مخطئ من يعتقد أن عصر التكنولوجيا سينهي زمن الروايات الطويلةقراءة الكتب الطويلة والعميقة في ثقافة عصر السرعة والمواعدات السريعة والحلول السريعة والوجبات السريعة والقطارات السريعة، تمثل انتقاداً لثقافة جيل بأكمله يستخدم البريد الإلكتروني والتغريدات على موقع تويتر، والرسائل الفورية، بينما كل التوقعات كانت تصب في صالح اختفاء القدرة على الصمود لفترات طويلة من أجل متابعة رواية طويلة أو مسلسل تلفزيوني يعرض منه لمواسم متتابعة.العرب [نُشر في 2017/03/28، العدد: 10585، ص(13)]مازال الجميع يتابع بريكينغ باد لندن – لم تعد رؤية رجال ونساء يمسكون بروايات طويلة في مترو لندن مشهدا شائعا كما كانت العادة سابقا، عندما كان من الصعب الحديث إلى الراكب الجالس في المقعد المجاور لأنه منهمك في القراءة. ومازال من الصعب التواصل في وسائل المواصلات العامة والمقاهي والميادين، بسبب انشغال الناس بأشياء أخرى.. الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر اللوحي وسماعات الموسيقى التي تحتل آذانهم. ولم يعد جيل جديد تربى في عصر تجري فيه الأمور بشكل متسارع مستعدا للتركيز لأوقات طويلة من أجل إنهاء رواية أم حلقات مسلسل طويل، أو فيلم يتخطى ساعتين. ويقول ستيوارت جيفريز، المحلل في صحيفة الغارديان، “رأيت تلك الفتاة التي كانت تجلس أمامي في المترو وهي تقرأ رواية دونا تارت الجديدة. أثبتت لي تلك الفتاة أن مرض قصور التركيز ربما لم يكن حقيقياً. حجم الرواية كان كبيرا لدرجة أنه كان بإمكانها استخدام الرواية كطاولة لتناول القهوة. وعندما ترجلت في محطة ‘إيرلز كورت’ كان من الواضح أن الفتاة تحتاج إلى مساعدة لحمل الرواية التي تتدلى من يديها”. وتساءل “لماذا لم تقرأ الرواية على الإنترنت؟ لماذا فضلت هذه الطريقة التي أثبتت ما كتبه فيليب لاركن بالنص في نهاية قصيدته ‘دراسة عادات القراءة’ عندما قال ‘الكتب ليست إلا كومة من القمامة’؟” ويبدو أن هناك سببين دفعا لاركن، الشاعر والكاتب البريطاني: الأول هو نظرية الاستهلاك التي طورها ثورستين فيبلين، عالم الاقتصاد والاجتماع الأميركي، الذي قاد قبل وفاته عام 1929 حركة الاقتصاد المؤسسي، إذ قال “امتلاكك يختاً ليس كافيا؛ إنما يجب إيقافه في ميناء سانت تروبيه حتى يراه الآخرون ممن ينتمون إلى الطبقة الغنية”. كذلك الحال مع القراءة، حيث لا تكفي قراءتك لأحدث روايات دونا تارت؛ إنما يجب قراءتها علناً كعلامة على ذوقك الرفيع في اختيار الكتب، حتى لو كنت تكره قراءة هذا الكتاب. والسبب الثاني هو أن إنتاج الكتب الضخمة يدفع الأدباء للاعتقاد بأن ذلك التضخيم يميزهم عن غيرهم من الكتاب. ويتزايد إنتاج الكتب الضخمة على الرغم من تزايد انتشار المقالات التي تتحدث عن “فقدان القدرة على التركيز لفترات طويلة”. وصدر كتاب إلينور كاتون “ذا لوميناريز” (المشاهير)، الفائز مؤخراً بجائزة “بوكر”، في 832 صفحة؛ كما صدرت رواية “البؤساء” لفيكتور هوغو المترجمة في 1416 صفحة.توم غنود: دائما ما نشكو من عدم كفاية الوقت، ثم نرى الروائيين يكتبون الروايات كما لو أن الناس ليس لديهم الوقت إلا للقراءة وحين نتذكر “ذا ليتل بوك أوف كالم” (كتاب الهدوء الصغير) الذي كان صغيرا في حجمه بحيث يمكن وضعه في جيب القميص الأمامي وإخراجه عندما تحين لحظة هدوء، أو نمزقه إلى أشلاء لمجرد أننا لم نقتنع بمحتواه، لم تعد تلك الكتب تظهر مرة أخرى. وأصبحت النداءات بقراءة الكتب الطويلة العميقة في ثقافة عصر السرعة والمواعدات السريعة والحلول السريعة والوجبات السريعة والقطارات السريعة، ومع