استطاع شبان مصريون إيجاد حالة إبداعية بجهود ذاتية بسيطة أنتجوا فيها مصابيح إضاءة وأوعية لاحتواء زهور وقطع ديكور أخرى من مخلفات خشب وزجاج صناعية كان ينتهي مصيرها إلى مقالب القمامة قبل أن يعيد مشروع «جزازي» تدويرها. انطلق المشروع الشبابي بجهود ذاتية في أحد شوارع ضاحية المعادي (جنوب القاهرة)، وخُصص جزء منه لعملية الصناعة التي تتم داخل «خيمة» بدائية تضم بعض الآلات البسيطة، وجزء آخر لبيع أدوات الزينة التي ينتجونها، وفي مساحة ثالثة يشجعون زوارهم على القراءة عبر معرض يبيع الكتب بأسعار زهيدة (6 جنيهات حداً أقصى) كما يتيح فرصة الاستعارة، ومنضدة هادئة للقراءة في أجواء مريحة. انطلق المشروع في كانون الأول (ديسمبر) 2014، ويقول عنه أحد مؤسسيه مصطفى عبد الماجد (28 سنة): «كان حلماً راودني في ظل ارتفاع الأسعار، وانتشار أكوام القمامة في بعض المناطق، وهنا تساءلنا لماذا لا نستغل تلك الخامات ونحول ذلك الكابوس إلى كنز؟ بدأنا تجميع المخلفات البلاستيكية والخشبية والزجاجية صانعين منها منتجات جديدة بأسعار أقل من المعروضة في الأسواق، تنوعت بين أدوات كهربائية، أثاث مكتبي، تحف، آنية بأشكال مختلفة». وحقق المشروع رواجاً بين السياح الذين يملكون ثقافة «إعادة التدوير» في مقابل إدراك متأخر لها من المصريين الذين أصبحوا الآن الجزء الأكبر من المستهلكين، «وبعضهم يطلب تصميم أشياء خاصة لإهدائها إلى أعزاء عليهم في مناسبات». وعن الرؤية المستقبلية، يوضح مؤسس «جزازي»: «نعمل حالياً على تطوير المشروع لاستخدام برامج وأجهزة جديدة لاستخدام مخلفات المباني المنتشرة في بعض الأماكن من خلال البيوت الذي صدر قرار إزالة لاستخدامها في بناء مساكن جديدة، موضحاً أنها محاولة لمحاربة الفقر والقضاء على العنوسة من خلال تسهيل كل المتطلبات». وإلى جانب توفير سلع بأسعار أقل من الرائج وبجودة عالية، خصص المشروع الشبابي جزءاً من جهوده للتوعية، وخصوصاً في ظل ارتفاع مخلفات القمامة في مصر وبلوغها، وفق المركز القومي للإحصاء، 27 مليون طن آخر عام 2015. وتقول أسماء فاروق التي شاركت في التأسيس: «نطلق عدداً من المبادرات لتجميع القمامة من الشوارع والمناطق الأثرية حفاظاً عليها، إضافة إلى تدشين حملات لنشر التوعية والحض على الاستفادة منها، كما ستوضع صناديق في الأحياء الشعبية لإلقاء المارة ما يمتلكون».