يقول أصدقائي إنني من السهل أن أتأثر وبشكل مفرط , وأعتقد أنهم على حق.. وكدليل على هذا فإنهم يستحضرون الحادثة البسيطة التي تورطت بها يوم الخميس الماضي. كنت اقرأ رواية رعب ذلك الصباح , وعلى الرغم من أنني كنت في وضح النهار, إلا أنني وقعت ضحية سلطة التأثر, زيّن لي هذا التأثر أن ثمة قاتلا متوحشا في المطبخ يلوح بخنجر عريض وينتظرني أن ألج المطبخ حتى يثب عليّ ويغمد الخنجر في ظهري! على الرغم من كوني جالسا في الاتجاه المقابل مباشرة لباب المطبخ, وعلى الرغم من حقيقة ألّا أحد يمكنه الذهاب إلى المطبخ دون أراه, وأنه لا يوجد مدخل آخر للمطبخ سوى هذا الباب, على الرغم من كل تلك الحقائق إلا أنني كنت على قناعة تامة أن القاتل يترصد خلف الباب المغلق. لذا وقعت ضحية لسلطة التأثر ولم تتأتَّ لي الشجاعة لكي أدخل المطبخ , أقلقني ذلك, لأن وقت تناول الغداء قد اقترب ولا مفر لي من الذهاب إلى المطبخ , ثم قرع جرس الباب.. "ادخل!" ناديت دون أن أنهض "إنه ليس مغلقا". جاءني حارس العمارة برسالتين أو ثلاث رسائل. "إن ساقي متخدرة" قلت "هلّا ذهبت إلى المطبخ وأحضرت لي كأسا من الماء؟". قال الحارس:"حاضر". فتح باب المطبخ ودخل, سمعت صرخة ألم وصوت جسد يتهاوى ويسقط معه عدد من الأواني والأطباق , نهضت من مقعدي وهرعت نحو المطبخ , كان نصف جسد الحارس العلوي قد خرّ على الطاولة وخنجر عريض مغمد في ظهره , هدأت , الآن تبيّنت الأمر, بالطبع لم يكن ثمة قاتل في المطبخ ,, كما هو منطقي , كانت مجرد حالة تأثر. *كاتب أرجنتيني.
مشاركة :