محمد العبدالله: المؤسسات مستمرة بتوفير المقومات الأساسية لتعزيز دور الشباب - اقتصاد

  • 3/28/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

اعتبر وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، وزير الإعلام بالوكالة، الشيخ محمد العبدالله المبارك الصباح، أن السياحة أصبحت في كل دول العالم تقريبا، بما فيها الدول الخليجية والعربية، أحد أهم القطاعات، وباتت واقعاً اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، يتطلب رعاية وتشجيعاً قبل ان يعزز الدخل الوطني، ويُؤتي ثماره الوافرة والمُضاعفة على جميع هذه المستويات.وبين محمد العبدالله خلال افتتاحه ملتقى الشباب والسياحة الأول، أن مؤسسات الدولة، بتوجيه من حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ستستمر بتوفير المقومات الأساسية التي تتطلبها النهضة بدور الشباب، في كل القطاعات بدون استثناء، خصوصاً مع ثورة التكنولوجيا ومجتمع المعلومات التي تنعكس على كل مجالات الإنتاج والاقتصاد والمعرفة.وقال إن صناعة السياحة والسفر توفر مجالاً لأكثر من 12 مليون فرصة عمل سنوياً في العالم، أو ما يشكل أكثر من 12 في المئة من مجموع الوظائف في العالم، و30 في المئة من الصادرات العالمية من الخدمات.وأضاف محمد العبدالله، أن الكويت خصصت ملياري دينار لـ «الصندوق الوطني الكويتي لرعاية وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة»، من أجل تمويل المشاريع وتوفير فرص وظيفية، علاوة على تدريب اكثر من سبعة آلاف كويتي، مع التركيز على شريحة الشباب حديثي التخرج من الجامعات، وتشجيعهم على العمل الحر وتطوير أفكارهم وتحويلها لمشاريع وشركات مستدامة وناجحة..وكشف عن عودة نمو الطلب على السياحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بمعدلات تفوق المتوسط العالمي، بعد تراجع طفيف في السنوات القليلة الماضية بسبب الحروب والنزاعات.وبين أن منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة (UNWTO) تتوقع ارتفاع عدد زوار منطقة الشرق الأوسط، ليصل إلى 195 مليون شخص بحلول العام 2030، ما يستدعي المزيد من المشاريع، والمزيد من الاستثمارات في الكويت وفي الدول الخليجية والعربية.وأضاف أن هذه المعطيات والمؤشرات تتلاقى للغاية مع توجهات خطة التنمية للدولة، ضمن رؤية «الكويت 2035» لجهة تعزيز دور القطاع الخاص والمشروعات الصغيرة، وتحويل الكويت الى مركز مالي وتجاري جاذب للاستثمار، ورفع مستوى معيشة المواطنين وزيادة دخلهم وتملكهم للأنشطة الاقتصادية ودورهم في التنمية الاقتصادية، اضافة إلى إحداث نقلة نوعية في تركيبة سوق العمل المحلي، من خلال إعداد كوادر وطنية مدربة ومؤهلة.العنجريمن ناحيتها، أشارت رئيسة اللجنة المنظمة للملتقى نبيلة العنجري، إلى أن الشباب هم الشريحة الأكبر من العاملين في السياحة والسفر والضيافة، وأكثر الفئات تفهماً لضرورة الابتكار في السياحة وأساليبها الملائمة، ما يجعلهم فئة مؤهلة جداً لتقديم افكار جديدة للمشاريع السياحية ومتفرعاتها وإدارتها والاستثمار فيها.ونوهت بأنه وفقاً للتقرير الصادر عن منظمة السياحة العالمية في أغسطس الماضي، حققت عشر دول عربية عائدات سياحية تقدر بنحو 57.5 مليار دولار في العام 2015 ، وبأنه بينما، وصلت عائدات بعض الدول الخليجية والعربية إلى أكثر من 10 مليارات دولارات، لم تبلغ حصة الكويت 500 مليون دولار، ما يظهر أنها مازالت في مرتبة متأخرة عالمياً وعربياً وخليجياً.ورأت العنجري أن هذه الأرقام تظهر أيضاً أن الكويت لم تتخذ بعد التشريعات والقرارات اللازمة للحاق بقطاع السياحة كقاطرة للتنمية، ولا في مستقبل علاقتها مع الشباب الذين يمثلون أهم مكونات الثروة الوطنية للدولة.