اتخذت وزارة الداخلية العراقية إجراءات مشددة، بعدما أعلن الزعيم الديني مقتدى الصدر عن تعرضه لتهديدات بالتصفية، فيما أكد مدير مكتبه في بغداد عدم مسؤولية تياره عما تصدره بعض الجهات من تهديدات ضد شخصيات. وقال إن الصدر سيعلن «وصايا جديدة لأنصاره الجمعة المقبل». وجاء في بيان لوزارة الداخلية أمس، أن «الوزير قاسم الأعرجي استقبل في مكتبه رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية حاكم الزاملي وبحث معه في عدد من القضايا الأمنية، واستعرضا الانتصارات التي تحققها قواتنا الأمنية في مختلف قواطع العمليات. وجرت مناقشة الإجراءات اللازمة، بعد التهديد الذي تعرض له مقتدى الصدر». وأضاف أن «الداخلية لم ولن تدخر جهداً لحمايته، فضلاً عن تأمين حياة أبناء شعبنا الكريم». وأشار إلى أن «الوزير والزاملي بحثا في موضوع ملف الأمن الداخلي والجهود التي تبذلها وزارة الداخلية في هذا الصدد». وكان الصدر أعلن الجمعة الماضي في كلمة وجهها إلى المتظاهرين من أنصاره في ساحة التحرير عن تعرضه للتهديد بالقتل، داعياً إياهم إلى الاستمرار في التظاهر حتى في حال تم اغتياله، فيما أعلن الناطق باسمه جعفر الموسوي أول من أمس «وجود جهات داخلية وخارجية تقف وراء تهديده»، مؤكداً «معرفته تلك الجهات». وقال إبراهيم الجابري، مدير مكاتب التيار الصدري في بغداد والمحافظات الشمالية في اتصال مع «الحياة»، إن «التيار لم يوجه أصابع الاتهام إلى جهة بعينها في ما يتعلق بالتهديدات التي كشفها السيد الصدر». وأكد «عدم مسؤولية التيار عن التسجيلات المصورة التي ظهرت فيها مجموعة مسلحة تهدد بتصفية رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في حال قتل الصدر». واتهم الجابري من وصفهم بـ «السياسيين الفاسدين القابعين خلف أسوار المنطقة الخضراء بالعمل على إصدار مثل هكذا فيديوات لإثارة الفوضى». وأضاف أن «السيد الصدر شدد على التمسك بالخيار السلمي حتى لو تعرض للتصفية الجسدية، وسيصدر وصايا جديدة لاتباعه الجمعة المقبل لتنظيم الاحتجاجات». وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي فيديو لجماعة مسلحة ملثمة تهدد بقتل المالكي، سليماني في حال تعرض السيد مقتدى الصدر لأي أذى. ونظم عدد من أنصاره مساء أول من أمس تجمعاً في بغداد تضامناً معه واحتجاجاً على التهديدات التي كشفها، وقال الجابري في كلمة أمام تلك الجموع إن «القائد الزعيم المقتدى ما زال معنا ويبقى لأن لديه جنوداً مجندة في العراق وخارجه»، لافتاً إلى أن «القائد أوصانا بأن لا نبقى مكتوفي الأيدي ونناصر الإصلاح والمصلحين»، وأضاف: «لا جود للعراق من دون المقتدى، فالمقتدى يبقى رغماً عن الفاسدين والثالوث المشؤوم». من جهتها، أكدت الحكومة المحلية في النجف، حيث يسكن الصدر، تحملها المسؤولية الكاملة لحمايته، وقال المحافظ لؤي الياسري في بيان: «باسمي وباسم الحكومة المحلية أستنكر بشدة الأخبار الواردة عن محاولات من اعتاش على المال السحت ودموع الفقراء عن اغتيال السيد مقتدى الصدر الذي طالما كان صوتاً ناطقاً ضد الفاسدين والمفسدين». وأضاف أن «مشروع الصدر الإصلاحي يقض مضاجع الفاسدين الذين لن يهدأ لهم بال إلا بإسكات صوت الصلاح والإصلاح، وعليه فإننا نستنكر بشدة ما ورد من أخبار عن وجود محاولات لاغتيال الصدر».
مشاركة :