دراسة توضح أن تناول المكملات الغذائية مثل فيتامين إي والسلينيوم لا يؤخر الإصابة بخرف الشيخوخة ولذلك لا ينصح بتناولها كوسيلة للوقاية من الخرف.العرب [نُشر في 2017/03/27، العدد: 10584، ص(17)]لا علاقة بين مضادات الأكسدة وخرف الشيخوخة سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) - أظهر بحث جديد أن المكملات الغذائية التي تحتوي على مضادات الأكسدة لا تقي من مخاطر الإصابة بخرف الشيخوخة، على خلاف الدراسات السابقة التي كانت تثبت العكس. وتعتبر هذه الدراسة الجديدة التي أجراها فريق من الباحثين بجامعة كنتاكي الأميركية واحدة من أبرز الدراسات حول ما إذا كانت مضادات الأكسدة يمكن أن تساعد في الوقاية من خرف الشيخوخة، إلا أن الدراسة لم تجد علاقة بين الاثنين. ويُقصد بعملية الأكسدة نوع من التفاعلات الكيميائية التي تؤدي إلى تحويل الإلكترونات في الذرات أو الجزيئات أو الأيونات إلى عناصر ضارة بخلايا الجسم بسبب اختلال الشحنة الموجبة أو السالبة التي تحملها هذه الإلكترونات، أما مضادات الأكسدة فهي المواد التي تساعد في وقف هذه التفاعلات، وتتوافر في العديد من الأغذية والمأكولات. وتناولت عدة دراسات دور مضادات الأكسدة في الوقاية من الأمراض الخطيرة التي تهدد الإنسان مثل أمراض القلب والشرايين والسرطان. وفي إطار الدراسة الجديدة، قام الباحثون بتحليل بيانات تخص أكثر من 7500 رجل أميركي لا يقلّ معدل أعمارهم عن ستين عاما، وتم تكليفهم عشوائيّا بتناول جرعات يومية من فيتامين “إي” أو مكمل غذائي يحتوي على مادة السلينيوم أو الاثنين أو دواء وهمي. وجدير بالذكر أن كلّا من فيتامين “إي” ومادة السلينيوم من المواد المضادة للأكسدة، ويعتقد أنهما يساعدان في الوقاية من تدهور خلايا المخ وبالتالي الوقاية من الإصابة بخرف الشيخوخة. وتناول الأشخاص المشاركون في التجربة المكملات الغذائية لمدة خمس سنوات تقريبا. وقام فريق البحث خلال تلك الفترة بمتابعة حالتهم الصحية لتحديد ما إذا كان أي منهم أصيب بمرض خرف الشيخوخة. وبعد انقضاء هذه الفترة وافقت مجموعة فرعية منهم على استمرار متابعة حالتهم الصحية لمدة ست سنوات أخرى دون تناول أي مكملات غذائية خلال تلك الفترة. وتوصلت الدراسة إلى أن معدل الإصابة بخرف الشيخوخة تَساوَى بين المجموعة التي تناولت مكملات غذائية لمدة خمس سنوات والمجموعة التي تناولت أدوية وهمية خلال الفترة نفسها. كما خلصت الدراسة إلى أن نسبة تتراوح ما بين 4 و5 بالمئة أصيبت بخرف الشيخوخة في كل واحدة من المجموعات الأربع خلال فترة الدراسة. وكتب فريق البحث في الدراسة التي نشرت في دورية “جاما” العلمية المتخصصة في الأمراض العصبية، وأوردها الموقع الإلكتروني الأميركي “لايف ساينس” المتخصص في الأبحاث العلمية، أن “تناول المكملات الغذائية مثل فيتامين إي والسلينيوم لم يؤخر الإصابة بخرف الشيخوخة”، ولذلك لا ينصح بتناول هذه المكملات كوسيلة للوقاية من الخرف. ومن المعتقد أن مضادات الأكسدة تقي من الإصابة بعملية تلف الخلايا التي تعرف باسم “الإجهاد التأكسدي” مما يؤدي إلى خرف الشيخوخة. وأشارت بعض الدراسات السابقة إلى أن مضادات الأكسدة تساعد في تحسين القدرات الذهنية للشخص وتقلل من مخاطر الإصابة بالخرف، إلّا أن الدراسات التي أجريت في وقت لاحق، وكانت أكثر تدقيقا في تناول هذه المسألة، لم تنجح في إيجاد الصلة بين مضادات الأكسدة وخرف الشيخوخة. ولكن أعضاء فريق البحث أقروا بأن دراستهم ربما تحتوي على بعض أوجه القصور؛ إذ أن بيانات المشاركين في الدراسة على سبيل المثال جاءت من دراسة أشمل كانت تتناول تأثير تناول فيتامين “إي” والسلينيوم في الوقاية من سرطان البروستاتا، ولكن الدراسة الأولى انتهت في عام 2009 عندما لم ينجح فريق الدراسة الأولى في إثبات قدرة مضادات الأكسدة على الوقاية من السرطان، بل وأثبتت دراسات أخرى لاحقة أن فيتامين “إي” يزيد مخاطر الإصابة بسرطان البروستاتا. وعندما انتهت الدراسة الأولى انسحب منها معظم المشاركين، وبذلك خسر فريق الدراسة الجديدة بيانات حوالي نصف المشاركين في الدراسة الأولى. وعلاوة على ذلك، ربما تكون اختبارات الكشف عن خرف الشيخوخة قد أغفلت حالات الإصابة المبكرة بالخرف لدى بعض المشاركين في الدراسة.
مشاركة :