تزايد حالات اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، تمثل انتقاداً واضحا لثقافة جيل بأكمله يستخدم البريد الإلكتروني والتغريدات على موقع تويتر، والرسائل الفورية والتحدث باستخدام سكايب مع البث المباشر لصورة المنزل الحية. وفي عام 1977 حذر هربرت سيمون، الخبير الاقتصادي الحائز على جائزة نوبل، من مخاطر الثقافة المعلوماتية التي كانت تلوح في الأفق وقتها، وقال “إن البيئة المعلوماتية الضخمة، ينتج عنها فقر في القدرة على التركيز”. وكان سيمون على حق، لكن العالم اليوم ربما يعيش مفهوما معكوساً للمعادلة وهو: الكثير من التركيز فقط في الأمور التي تستدعي التركيز. ووفقا لتصريحات دانيال غولمان، صاحب كتاب (التركيز: القائد الخفي نحو التميز)، حظرت بعض أماكن العمل في منطقة “وادي السليكون” استخدام أجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف المحمولة وغيرها من الأجهزة خلال الاجتماعات من أجل الحفاظ على التركيز وعدم التشتت اللذين كانا السبب في المقام الأول في فقدانه. تراجع ثقافة المسلسلات ولم يلحق التغيير نحو الإطالة بالكتب فقط، وإنما طال التلفزيون أيضا. ونظمت جامعة لندن مؤخرا ندوة حول الدراما التلفزيونية في القرن الحادي والعشرين، وذلك انطلاقا من فكرة أن سلسلة الدراما التلفزيونية شهدت تطورا جذريا في السنوات الأخيرة، سواء من حيث طموح المؤلفين وتوقعات الجماهير. وأسهم التطور المتسارع في ظهور مسلسلات مثل “ذا سوبرانوز” و“بريكينغ باد” و“ذا واير” و“سكاندي نوار” و“داون تاون أبي” و“بيكي بلايندرز” و“برودتشيرش”. وحظي التلفزيون في وقت من الأوقات بازدراء الوسط الأكاديمي. لكن وفقا للإعلانات التي سبقت الندوة “توسعت الأحداث من مجرد حلقات مسلسل لتعرض خلال موسم بأكمله، متخذة بذلك شكلا روائياً لم يعد مقتصراً فقط على الرغبة في إرضاء الجمهور”. وباتت الدراما التلفزيونية رابع أفضل مؤسسة تعليمية من الدرجة الثالثة في العالم، واستحقت حينها الاهتمام الأكاديمي. ويقول جورج بوتس، وهو طالب دراسات عليا مشارك في ندوة جامعة لندن، إن الاهتمام تحول إلى الدراما التلفزيونية “لأن أفضل مسلسلات الدراما التلفزيونية لم يعد مفترضا أن ترضي قلة ذكاء المشاهدين أو رغبتهم في التركيز”. وأضاف “ما يبدو لي هو أن الدراما التلفزيونية قد ارتفعت إلى أعلى مستوى لها بسبب قدرتها الفريدة على مقاومة افتقار المجتمع إلى التركيز. إنه أمر غريب كيف أن بعض المسلسلات تتمتع بنسبة مشاهدة عالية في الوقت الذي ينصرفون فيه عن قراءة رواية صعبة”. ويستشهد بوتس بافتقار المشهد الرئيسي للمسلسل الأميركي “بريكينغ باد”، الذي تم بثه لأول مرة عام 2008 وبثت منه في 5 مواسم، 62 حلقة إلى الآن، للفلاش باك كإشارة لاحترام صناع المسلسل لذكاء المشاهدين. وعدم وجود “فلاش باك” لمثل هذا المشهد الرئيسي من المسلسل، والالتباس الذي سببه للمشاهدين هو خير مثال على أن التلفزيون لم يعد يشعر بالحاجة لإرضاء المشاهدين. وبالنظر إلى أن جمهور مسلسل “بريكينغ باد” أخذ بالتزايد حتى تخطى الـ10 ملايين وصولا إلى الموسم الختامي، نرى أن تلك النظرية قد آتت أكلها. ولكن لماذا أصبح التلفزيون مقاوماً للمشاهدين الذين لم تعد لديهم القدرة على التركيز؟ والسبب وفقا لبوتس هو ارتفاع ظاهرة المشاهدة على مواقع الإنترنت، وظهور منصات البث مثل “نتفليكس” و”سكاي بلس”، حيث يمكن إعادة مشاهدة حلقات المسلسل مرة أخرى. ويقول بوتس “أعتقد أن مشاهدة التلفزيون بدأت تأخذ نفس مسار الرواية الطويلة التي كنا نقرأها ليلاً قبل النوم”. أو ربما أصبحت قراءة الروايات الطويلة ومشاهدة التلفزيون وجهين لظاهرة واحدة وهي ظاهرة التشويش الثقافي. ولم تكن الروايات الطويلة والمسلسلات التلفزيونية هي الوسائل الوحيدة لمقاومة قصور الانتباه والتركيز. ولكن ربما شاركت الموسيقى أيضا في نفس الاتجاه. ويقول جيفريز “نعم، ولكن كم عدد النسخ من تلك الروايات الطويلة يقبع على رفوف الكتب في منزلك، مثل روايات بروست وتولستوي و’فنومينولوجيا الروح’ لهيغل؟ وفقا لتقديراتي الشخصية، وجدت أن نسبة 37.25 بالمئة من الناس قاموا بقراءة رواية ديفيد فوستر وآلاس ‘إنفينيت غيست’. كذلك الحال تبقى الكثير من المسلسلات مخزنة فقط على هارد الكمبيوتر الخاص بك ، بينما تعيد مشاهدة حلقات مسلسل ‘هوريبل هيستوريز’ أو مسلسل ‘يو هاف بين فريمد’”. وبحسب تقديرات ديفيد سيكستون، رئيس محرر الأدب في جريدة “إيفننغ ستاندرد” في لندن، تعيش الروايات الطويلة الآن عصر ازدهارها. وفي مثل هذا الوقت قبل عامين، أشار جون دوغديل، المحرر بجريدة الغارديان، إلى أن “الجنون بقراءة الكتب الطويلة آخذ في التزايد”.عكس مقتضيات العصر، بات الكثيرون يبحثون عن قضاء وقت طويل منهمكين في عمل شيء واحد، بدل تقسيمه لأزمنة صغيرة تجرده من أي معنى وإفادة وتعد الرواية الخيالية “رقصة مع التنين” لجورج مارتن من أطول الروايات لهذا الموسم، إذ صدرت في 1040 صفحة، بينما صدرت رواية هاروكي موراكامي “وان كيو إيتي فور” في حوالي ألف صفحة. وصدرت رواية “11.22.63” لستيفن كينغ في 740 صفحة، وهي أقصر من سابقتها “تحت القبة” التي كانت قد صدرت في 1074 صفحة، ولكن أطول بدرجة تجعل قراءة روايات كينغ تشغل الكثير من الوقت. الهروب من عصر السرعة إذن فلماذا ظهر الاتجاه لإنتاج الروايات الطويلة؟ يقول كيفن بيكارد، وهو طالب بريطاني يدرس في جامعة أوكلاهوما بالولايات المتحدة، أن الروائي فيليب روث تنبأ في مقابلة صحافية له في عام 2004 قائلا “أعتقد أنه في غضون 20 أو 25 عاما ستتلاشى ثقافة قراءة الروايات الطويلة تدريجياً، إذ ستظهر أمور أخرى تشغل الناس بالطريقة التي ستصرفهم عن قراءة الروايات. لذلك يمكنني القول أن يوم الرواية قد مضى”. وبعد مرور ما يقرب من عشر سنوات على هذا التنبؤ، لم تتلاش ثقافة قراءة الروايات، بل على العكس تستهلك قراءة الروايات المزيد من الوقت ولا سيما مع نشأة العالم الإلكتروني الذي ساهم في ارتفاع نسبة القراءة. وكما قال الصحافي الأميركي توم غنود في موقع “إسكواير” فإن “تلك هي واحدة من مفارقات عصرنا. نشكو دائما من عدم كفاية الوقت، ثم نرى الروائيين يكتبون الروايات كما لو أن الناس ليس لديهم الوقت إلا للقراءة. يبدو أيضا أن المخرجين لايستطيعون تصوير فيلم تستغرق مدته أقل من ساعتين ونصف الساعة، ونحن الروائيون يبدو أننا لا نقدر على تأليف كتاب أقل من 400 صفحة… أما في مجال الصحافة، وما كان يتم وصفه بأنه قصصي أو أدبي أو صحافة جديدة، يوصف الآن ببساطة على أنه عمل مطول، كما لو أن الطول أصبح السمة الغالبة لوصف أي عمل فني”. ماذا يحدث إذن؟ طبقا لنظرية أن الوقوع فريسة للروايات الطويلة يمثل نفوراً من سمات العصر السائدة، والرغبة في العيش بطريقة مختلفة عن تلك التي تفرضها علينا سياسة كتابة فقرة لا تزيد كلماتها عن 140 حرفا أو أقل، نجد الإشباع الكامل من خلال قراءة الكتب الطويلة، ومشاهدة المسلسلات التلفزيونية، وقراءة المقالات الصحافية الطويلة. وأخذت الرغبة في هذا الإشباع في التزايد بعدما أصبحت قوة التركيز ضعيفة. ويقول باحثون أن الناس باتوا يريدون الخروج من دائرة الوجود غير المرضية، خصوصا عند الانغماس في طابع شخصية روائية ما لمدة طويلة. ويبحث الكثيرون عن قضاء وقت طويل منهمكين في عمل شيء واحد، وليس تقسيمه لأزمنة صغيرة تجرده من المعنى والإفادة. وأظهرت إحصائيات أن الأشخاص الأكثر قراءة ليسوا من كبار السن، لكنهم بين أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما. وفي الولايات المتحدة يظهر أن حوالي 88 بالمئة من الشباب ما بين 18 و24 عاما قرأوا كتابا في العام الماضي، مقارنة بـ68 بالمئة من كبار السن. ويقول جيفريز “إنهم الشباب الذين يُنظر إليهم دائما على أنهم متزعزعون ومترددون، والذين لا يحبون المسار الذي تتخذه ثقافتنا أكثر من بقيتنا”. وكتب بيكارد، وهو شاب يبلغ من العمر 21 عاماً، في مقال “أشعر بالأسف عندما أسمع الطريقة التي يتحدث بها الآخرون عن جيلي.. جيل الألفية”. ومع ذلك لا يزال اسم “جيل الألفية” مقبولاً وأفضل من مسميات أخرى تم إطلاقها على هذا الجيل. وأطلقت الروائية كاساندرا كلير، التي طرحت سلسلة مصاصي الدماء، على الشباب اسم “المنبوذين”. وقالت “يمكن تسميتهم أيضا بالبؤساء أو غير الممنهجين: وهم أولئك المستسلمون لقيود التكنولوجيا الحديثة”. وتعرب سوزان غرينفيلد، وهي متخصصة في علم الأعصاب، عن قلقها من أن “أدمغة المدمنين على الإنترنت فاقدي الخطة والمنهج قد أصيبت بانعدام التركيز بسبب قضاء معظم وقتهم على الإنترنت”. كما قالت ماريان وولف، المتخصصة في علم الأعصاب الإدراكي بجامعة تافتس بالولايات المتحدة، أن “ضمور الشبكة العصبية الدماغية التي يتم تقويتها في الأساس من خلال قراءة الكتب والتفكير في محتوياتها يحدث بسبب قضاء المزيد من الوقت أمام أجهزة الكمبيوتر”. وقالت وولف “يتطلب الأمر بعض الوقت للتفكير العميق في المعلومة الواحدة، ولكننا اعتدنا على الانتقال سريعا لما يشتت أذهاننا. أخشى من ضمور الشبكة العصبية التي تعطينا القدرة على القراءة العميقة عند البالغين وعدم نموها بشكل سوي عند الأطفال”. وفي هذا السياق تساوت الرغبة في قراءة الروايات الطويلة بالرغبة في كتابتها أيضاً. وقالت دونا تارت في لقاء صحافي لها “أحب دائماً الغوص في حياة أفقد نفسي فيها. أحب أن أكون بعيدة عن العالم لفترة طويلة – لمدة أحد عشر عاما”. وأشار ديفيد سيكستون أنه عندما كان يقرأ مؤخراً نسخة إلكترونية من رواية “لوميناريز” كان يقيس مدى تقدمه في قراءة الرواية بالنسبة المئوية حسب جهاز القراءة الإلكتروني “كيندل”. وقال سيكستون “في حال قراءة رواية لوميناريز، يعني هذا أنك تستطيع القراءة لوقت طويل دون أن تشعر أنك تحرز أي تقدم بالقراءة”. و“لوميناريز” رواية ضخمة، ولكن الشعور الممتع هو الغوص في غابة من النصوص التي تأخذك إلى عالم يفصلك تماما عن الواقع الممل من حولك. وأصبح سيكستون سعيدا بوصوله إلى 100 بالمئة وانتهائه من قراءة تلك الرواية الضخمة التي لم يكن يحبها. ولا عجب أن موقع “نيتفليكس” قد لاقى إعجابا كبيرا منذ أن انطلق في المملكة المتحدة العام الماضي. وبعد مشاهدة حلقة واحدة من مسلسل “باركس آند ريكرييشن” (الحدائق والترفيه) يظهر مربع صغير على الشاشة قائلا تبدأ الحلقة القادمة في غضون 12 ثانية. مشاهدة حلقة واحدة أخرى لن تكون سيئة، أليس كذلك؟ وبعد خمس ساعات من المشاهدة تصبح شخصية ليزلي كنوب قدوتك (بطلة المسلسل). ربما استسلم المشتركون لهذا المربع الصغير الذي يظهر على الشاشة بسهولة باعتباره مضاداً لغياب الخطة أو سوء الحماس. وربما التكنولوجيا التي ساعدت في أن نصبح غير ممنهجين وفاقدين للخطة والحماس هي الآن تسهل العكس.
مشاركة :