شهد الأردن، أمس، يوماً حافلاً بالأحداث، إذ في ظل وصول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية، وعقده قمة ثنائية مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، في زيارة له تستمر يومين إلى الأردن، عقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاتهم في منطقة البحر الميت، توطئة لرفع قراراتهم إلى قادة العرب، لمناقشتها والمصادقة عليها، واحتوت كلمات وزير الخارجية الأردني، وأمين عام جامعة الدول العربية، تلميحات إلى المشكلات التي تعصف بالعالم العربي، ومدى التوتّرات التي تعصف بكل المنطقة، لاعتبارات مختلفة. مشروع فاشل ووفقاً لمعلومات البيان فإن القمة العربية في الأردن واجهت العقدة السورية، بعد تدخل أكثر من عاصمة عربية، في محاولة لطرح مشروع لاستعادة النظام السوري لمقعده في الجامعة، وسط معلومات أن مندوب روسيا الذي يشارك نيابة عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سيطرح تصوراً يتعلق بعودة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية، في سياق يقول إن هذه العودة تساعد النظام السوري على الانخراط في التسوية السياسية. المعلومات ذاتها أشارت إلى أن عاصمة عربية كبيرة، أجرت اتصالات مع أربع دول أخرى، من أجل إعادة النظام السوري، عبر إعلان سياسي يصدر عن قمة عمان، إلا أن هذه الاتصالات باءت بالفشل بسبب رفض الأردن أن يتم طرح هذا الملف خلال القمة من جهة، ومراعاة لمواقف دول عربية كبرى، لا ترى في عودة النظام السوري حالياً أي فائدة سياسية لأطراف الصراع، مع المعلومات التي تتحدث عن تعثر مفاوضات السلام السورية في أستانة وجنيف. ويرى مراقبون أنه برغم التلخيص السياسي الذي سيقدمه المبعوث الأممي للأزمة السورية ستيفان دي ميستورا إلا أن لا شيء سوف يتغير على معادلة مقعد سوريا في القمة العربية، خصوصاً مع المعلومات التي تؤكد وجود إشكالات حادة بخصوص السلال الأربع التي يتفاوض عليها السوريون. حرب التسريبات على صعيد متصل نفت مصادر سياسية فلسطينية وأردنية في قمة البحر الميت، وجود مشروع فلسطيني جديد لعملية السلام، وبرغم أن هذا النفي تكرر مراراً خلال اليومين الفائتين، إلا أن الصحافة الإسرائيلية سربت البارحة تقريراً يصر على وجود مشروع فلسطيني جديد لعملية السلام بدعم عربي. وتقول مصادر «البيان» إن الجانب الفلسطيني كان اقترح مسودة تضم أفكاراً جديدة عدة، إلا أن الأردن ودولاً عربية أخرى ارتأت أن هذا المشروع سيؤدي إلى نتائج صعبة جداً، ما جعل الجانب الفلسطيني يتراجع عن مشروعه، بعد نصائح من عواصم عربية. برغم أن الفلسطينيين اشتكوا إلى عواصم عربية، عبر الاتصالات مع وزراء الخارجية العرب، من أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، يرفض لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس برغم الوساطات الدولية، وفي ظل تسرب معلومات إلى الجانب الفلسطيني، حول «تسوية مؤلمة» للفلسطينيين مقبلة على الطريق، بعدما اعتبر الأميركيون أن حل الدولتين فشل. قمة مصالحات ووسط أجواء القمة، تردّدت معلومات عن لقاءات ثنائية مختلفة بين عواصم عربية تشهد علاقاتها تبايناً لعدة اعتبارات، حيث تشهد القمة العربية لقاءات أبرزها العراق والسعودية، ولقاءات أخرى على هامش القمة، من أجل فك عقدة خلافات قديمة. ويذكر في هذا الصدد أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، كان زار بغداد والتقى رئيس الحكومة العراقية، ما يعد توطئة إيجابية على صعيد تحسين علاقات البلدين، وبرغم أن المعلومات عن قمة سعودية عراقية، لم تثبت بعد، إلا أن احتمالها يبقى مرتفعاً، خلال القمة العربية في الأردن. الأتراك لهم نصيب افتتاح القمة على مستوى رؤساء الدول العربية غداً الأربعاء، سيشهد نقاشاً موسعاً حول قضايا عدة، من بينها الدور الإيراني في المنطقة، حيث تشير المعلومات إلى أن هناك موقفاً عربياً سيكون أعلى حدة ضد إيران، خصوصاً لتدخلها في اليمن والعراق وسوريا، إضافة إلى إدانة التدخلات الإقليمية المتمثلة بالأتراك والإسرائيليين، وهذه أول مرة يخرج فيها القادة العرب، بموقف يؤشر على ثلاثة أطراف، على أرضية التدخل الإقليمي، إضافة إلى ما يمثله الاحتلال الإسرائيلي، من مشكلة تؤثر على كل منطقة الشرق الأوسط.
مشاركة :