بغداد - (أ ف ب): اتهمت منظمة العفو الدولية أمس الثلاثاء التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بعدم اتخاذ الإجراءات الكافية لحماية المدنيين خلال معارك استعادة الجانب الشرقي من الموصل، مشيرة إلى مقتل أسر بكاملها داخل منازلها. ونقل بيان عن دوناتيلا روفيرا، المسؤولة في المنظمة، أن بحثا ميدانيا في الجانب الشرقي أظهر «نماذج مخيفة لآثار ضربات جوية نفذها التحالف الدولي أدت إلى تدمير منازل بصورة كاملة وفي داخلها جميع أفراد الأسرة». وأضافت أن «الأعداد الكبيرة للضحايا المدنين تشير إلى أن قوات التحالف قد فشلت في اتخاذ احتياطات كافية لمنع سقوط قتلى بين المدنيين». وكانت القوات العراقية قد تبنت إستراتيجية لحماية المدنيين في الجانب الشرقي من خلال إبقائهم داخل منازلهم وألقت عليهم ملايين المنشورات تتضمن تعليمات لسلامة للسكان. وقالت روفيرا إن «القوات العراقية نصحت بشكل متكرر البقاء داخل المنازل بدلا من الهروب من المنطقة، وهذه حقيقة تشير إلى أن قوات التحالف كان عليها أن تعي أن هذه الضربات قد ينتج عنها عددا كبيرا من الضحايا المدنيين». ونقلت المنظمة عن أحمد الطائي، من سكان الجانب الشرقي قوله، إن «ستة من أفراد عائلته بينهم ابنه (9 أعوام)، وابنته (3 أعوام)، قتلوا بعد أن التزموا بتعليمات الحكومة بعدم ترك المنطقة». وقال «سمعنا هذه التعليمات في المذياع، كما اطلعنا على منشورات ألقتها الطائرات، ولذلك لم نغادر وبقينا داخل منازلنا». وقالت المنظمة إنها أجرت تحقيقات في حالات كثيرة مع مواطنين في الجانب الشرقي، أفادوا بأن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) كانوا داخل أو قرب المنازل التي استهدفت بضربات جوية. وأدت إحدى الضربات إلى مقتل خمسة أشخاص من عائلة واحدة فيما قتل جيرانهم في ضربة استهدفت منزلا كان الجهاديون يختبئون فيه لكنهم تمكنوا من الفرار، بحسب ما ذكرت المنظمة نقلا عن ناجين. وقالت روفيرا إن «استخدام الجهاديين لدروع بشرية يعد جريمة حرب، لكن هذا لا يعفي القوات العراقية والتحالف الدولي من التزامها بعدم شن هجمات غير متناسقة». وبدأت القوات العراقية منذ 19 فبراير، تنفيذ عملية لاستعادة الجانب الغربي من الموصل، حيث يوجد حوالي 400 ألف شخص تحت سيطرة الجهاديين، وفقا للأمم المتحدة. إلى جانب ذلك أعلنت الأمم المتحدة عن مقتل أكثر من 300 مدني منذ بدء عملية استعادة غرب الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية في الشهر الفائت، مضيفة أن هذه الحصيلة قد تتجاوز 400 في حال تأكيد معلومات عن قتلى إضافيين. وأعلن بيان للمفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة أن «معلومات تحقق منها مكتب حقوق الإنسان وبعثة تقديم المساعدة إلى العراق التابعين للأمم المتحدة أفادت عن مقتل 307 مدنيين على الأقل وإصابة 273 آخرين في غرب الموصل بين 17 فبراير و22 مارس». وأضاف أن الحصيلة يمكن أن ترتفع في الأيام المقبلة لأن الأمم المتحدة تلقت تقارير لم تتحقق منها بعد تشير إلى سقوط 95 قتيلا مدنيا على الأقل بين 23 و26 مارس الجاري. وأضاف مكتب حقوق الإنسان أنه يتعذر عليه حاليا نسب هؤلاء القتلى لأي من أطراف النزاع. ويحقق العراق ووزارة الدفاع الأمريكية في تقارير أشارت إلى مقتل عشرات أو حتى مئات الأشخاص في الأيام الماضية في غارات التحالف الدولي. وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين أنه يرحب بهذه التحقيقات وأن مكتبه لم يحمل مباشرة التحالف أي مسؤولية عن سقوط ضحايا لكنه دعا إلى «مراجعة عاجلة للتكتيك المتبع لضمان خفض الأثر على المدنيين إلى الحد الأدنى». وفيما أشارت تقارير ابيضا إلى أن جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية يستخدمون المدنيين دروعا بشرية في المباني المحيطة بغرب الموصل، لفت المتحدث باسم مفوض حقوق الإنسان روبرت كولفيل إلى أنه «ليس من السهل» ضمان عدم تعرض غير المقاتلين للخطر. وأضاف للصحفيين في جنيف «ما نقوله هو أنه في هذه الظروف يجب توخي الحذر الشديد».
مشاركة :