وأكدت العنجري أن هناك إجماعا على ضرورة تنويع مصادر الدخل، في وقت يستنزف فيه الإنفاق على السياحة الخارجية أكثر من 10 مليارات دولار، أي أكثر من 20 ضعف عائدات الدولة من السياحة.وشددت على حرص اللجنة المنظمة على أن يكون الملتقى منصة شاملة تبحث فرص وسبل وآفاق توطين العلاقة بين الشباب الكويتي كأصحاب أفكار مهتمين بتأسيس مشاريع جديدة، وبين المشاريع السياحية، لما فيها من خصائص ومزايا مناسبة للحيوية والحماس وحب الاستطلاع لدى الشباب.وشددت العنجري على أن قضية هذا الملتقى تصب مباشرة في معالجة العديد من المشاكل الوطنية، ومن ذلك المساهمة في معالجة أزمة البطالة في البلاد وخصوصاً وسط الشباب، إذ تذهب بعض التقديرات إلى أن قطاع السياحة والقطاعات المتفرعة منه والمتصلة به تشير إلى اكثر من 90 ألف وظيفة للشباب حتى عام 2035.وذكرت أن الجمعية العامة للأمم المتحدة اختارت عام 2017 سنةً دولية للترويج لدور السياحة في النموّ الاقتصادي الشامل والمستدام، وفي الدمج الاجتماعي وتوليد فرص العمل والحدّ من الفقر، وفي كفاءة الموارد والحماية البيئية وتغيّر المُناخ، وفي القيم الثقافية والتنوّع الثقافي والتراث الثقافي وفي التفاهم المتبادل والسلام والأمن.وأشارت العنجري إلى أن قطاع السياحة له علاقة مباشرة وغير مباشرة بجميع مؤسسات الدولة، من حيث العمل على رفع كفاءة العنصر البشري، والاهتمام بوعي المجتمع في مجال السياحة، وإيجاد صناعة سياحية راقية، والاستفادة من الإمكانيات الهائلة لشبكة الإنترنت، والتطوير الدائم للخدمات العامة والاهتمام بالبيئة والجوانب الجمالية والعمرانية والصحية، وتحقيق الرفاهية للمجتمع، وتعميق الانتماء والوعي الوطني.وأفادت أن التعاون بين مؤسسات الدولة لتحقيق هذه الأغراض ليس بالمهمة السهلة، وأنه من هنا كان إنشاء الدول عامة لوزارات أو هيئات مسؤولة حصراً عن السياحة، تتمتع بصلاحيات واسعة في التنسيق والتخطيط وإتاحة التسهيلات الإدارية، والترويج السياحي، وتمثل مرجعية رسمية موثوقة لكل ما يتعلق بهذا المجال.ورأت أن أهم معوقات التخطيط السياحي في الكويت غياب المعلومات والاحصاءات السياحية الدقيقة، وتضاربها إلى حد صارخ أحياناً، بشكل يُربك الخبراء والمنظمات المتخصصة والمستثمرين ومؤسسات الدولة نفسها، ما يدفع إلى التذكير بضرورة إنشاء هيئة عليا للسياحة في الكويت، وفق ما نصت عليه الخطة الاستراتيجية للسياحة قبل أثنتي عشرة سنة، بمساعدة فريق من الخبراء الدوليين ومنظمة السياحة العالمية.وأفادت أن الملتقى الاول للسياحة والشباب، يؤكد ضرورة وجود مثل هذه المرجعية الرسمية، لافتة إلى أن تشجيع الشباب على إنشاء مشروعات سياحية صغيرة ومتوسطة يتطلب أيضاً توفير نظام معلومات وبيانات وخرائط عن مناطق الجذب السياحي، وتوجيهاً صحيحاً للاستثمارات، ويتطلب كذلك المساعدة في ترويج هذه المشروعات لإنجاحها.واعتبرت أنه لو تم تأسيس هذه الهيئة قبل سنوات، لكانت التحديات أمام السياحة الكويتية أقل بكثير، ولكان الشباب الكويتي يتمتع بكثير من فرص العمل والإدارة والابتكار، منوهة بأن الجميع بانتظار الإفراج عن هذه الهيئة التي مازالت حبيسة بعض الأدراج.الزهيرمن جهته، قال رئيس مجلس إدارة الصندوق الوطني لرعاية وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، الدكتور محمد منذر الزهير، إن الملتقى يعني مباشرةً الصندوق، انطلاقاً من اهتمامه بالأفكار الجديدة التي ينطبق عليها وصف المشروعات الصغيرة والمتوسطة، واهتمامه أكثر بابتكارات الشباب الكويتي، والوقوف إلى جانبه في كل مراحل تطبيق المشاريع التي يطمحون إليها، بدءاً من مساعدتهم على بلورة أفكارهم، مروراً بالأخذ بيدهم وتدريبهم وتمويلهم، ثم متابعة مشاريعهم وتطويرها لزيادة فرص نجاحها واستدامتها.