قد يختلف البشر في أنماط حياتهم اليومية، لكنَّ هناك أمراً قد يتفق عليه الجميع، وهو أن الاستيقاظ مبكراً يعد أصعب شيء يمكن أن تواجهه في بداية يومك، وأن المنبه الذي يوقظك من نومك كل صباح هو أكثر جهاز مكروه، ولكن وجوده بجوارك شيء مهم؛ فبدونه قد تتغيب أو تتأخر على جامعتك أو عملك. اليوم، مع تقدم التكنولوجيا أصبح هناك أشكال متعددة من المنبهات، من المنبه العادي في الساعات إلى الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية بتطبيقاتها المتنوعة، ما سهل علينا ضبط أكثر من منبه في أكثر من وقت، وتركه يرن بالصوت الذي نرغب، والمدة التي نضبطه عليها. لكن كيف كانت الحياة قبل أن يُخترع أول عام 1787؟ في الحقيقة لم يفشل الناس في ابتكار طرق ووسائل متعددة للقيام بهذه المهمة، وفي هذا التقرير نعرفكم في جولة شيقة على أبرزها:1- الحاجة للتبول كانت هذه هي إحدى الحيل الذكية التي استخدمت قديماً للتحكم في ، فقد اعتمد المحاربون القدامى في الأميركتين على مثاناتهم للقيام بمهمة إيقاظهم مبكراً. وتم ذلك عن طريق تحديد كمية المياه التي يشربونها قبل النوم، والوقت الذي تستغرقه في العمليات الحيوية داخل الجسم، إلى أن تتحول إلى صورة بول وتخزن في المثانة، وصولاً إلى ظهور الحاجة للتبول. مع تكرار هذه التجربة، توصل هؤلاء المحاربون إلى معرفة فرق التوقيت بين كمية مياه الشرب ونداء المثانة لإخراجها من الجسم، وأصبحت هذه الطريقة تستخدم ليس فقط بين المحاربين بل بين سكان الأميركتين لفترة طويلة.2- الشمع أحد البسيطة التي كان يعتمد عليها الناس في التحكم في مدة نومهم، هي "المنبه الشمعة"، وفكرة عمله كانت بسيطة جداً، تتم عن طريق تثبيت مجموعة من المسامير في شمعة، ووضعها فوق إناء أو حامل معدني، وعندما تبدأ الشمعة في الذوبان، تسقط المسامير على الإناء المعدني وتحدث صوتاً كافياً لإيقاظ الشخص النائم بجوارها. وكانت توزع المسامير على الشمعة بحيث يترك بينها مسافة تعبر عن مقدار الوقت، فمثلاً المسمار الأول سيسقط مع ذوبان جزء من الشمعة في تمام الساعة السادسة، والجزء الثاني الذي يحمل مسماراً آخر سوف يذوب كاملاً بحلول الساعة السابعة. ما يجعل هذه الفكرة عبقرية في عملها ومفيدة لأصحاب الغفوات، فإن لم يوقظك صوت سقوط المسمار الأول سوف يوقظك سقوط أحد المسامير الأخرى.3- أجراس المصانع والكنائس قديماً كان نداء المصنع أو الكنيسة من الصعب تفويتهما، فأجراس الكنيسة تعني أنه حان وقت الصلاة، وأبواق المصانع تدل أنك في حاجة إلى أن تستيقظ لكسب الرزق. وكان على رأس المستفيدين من هذا المنبه المجاني من يسكنون بالقرب من الكنائس أو المصانع، إذ كانت المصانع تطلق صفارات الاستيقاظ بعد شروق الشمس كل يوم كنوع من النداء للعمال، الذين كانوا يسكنون المنازل المجاورة على الأغلب. وقد ظهرت هذه الفكرة بعد الثورة الصناعية في أوروبا في نهاية القرن الثامن عشر.4- المُوقظ على الرغم من أن أول منبه ظهر للنور عام 1787، إلا أنه كان من الصعب على العمال الذين يكسبون المال القليل شراءه لأنه بالنسبة لهم كان باهظ الثمن، لذلك ظهرت الحاجة لشخص يُدعى "". كان المُوقظ يتقاضى ما يقرب من 6 بنسات (الجنيه الإسترليني يحتوي على 100 بنس) أسبوعياً من كل زبون لكي يطرق نافذة منزله كل صباح حتى يستيقظ ويذهب إلى العمل، وكان هذا الشخص يحمل عصا طويلة بآخرها عقدة دائرية مكتنزة يطرق بها على النوافذ في الصباح، وفي حال كانت النافذة بعيدة أو في مكان عال كان المُوقظ يستخدم حبات البازلاء الجافة ويقذفها نحو النوافذ. وقد ظهرت هذه المهنة بالتزامن مع بدء الثورة الصناعية في أوروبا، فلولاها كان من الممكن أن يتغيب الكثير من العمال عن عملهم في الصباح، واستمرت مهنة المُوقظ في بريطانيا وأميركا حتى عام 1970. من المثير للانتباه وجود تساؤل مهم له علاقة بهذه المهنة، وهو: "إن كان الموقظ يوقظ الناس فمن يوقظه؟!"، وكان الرد بأن كل مُوقظ له مُوقظ آخر يوقظه، لذلك ظهر مثل شعبي طريف في بريطانيا يقول: "إن لم يوقظ المُوقظ مُوقظنا، فإن مُوقظنا لن يوقظنا".
مشاركة :