دبي: «الخليج» أكد حسين الحمادي وزير التربية والتعليم، أن إدراج التكنولوجيا العصرية، وتأهيل الطلبة ليكونوا قادرين على الاستفادة من إمكاناتها، لم تعد محل جدل أو نقاش في العصر الحالي بل ضرورة حتمية، وأن رؤية الدولة تستند إلى التعليم الوطني المتميز بوصفه السبيل لتحقيق الاستراتيجيات الوطنية في التحول إلى الاقتصاد المعرفي المبني على الابتكار. جاء ذلك ضمن ورقة عمل جلسة نقاشية، قدمها خلال مشاركته في أسبوع التعلم عبر الأجهزة المحمولة 2017، الذي نظمته اليونيسكو بمقرها الرئيس في فرنسا الأسبوع الماضي، بالاشتراك مع مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين، تحت عنوان «التعليم في حالات الطوارئ والأزمات» واستمر من 20 إلى 24 مارس الجاري، وبحضور العديد من وزراء التعليم والاتصالات من مختلف دول العالم.ويهدف أسبوع التعلم إلى رفع مساهمة التكنولوجيا الرقمية في تنفيذ خطة المفوضية 2030، ويتضمن المؤتمر العديد من الجلسات التي تناقش موضوعات مختلفة تدور جميعها حول التعلم عبر أجهزة المحمول، وتأمين فرص التعلم للنازحين، والذين لا تمكنهم ظروفهم الحالية من الالتحاق بالمدارس التقليدية. وأكد أن موضوع دمج التكنولوجيا في العملية التعليمية، بات أمراً طبيعياً وملحاً وخارج النقاش العام، مشيراً إلى أن الطرح الحالي يتمثل في استخدام التكنولوجيا العصرية في التعليم، وتمكين الطلبة من أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وهو أمر يندرج في أولويات صنّاع القرار في دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة، والتي تسعى لمجتمعات واقتصاد معرفي.وقال، إن الإمارات تجري عملية تطوير شاملة للتعليم، ونعتمد في ذلك على تقنيات القرن 21، وعلى رأسها المعرفة الرقمية ومهاراتها التي تعتبر أساساً لرؤية الدولة، وتوجهها المستقبلي في الانتقال إلى الاقتصاد المعرفي والاستراتيجية الوطنية للابتكار، والتي لا مجال لتحقيقها من دون بناء نظام تعليمي نوعي متميز. وأشار الحمادي إلى أن رؤية وزارة التربية والتعليم في الإمارات ترتكز على تعليم ابتكاري لمجتمع معرفي ريادي عالمي، وبناء وإدارة نظام تعليمي ابتكاري لمجتمع معرفي ذي تنافسية عالمية يشمل كافة المراحل العمرية، ويلبي احتياجات سوق العمل المستقبلية من خلال ضمان جودة مخرجات وزارة التربية والتعليم، وتقديم خدمات متميزة للمتعاملين الداخليين والخارجيين. وعرض خلال الحلقة النقاشية تجربة الدولة الناجحة في إدراج التكنولوجيا العصرية في العملية التعليمية، وأشار إلى أنه لتعزيز التحول الناجح تم وضع أطر ومعايير للمواد المنهجية والمساندة للمنهج بشكل متوافق، وبطريقة معيارية مع جميع الأنظمة العالمية التي وضعت المهارات والمعرفة الرقمية مؤشراً أساسياً من مؤشرات أداء الطالب، ومنها على سبيل المثال إدراج مهارات البرمجة في «الحلقة الأولى» من المرحلة التعليمية. واعتبر الحمادي، أنه في ظل التطور التكنولوجي المتسارع، لا يمكننا الاعتماد على إعداد كوادر بشرية قادرة على خدمة سوق العمل الحالي فحسب، بل لا بد من الانطلاق من رؤية استشرافية مستقبلية لإعداد كادر بشري متمكن للمستقبل، قادر على إيجاد سوق عمل جديدة قائمة على الإبداع والابتكار، لتلبية التطلعات في بناء اقتصاد معرفي. وأوضح الحمادي، أن بناء اقتصاد معرفي حقيقي، مبني على الابتكار والإبداع، يستند إلى النظرة الشمولية في تكوين المعرفة الرقمية للطالب، وتعزيزها طوال فترة التعلم، بشقيها التعليم العام والتعليم الجامعي، لتصبح جزءاً مسانداً لقدرة التعلم مدى الحياة، ما دفع الدولة إلى تشكيل وزارة واحدة للتعليم، بهدف تحقيق التكاملية. وحدد خلال الجلسة النقاشية الأسس اللازمة لبناء التعليم العصري المستند إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مشيراً إلى أن أساس نجاح التحول التكنولوجي في الدولة هو أن التعليم احتضن بمنظومة إلكترونية شاملة، أهمها توافر بنية تحتية تكنولوجية صلبة يعتمد عليها لتقديم كافة الخدمات الإلكترونية. واستعرض الحمادي أيضاً مراحل عملية تحويل القطاع التعليمي في الدولة، من الطريقة التقليدية، إلى الاعتماد على التكنولوجيا العصرية، حيث قامت الوزارة ببناء مركز بيانات متطور ومتكامل لربط وخدمة مدارس الدولة، وذلك بعد ترقية البنية التحتية لجميع المدارس والصفوف بأعلى المواصفات والمقاييس المتوائمة مع متطلبات التعلم الذكي، مشيراً إلى أن الإمارات حلت في المرتبة الرابعة عالمياً في مؤشر النفاذ إلى الإنترنت واستخدامه في التعليم في المدارس، وفقاً لتقرير التنافسية العالمي الأخير، بوجود معلمين وتربويين مؤهلين، ومؤمنين بأهمية التكنولوجيا العصرية، وضرورة إكساب طلبتهم مهارات التعامل معها والاستفادة منها، والوصول إلى المعلومة، بعد أن أهلت الوزارة جميع العاملين في السلك التعليمي لقيادة المرحلة الانتقالية الحالية. وقال: «لتحديد هدفنا، وضعنا نصب أعيننا مجموعة من السمات الشخصية والمعرفية والمهارية لخريج مدرستنا تتضمن، وهي أن يكون مبدعاً ومفكراً، متعاوناً، وثنائي اللغة، ومتمكناً من التكنولوجيا، إضافة إلى كونه مؤمناً وممارساً للتعليم المستمر، فعال بمجتمع المعرفة بأبعادها التقليدية والمعاصرة، وقمنا بتطوير شامل للمناهج لتحقيق الأهداف السابقة، ضمن التصميم الإبداعي والابتكار واستخدام التكنولوجيا، إضافة إلى مختبر متخصص للروبوتات».
مشاركة :