وأشار إلى أن إنشاء الصندوق الوطني في العام 2013، برغبة سامية من سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، برأسمال غير مسبوق إقليمياً وعالمياً، مبيناً أن السياحة يمكنها المساهمة بشكل كبير في تحقيقها، إذ تساهم في خلق فرص عمل جديدة ومنتجة للكويتيين في القطاع الخاص، وزيادة مشاركة المشروعات الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي، انطلاقاً من ضرورة الربط مع المشروعات الكبرى والعمل على خلق سلاسل جديدة للقيمة المضافة خارج القطاع النفطي.وأضاف أن السياحة تساعد في خلق بيئة ملائمة لأعمال المشروعات الصغيرة والمتوسطة، انطلاقاً من الاهتمام بتحسين بيئة الأعمال لكافة القطاعات الاقتصادية في السوق المحلي.واعتبر الزهير أن السياحة قد تكون الفضاء الأفضل لفرص العمل الجديدة للكويتيين في القطاع الخاص، لافتاً إلى أن البحث عن هذه الفرص يمثل محوراً رئيسياً في اهتمامات الدولة بشكل عام، والصندوق الوطني بشكل خاص، خصوصاً وأن المشروعات السياحية الصغيرة والمتوسطة باتت نمطاً سائداً في العديد من الدول المتقدمة سياحياً واقتصادياً إقليمياً وعالمياً.ذكر أن صناعة السياحة في ألمانيا، التي تحتل المرتبة السابعة عالمياً في الدول الناشطة سياحياً على المستوى العالمي، تساهم بتوليد أكثر من 3 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي الضخم، وهو أمر يتم بصورة مباشرة عبر المشاريع السياحية الصغيرة ومتوسطة الحجم المنتشرة في عموم أرجاء البلاد، بحيث يفضّل أكثر من 30 في المئة من المواطنين الألمان السياحة الداخلية والإقامة فيما يُعرف ﺒ «دور الضيافة» هناك، وهي أساساً مشروعات صغيرة عائلية أو متوسطة.ورأى الزهير أنه يمكن توطين وتطوير مثل هذه الأفكار في الكويت بعيداً عن العاصمة، وفي مواقع محددة يمكن أن تنشأ عليها مشاريع متوسطة أو صغيرة، بشكل يضمن الحفاظ على البيئة والتمتع بها، وينشّط السياحة في الوقت نفسه.وأكد أنه يمكن للصندوق الوطني لرعاية وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، أن يمد يد التعاون لكافة الجهات المعنية وفقاً لاختصاصها، للمساعدة في توفير وتطوير مثل هذه الفرص لتشجيع إنشاء مشاريع سياحية بيئية.وبين أنه مع تحول السياحة إلى صناعة تشمل الضيافة والعديد من الخدمات مثل السفر والأشغال الحرفية وما إلى ذلك، فقد بات بوِسع الشباب الكويتيين الاستفادة من برامج وخدمات الصندوق الوطني، بما يربط ويخدم أعمالهم في المجالات الرئيسية الخمس التي تم تحديدها وتصميمها من قبل المختصين في الدولة، وفق احتياجات الاقتصاد والسياحة في الكويت، وهي النشاط الصناعي، والنشاط الزراعي، والنشاط الحرفي، والنشاط الخدمي، والنشاط الإلكتروني.وشدد على أن السوق الكويتي أصبح الآن أحد الأسواق الرئيسية لنجاح الشركات الرقمية، مع نظام قوي للدفع الإلكتروني ولا سيما أن معدلات استخدام عالية للإنترنت تُقارب 91 في المئة من السكان، بينما يقارب انتشار واسع للهواتف الذكية 93 في المئة، ولمواقع التواصل الاجتماعي 96 في المئة من مستخدمي الإنترنت.مشاركة فاعلة للقرية التراثيةتشارك قرية «صباح الأحمد التراثية» في الملتقى بصورة فاعلة. وقال مدير القرية التراثية سيف الشلاح، إن الإدارة حريصة على المشاركة في مثل هذه الملتقيات المهمة التي تسهم بدعم السياحة المحلية في البلاد، وتبرز دور الشباب فيها، مشيراً إلى أن المشاركة تتمثل في إقامة بوث تعريفي لعرض أهم الأنشطة والمسابقات التي جرت بالقرية في هذا الموسم.وأضاف أن القرية شهدت مشاركة خليجية وعربية مميزة هذا الموسم، من خلال المتاحف التراثية للدول الخليجية، التي أبرزت التراث الخليجي الأصيل في دول مجلس التعاون الخليجي والتي شهدت حضوراً كثيفاً. ولفت إلى أن أهم مساهمات القرية سياحياً كان استقطابها لعدد كبير من أبناء دول «التعاون» من محبي الهوايات التراثية، والذين شاركوا بكثافة في المسابقات الرسمية.

مشاركة :