ومازال يعاني من تقوس واضح في اﻷطراف. أصحاب البشرة الداكنة تشير الأبحاث العلمية المختصة إلى ضرورة الانتباه جيداً لشكل الساقين لدى الأطفال الصغار، فهي أول نصيحة يجب مراعاتها لتجنب الإصابة بمرض تقوس الساقين، وعامة يجب فحص الأطفال الرضع أو الأطفال الأكبر سناً حتى 3 سنوات، وذلك من قبل مقدمي الرعاية الصحية كل ستة أشهر، وعلى الآباء اقتناء أحذية أطفالهم بعناية كبيرة، فأحياناً ممكن أن يكون الحذاء سبباً في ظهور تشوهات في الساقين، والتي يصعب علاجها فيما بعد، وكشفت الأبحاث أن الأطفال من عمر 3 إلى 36 شهراً هم الأكثر تعرضاً لخطر الكساح، بسبب نمو هياكلهم بسرعة كبيرة في هذا الوقت، وكذلك أصحاب البشرة الداكنة، حيث لا يتفاعلون بنفس القوة مع أشعة الشمس المفيدة، كما يحدث عند أصحاب البشرة فاتحة اللون، لذلك تنتج أجسامهم كميات أقل من فيتامين «د»، والأطفال الذين يولدون قبل موعدهم كذلك هم الأكثر عرضة للإصابة بتقوس الساقين، كما أن هناك أنواعاً معينة من الأدوية المضادة للصرع تتداخل مع قدرة الجسم على استخدام فيتامين «د»، وتسبب إصابة حالات من الأطفال بهذا المرض.

مشاركة :