اقتراب أوبك والمنتجين المستقلين من تمديد خفض إنتاج النفط خففت اللجنة الوزارية لمنظمة أوبك والمنتجين المستقلين من لهجة البيان الختامي لاجتماع مراجعة اتفاق خفض الإنتاج الذي بدأ في فبراير، رغم الحماس الواضح لتمديد الاتفاق. وقال محللون إن ذلك التحول قد يزيد الضغوط على أسعار النفط.العرب [نُشر في 2017/03/27، العدد: 10584، ص(11)]استكشاف المزايا والأضرار الجانبية الكويت – أكدت اللجنة الوزارية المشتركة للدول الأعضاء في منظمة أوبك والمنتجين المستقلين في بيان أمس أنها اتفقت على النظر في ضرورة تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط العالمي لمدة 6 أشهر أخرى بعد انتهاء الاتفاق الحالي في نهاية يونيو. وكانت مسودة سابقة للبيان تقول إن اللجنة “تعلن ارتفاع مستوى الالتزام وتوصي بتمديد الاتفاق ستة أشهر”. لكن البيان النهائي اكتفى بالقول إن اللجنة طلبت من مجموعة فنية ومن الأمانة العامة لمنظمة أوبك “مراجعة أوضاع سوق النفط والرد… في أبريل بخصوص تمديد تعديلات الإنتاج الطوعية”. وقال محللو قطاع النفط إن غياب التمديد الفوري قد يضغط على أسعار الخام. واجتمع ممثلو بلدان منظمة أوبك ومنتجي النفط المنافسين في الكويت لمراجعة التقدم الذي أحرزوه على صعيد اتفاق خفض الإمدادات.عصام المرزوق: ما لم نحصل على تأكيد من الجميع فلن يكون بوسعنا تمديد الاتفاق وقال هاري تشيلينغوريان مدير أبحاث السلع الأولية لدى بي.أن.بي باريبا في لندن إن “إسقاط التوصية بتمديد التخفيضات لصالح لجنة مراجعة فنية من المرجح أن يؤدي إلى خيبة أمل كبيرة واحتمال تسييل المراكز الدائنة من قبل مديري الأموال مما سيضغط على أسعار النفط”. ولم يتضح على الفور سبب تغيير الصياغة لكن مصدرا كبيرا في قطاع النفط قال إن اللجنة لا تملك تفويضا يخولها التوصية بتمديد الاتفاق. وكانت منظمة أوبك و11 منتجا كبيرا آخر للنفط من بينهم روسيا قد اتفقوا في ديسمبر على خفض إنتاجهم الإجمالي بنحو 1.8 مليون برميل يوميا في النصف الأول من العام الحالي. ومدة الاتفاق الأصلي ستة أشهر قابلة للتمديد لمثلها. وقال وزير النفط الكويتي عصام المرزوق “لكل دولة حرية القول إن كانت تدعم أو لا تدعم التمديد. ما لم نحصل على تأكيد من الجميع فلن يكون بوسعنا المضي قدما في تمديد الاتفاق”، مضيفا أنه يأمل في الوصول إلى قرار بنهاية الشهر المقبل. وأكد البيان أن اللجنة الوزارية “أبدت رضاها عن التقدم المحقق صوب الالتزام الكامل بتعديلات الإنتاج الطوعية وحثت كل الدول المشاركة على المضي قدما نحو الالتزام الكامل”. وتمكن اتفاق ديسمبر من دعم أسعار النفط التي ارتفعت إلى أكثر من 50 دولارا للبرميل. لكن زيادة السعر شجعت منتجي النفط الصخري الأميركيين غير المشاركين في الاتفاق على زيادة الإنتاج. وقالت اللجنة إنها تدرك أن عوامل معينة مثل تدني الطلب الموسمي وصيانة المصافي وارتفاع المعروض من خارج أوبك قد أفضت إلى زيادة مخزونات النفط الخام. وأشارت المنظمة أيضا إلى قيام متعاملين بتسييل مراكز. لكنها أشارت إلى أن “انتهاء موسم صيانة المصافي والتباطؤ الملحوظ في زيادة المخزونات الأميركية فضلا عن تراجع التخزين العائم سيدعم الجهود الإيجابية المبذولة لتحقيق الاستقرار في السوق”. وطلبت اللجنة من الأمانة العامة لأوبك مراجعة أوضاع سوق النفط والخروج بتوصيات في أبريل بخصوص تمديد الاتفاق. وقال البيان “يجدد هذا التزام أوبك والدول غير الأعضاء المشاركة بمواصلة التعاون”.أوليفييه جاكوب: تعديل بيان اللجنة الوزارية ليس الخيار الأمثل لتوضيح الأمور للسوق وأكد وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أن من السابق لأوانه القول ما إذا كان التمديد سيحدث لكن الاتفاق يعمل بنجاح وجميع الدول ملتزمة بالامتثال الكامل. وقال أوليفييه جاكوب من بتروماتركس للاستشارات النفطية إنه “أصبح من الصعب في ضوء تعديل بيان اللجنة الوزارية معرفة من مسؤول عما حدث داخل الاجتماع… ليس هذا الخيار الأمثل لتوضيح الأمور لسوق النفط”. ورجحت إلين فالد استشارية قطاع الطاقة العالمي “أن يكون رد فعل السوق سلبيا على غياب الاتجاه الواضح بشأن تمديد الاتفاق”. وكان وزير النفط العراقي جبار علي لعيبي قد أبلغ الصحافيين قبيل الاجتماع أن هناك بعض العوامل المشجعة التي تنبئ بأن سوق النفط تتحسن وأن العراق سيدعم أي خطوات لجلب الاستقرار إلى السوق إذا اتفق عليها جميع أعضاء أوبك. وقال إن “العراق سيكون جزءا من أي قرار يصدر بالإجماع عن أعضاء أوبك ولن يحيد عنه”. وأوضح أن إنتاج النفط العراقي يبلغ 4.312 مليون برميل يوميا في مارس وأن بلاده خفضت صادراتها من الخام بمقدار 187 ألف برميل يوميا حتى الآن وستصل بالخفض إلى 210 آلاف برميل يوميا في غضون أيام قليلة. وأكد وزير الطاقة الروسي أن الالتزام باتفاق خفض الإنتاج بلغ 94 بالمئة في فبراير بين منتجي أوبك والمنتجين غير الأعضاء معا. وقال إن روسيا ملتزمة بخفض إنتاجها 300 ألف برميل يوميا بنهاية أبريل وإنه يتوقع تراجع مخزونات النفط العالمية في الربع الثاني من العام الحالي. وأضاف “أعتقد أن العوامل الفعالة إيجابية” وأن المخزونات في الولايات المتحدة والدول الصناعية الأخرى زادت بمعدلات أقل من ذي قبل. وقال وزير النفط الكويتي عصام المرزوق إن سوق النفط قد تستعيد توازنها بحلول الربع الثالث من العام الحالي إذا التزم المنتجون على نحو كامل بمستويات الإنتاج المستهدفة. وأكد ضرورة “عمل المزيد. نحتاج أن نرى التزاما واسع النطاق. أكدنا لأنفسنا وللعالم أننا سنصل إلى الالتزام الكامل”.
مشاركة :