انتهت القمة العربية الـ 28 التي أقيمت في العاصمة الأردنية عمان، بعدما تلا الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، مسودة البيان الختامي، الذي تناول عددا من القضايا الهامة والمستجدات علی الساحة العربية والإقليمية. ودعت القمة، إيران إلى الكف عن تغذية النزاعات الطائفية والمذهبية، وأدانت التدخل الإيراني في الشؤون العربية، كما جددت إدانة احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى،وتأييد كافة الإجراءات والوسائل السلمية التي تتخذها دولة الإمارات العربية المتحدة لاستعادة سيادتها على جزرها المحتلة. وطالبت القمة طهران بالكف عن التصريحات العدائية والأعمال الاستفزازية، ووقف الحملات الإعلامية ضد الدول العربية باعتبارها تدخلاً سافرا في الشؤون الداخلية لهذه الدول، والتأكيد مجدداً على إدانة الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها العامة، والتأكيد على أهمية أن تكون علاقات التعاون قائمة على مبدأ حسن الجوار والامتناع عن استغلال أو التهديـد بهـا.وأدان البيان الختامي جميع أعمال الإرهاب وممارساته بكافة أشكالها ومظاهرها وأيا كان مرتكبوها وأيا كانت أغراضها، والعمل على مكافحتها، واقتلاع جذورها وتجفيف منابعه المالية والفكرية، وأنه لا مجال لربط الإرهاب بأي دين أو جنسية، وتعزيز الحوار والتـسامح والتفاهم بين الثقافات والشعوب والأديان. وأشار القادة العرب في البيان الختامي إلى أن الحلول العسكرية والأمنية وحدها غير كافية لإلحاق الهزيمة بالإرهاب، مشددين على ضرورة العمل على إيجاد استراتيجية شاملة متعددة الأبعاد لمكافحة الإرهاب تتضمن الأبعاد السياسية والاجتماعية والقانونية والثقافية والإعلامية وغيرها.وأكد البيان الختامي أهمية بحث التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي، وضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهتها بما يحفظ وحدة بلداننا العربية وسلامة أراضيها. وشدد القادة العرب في البيان مجددا على مركزية قضية فلسطين بالنسبة للأمة العربية جمعاء، وعلى الهوية العربية للقدس الشرقية المحتلة، عاصمة دولة فلسطين، وإعادة تأكيد حق دولة فلسطين بالسيادة على كل الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، بما فيها القدس الشرقية، ومجالها الجوي، ومياهها الإقليمية، وحدودها مع دول الجوار. ودعا البيان الختامي للقمة العربية، الدول إلى عدم نقل سفاراتها إلى القدس، مؤكدًا أن الزعماء العرب يؤيدون المصالحة مع إسرائيل مقابل انسحابها من جميع الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967م، كما رفض البيان التحركات الإسرائيلية الأحادية، مؤيدًا إعادة إطلاق المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية على أساس حلّ الدولتين. وقال إننا ندعم مخرجات «مؤتمر باريس للسلام» الذي جدّد التزام المجتمع الدولي بحلّ الدولتين السبيل الوحيد لإحلال السلام.وحول الشأن السوري، أكد القادة العرب أن لا حلّ عسكرياً للأزمة السورية إلا عبر التوصل لتسوية سياسية يصوغها كل السوريين. ودعا البيان إلى تكثيف العمل لإيجاد حل للأزمة السورية يحفظ الوحدة وينهي وجود «الجماعات الإرهابية»، ولدعم دول الجوار السوري التي تتحمل عبء اللاجئين. وبخصوص الوضع في العراق، جدد البيان التأكيد على أن أمن العراق ووحدة أراضيه ركن أساسي في استقرار المنطقة.وثمّن «الإنجازات التي حققها الجيش العراقي في حربه ضد الإرهاب». أما في ما يخص اليمن، فأكد البيان الختامي، مساندة جهود التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وجدد دعم الحكومة الشرعية اليمنية وتنفيذ القرار 2216. وشدد البيان على ضرورة تحقيق الاستقرار السياسي في ليبيا من خلال المصالحة، مبدياً دعمه لحوار ليبيّ ليبيّ تسانده الأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة.من جهة أخرى، استنكر البيان الانتهاكات بحق أقلية الروهينغا المسلمة في ميانمار، ولفت إلى دعم كل الجهود الرامية إلى هزيمة الإرهاب في كل مكان ومواصلة محاربته.إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير مساء أمس الأربعاء أن السعودية وافقت على استضافة أعمال القمة العربية العادية المقبلة في دورتها الـ 29 بناء على طلب دولة الإمارات العربية المتحدة.
مشاركة :