وزع المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا على الوفود السورية المشاركة في مفاوضات جنيف، ورقة حول مضمون السلال الأربع، في وقت قالت قيادية في المعارضة إن صبر المعارضين نفد من الإرهابيين. واذ واصل السفير رمزي عزالدين رمزي مشاوراته مع الأطراف السورية بعد سفر دي ميستورا لحضور القمة العربية في الأردن، أفاد موقع «روسيا اليوم» بأن ورقة دي ميستورا تضمنت مقترحاته حول تنظيم عملية مناقشة السلال الأربع المطروحة في المفاوضات، وهي هيئة الحكم الانتقالية، والدستور، والانتخابات، ومكافحة الإرهاب. وتندرج في سلة هيئة الحكم الانتقالية مسائل ترتيبات الحكم والمؤسسات المتعلقة بترتيبات الحكم وإصلاح المؤسسات وآليات التطبيق، فيما تطرح سلة الدستور الحوار الوطني والاستشارات العامة وهيئة كتابة الدستور. وبخصوص الانتخابات تناقش الورقة إدارة العملية الانتخابية وإشراف الأمم المتحدة ومشاركة السوريين المقيمين في الخارج في الانتخابات. وتتضمن سلة مكافحة الإرهاب مواضيع قدرات الدولة على محاربة الإرهاب والمساعدة الدولية وحقوق الإنسان ومسائل الحكم المتعلقة بالأمن ووجود القوات الأجنبية وإجراءات بناء الثقة. وقالت بسمة قضماني، عضو وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات جنيف، إن المعارضين يرفضون الإرهاب و «نفد صبرهم» من جماعات المتشددين المحظورة، لكنها أكدت أنه لا يمكن منع هذه الجماعات إذا واصلت الحكومة السورية طرد السكان من المناطق المحاصرة. وقالت قضماني الموجودة في جنيف للمشاركة في محادثات سلام تقودها الأمم المتحدة، إن موقف المعارضة هو «الإدانة الواضحة (لأعمال المتشددين) ... والرغبة في قتال الجماعات الإرهابية» التي ينطبق عليها توصيف الأمم المتحدة. وأضافت لـ «رويترز»: «حقيقة أن (جبهة) النصرة أو تحرير الشام شاركتا في المعارك لا تعني بأي شكل من الأشكال أن هذا تحالف جديد أو إحياء لتحالف»، معتبرة أن المتشددين ينزعون إلى القيام بأدوار بارزة لكنهم لم يقودوا قط هجوماً خاصاً بهم أو يحافظوا على خط لوقف النار. وتابعت: «لقد نفد صبرنا تجاه النصرة. إنها أكبر خطر داخل المناطق الموجودة فيها المعارضة. لكن إذا تعرضت للقصف من أعلى (بالطائرات) فإنك تضطر إلى إرجاء المعركة ضد المتطرفين حتى على رغم أنهم يمثّلون خطراً مميتاً عليك. في اليوم الذي يعطينا المجتمع الدولي أي شيء نعمل به، ستتحول المعارضة فوراً ضد جميع المتطرفين وتطردهم من المناطق» الخاضعة لسيطرتها. وقالت قضماني إن الهجوم الأخير الذي حصل في حماة شنته جماعات مسلحة محلية لوقف الترحيل القسري الذي تستخدمه الحكومة السورية ضد معارضيها وأفراد عائلاتهم في المناطق المحاصرة، كما يحصل حالياً في الوعر (حمص). وقالت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة إن مثل عمليات الترحيل تلك جرائم حرب. وقالت قضماني، في هذا الإطار، إن المجتمع الدولي لم يحرك ساكناً لوقفها، مضيفة: «ما هي الخيارات التي يقدمها المجتمع الدولي للشعب؟ ما الذي يمكننا أن نقوله للناس على الأرض؟ لا تستخدموا القوة؟ ليس لديهم سوى القوة. هذا لا يتعلق بالإرهاب والعمل مع الإرهابيين. إنه يتعلّق بمن يحمي المدنيين». وقالت قضماني إن هناك تفهماً متزايداً في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن العمل مع الرئيس بشار الأسد يعني العمل مع الفصائل التي تقودها إيران. وقالت: «أتمنى أن تكون لدينا خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر المقبلة، قبل الصيف، سياسة أميركية واضحة ترى الشيء الواضح، وهو أن هذا البلد لا يمكن توحيده مرة أخرى إذا بقيت الفصائل التي تقودها إيران. لا يمكن إخراج المتشددين ولا يمكن أن نجعل المعتدلين يحاربون المتطرفين إذا لم يكن لدينا وقف للنار وأن تشمل الدعوة إلى انسحاب كل المقاتلين الأجانب الفصائل التي تقودها إيران». وأفادت صحيفة «الوطن» المقربة من دمشق بأن وفد الحكومة برئاسة بشار الجعفري قدم ورقة حول «مكافحة الإرهاب، هي شاملة وتتضمن عدة بنود موثقة تتعلق بتمويل وتسهيل مرور إرهابيين من دول الجوار وصولاً إلى الدعم الإعلامي الذي يحظون به وضرورة أن يتوقف كل ذلك من أجل المضي في الحل السياسي».
مشاركة :