تلقى رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، الأربعاء (29 مارس 2017)، رسالة من تيم بارو، سفير بريطانيا إلى التكتل، تؤكد عزم لندن الخروج من الاتحاد.
وتطلق رسالة "الإخطار الرسمي" التي تسلمها "توسك" عملية تستمر عامين لفض الارتباط بين التكتل وبريطانيا بموجب الفقرة 50 من معاهدة لشبونة، المؤسسة للاتحاد.
وكانت رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي، وقعت رسالة الإخطار، أمس (الثلاثاء)، بحسب وكالة رويترز، لتدخل البلاد مرحلة مجهولة وعامين من المفاوضات الغامضة التي ستشكل اختبارًا لتماسك الاتحاد الأوروبي.
وبعثت "ماي" بالرسالة إلى توسك بعد تسعة أشهر على الاستفتاء الذي قرر بموجبه البريطانيون الخروج من الاتحاد الأوروبي الذي انضموا إليه عام 1973.
وقالت أمام النواب في البرلمان: "المملكة المتحدة تغادر الاتحاد الأوروبي.. إنها لحظة تاريخية لا رجعة عنها".
وتواجه "ماي" مهمة أصعب من أي سلف لها في التاريخ المعاصر تتمثل في الحفاظ على وحدة البلاد في وجه تجدد مطالب الأسكتلنديين بالاستقلال وإدارة محادثات شاقة مع 27 دولة أوروبية في الشؤون المالية والتجارية والأمنية وغيرها من القضايا المعقدة. وترسم نتيجة المفاوضات مستقبل الاقتصاد البريطاني أكبر خامس اقتصاد في العالم، والذي يبلغ حجمه 2.6 تريليون دولار، وستقرر ما إذا كانت لندن ستحتفظ بمكانتها كأحد أكبر مركزين ماليين في العالم.
أما بالنسبة للاتحاد الأوروبي الذي يواجه أزمات متتالية جراء الديون واللاجئين، فإن خروج بريطانيا يشكل أكبر ضربة له خلال ستين عامًا من جهود إقامة وحدة أوروبية بعد حربين عالميتين مدمرتين.
وفي غضون 48 ساعة، سيرسل توسك مسودة الخطوط العريضة للمفاوضات إلى أعضاء الاتحاد الآخرين البالغ عددهم 27 دولة، يلي ذلك اجتماع لسفراء هذه الدول في بروكسل لمناقشة المسودة.
وقال توسك، إن الاتحاد الأوروبي سيسعى إلى تخفيض كلفة هذه العملية على المواطنين والشركات الأوروبيين، مشددًا على رغبة بروكسل في التوصل إلى انسحاب منظم لبريطانيا.
وقالت "ماي" في إخطار الخروج: "علينا أن نعمل معًا من أجل الحد من الارتباك، وبث أكبر قدر ممكن من الطمأنينة"، معبرة عن رغبتها في إبرام اتفاقية طموحة للتجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي.
وأضافت: "إذا غادرنا الاتحاد الأوروبي من دون التوصل إلى اتفاقية، فإن الوضع الأمثل هو اعتماد شروط منظمة التجارة العالمية".
وعبّرت "ماي" عن رغبتها في إتمام عملية الخروج والمفاوضات بشأن العلاقات التجارية مع الاتحاد الأوروبي في غضون عامين، غير أن الزعماء الأوروبيين اعتبروا أن هذا الأمر سيكون صعبًا.
مشاركة :