بريطانيا أطلقت آلية الخروج من الاتحاد الأوروبي «بلا عودة»

  • 3/30/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لندن - (أ ف ب): بدأت المملكة المتحدة أمس الاربعاء عملية تاريخية للخروج من الاتحاد الأوروبي بعد تسعة اشهر من استفتاء قسم المملكة وأضعف المشروع الأوروبي الذي تأسس في اعقاب الحرب العالمية الثانية. وسلم السفير البريطاني لدى الاتحاد الأوروبي تيم بارو رسالة الطلاق التي وقعتها رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي مساء الثلاثاء، لرئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك لتنطلق بذلك رسميا آلية الخروج من الاتحاد الأوروبي. وعلق توسك في تغريدة على الصورة التي خلدت لحظة توقيع الطلاق وستدخل التاريخ وتغير مصير المملكة، كأول بلد ينفصل عن الاتحاد بعد 44 عاما من زواج مزعج، «ما من سبب ليبدو وكأنه يوم سعيد في بروكسل أو لندن». وأضاف مخاطبا المملكة المتحدة «نحن من الآن، نشتاق اليكم». وقالت ماي امام النواب البريطانيين ان «عملية الانفصال مسار يتم بناء على رغبة الشعب البريطاني، المملكة المتحدة ستغادر الاتحاد الأوروبي. انها لحظة تاريخية ولن تكون هناك عودة إلى الوراء». وأضافت «ان أفضل ايامنا هي تلك القادمة» من اجل «بريطانيا عظمى عالمية فعلا» داعية البريطانيين إلى «التوحد» للحصول على «أفضل اتفاق (طلاق) ممكن». وتابعت: «سنعزز العلاقات التي توحد الامم الاربع للمملكة المتحدة» في وقت تهدد فيه التطلعات الاستقلالية لاسكتلندا والازمة السياسية في أيرلندا الشمالية وحدة المملكة. وأضافت ماي ان مصير الثلاثة ملايين أوروبي المقيمين في المملكة المتحدة سيكون «اولوية» في المفاوضات المعقدة التي تبدأ في الاسابيع القادمة. بدوره قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان «لا عودة» عن الخروج من الاتحاد الأوروبي وأنه «لا يمكن ان يستغرق أكثر» من سنتين. وأضاف أن الخروج «سينتهي باتفاق تجاري بين المملكة المتحدة وأوروبا، ونتمنى ان يكون أفضل اتفاق تجاري ممكن، سواء لأوروبا أو للمملكة المتحدة». واستبعد الرئيس الفرنسي قيام «نظام وسيط»، داعيا إلى ان «تحترم» أوروبا البريطانيين، وداعيا البريطانيين إلى ان يحترموا المواطنين الأوروبيين الذين يعيشون على أراضيهم. وقال هولاند انه إذا كان بريكست «مؤلما على الصعيد العاطفي» للأوروبيين، فسيكون «مؤلما على الصعيد الاقتصادي» للبريطانيين. وبدا نايجل فاراج الزعيم السابق لحزب «يوكيب» المناهض لأوروبا وأحد ابرز مهندسي الخروج من الاتحاد، مسرورا وقال «ان الاتحاد الأوروبي لن ينهض (من هذه الضربة). نحن أول المغادرين. هذا تاريخي. والآن نحن من يتولى زمام الامور». وأشارت المتحدثة باسم المستشارة الألمانية انغيلا ميركل إلى انه «لا يجب أن ننسى ان المملكة المتحدة تبقى شريكا في الحلف الاطلسي وفي أوروبا». ونشرت الحكومة البريطانية مساء الثلاثاء صورة للحظة توقيع ماي على رسالة الطلاق بعيد تسليمها إلى توسك. وتفتح الرسالة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق الخروج من الاتحاد التي يفترض ان تدوم سنتين. وفي 28 مارس 2019 تنفصل المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي اي بعد نحو ثلاث سنوات من استفتاء 23 يونيو 2016 عندما ايد 52 بالمائة الخروج. ويقول محللون ان الجدول الزمني الموضوع يبدو طموحا اكثر من اللازم، مشيرين إلى تشابك الاواصر التي نسجت طوال اربعة عقود وبالنظر إلى تعقيدات الملفات التي تشمل الجوانب المالية والتجارية إضافة إلى الحدود والتعاون الامني والقضائي. وقالت ماي في رسالتها إلى توسك انه على بروكسل ولندن «العمل بكد» للتوصل إلى اتفاق. ورد المجلس الأوروبي ان الاتحاد «سيتصرف بشكل موحد ويحافظ على مصالحه» في عملية التفاوض. وتقول كاثرين بارنارد استاذة القانون الأوروبي في جامعة كامبريدج «اتساع ورشة (المفاوضات) يؤكد ان عامين لن يكونا كافيين أبدا»، مضيفة «عند ازالة كل مطب، سيظهر غيره». أما كامينو مورتيرا مارتينيز الباحثة في مركز الإصلاح الأوروبي في لندن فتتوقع «على الارجح» الا تنتهي المفاوضات في غضون عامين. وتقول باتريسيا هوغوود استاذة العلوم السياسية في جامعة وستمنستر «هناك عراقيل منذ الان»، قبل انطلاق المفاوضات حتى، مشيرة إلى الكلفة التي ستترتب على الخروج من السوق الأوروبية أو الدخول اليها مجددا.

مشاركة :