«زوق مكايل».. بلدة الحرير والسوق العتيق

  • 3/31/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت: شانتال فخري «زوق مكايل»، بلدة لبنانية في ساحل كسروان، واحة متكاملة التراث، لها طابعها الخاص التقليدي والعصري معاً، تتميز بسوقها العتيق، ومتحف إلياس أبو شبكة، الشاعر اللبناني المعروف، وأديرتها وما فيها من أيقونات، وهندسة أثرية نادرة. كما أنها تتميز بحديقتها العامة، وبكونها أرض الأزهار والأشجار. ولمعنى «زوق مكايل» أكثر من تفسير، أهمها القلعة، أو السوق، أو الذوق. وفي مطلق الأحوال أصبحت هذه البلدة نموذجاً يحتذى في العملين الإنمائي والثقافي، والتراثي التاريخي، وحصدت جوائز عالمية عدة بينها «المدينة المزهرة» حيث حلت في المرتبة الأولى بين مدن عدة في الشرق الأوسط ضمن المسابقة التي أقامتها منظمة "اليونيسكو" عام 1998، فضلاً عن جوائز محلية عدة. تعود قصة الزوق مع الحرير إلى زمن الأمير فخر الدين المعني الثاني الكبير، حيث كانت أشجار التوت تزرع فيها بكثافة مع توفر دودة القز لصناعة النول والحرير، وكان فيها أكبر سوق وأهم ميزان وبندر لتجارة الحرير، ومن هنا انطلقت فيها صناعة النول، وسمي أهل هذه البلدة بأهل الحرير.وأشار الياس بعينو، رئيس بلدية زوق مكايل، إلى أن السوق القديم لا يزال مثلما كان عليه في السابق، يمتد مسافة 150 متراً ويضم نحو 22 محلاً. ويضف: «لا تزال هناك 5 محال للنول في السوق المعروف بالسوق التحتاني، وقد أقامت البلدية مدرسة لتعليم هذه المهنة لأشخاص جدد حيث يحصل كل منهم على مبلغ رمزي شهرياً لقاء جلوسه إلى جانب النوالين المتمرسين واكتسابه أصول الحياكة».. لافتاً إلى أن «أعداد المتدربين تراجعت من 15 شخصاً إلى 4 فقط في الوقت الحاضر».ونوه بعينو إلى أن بلدية الزوق استقدمت حياكاً من المدينة الفرنسية «أوبوسون» الشهيرة بالنول لتعليم النوالين الجدد أصول الحياكة المتبعة في أوروبا اليوم، حيث لم يعد ضرورياً الاكتفاء بالنول التقليدي للعبايات، بل يمكن التوجه ناحية التابلوهات وصناعات أخرى بتكلفة أقل، وبسرعة أكثر.. وانتهى ليؤكد «تطوير الحياكة أمر لا مفر منه وستحل الماكينات بدل العمل اليدوي، ما يعني أن المستقبل قاتم لهذه المهنة على المدى الطويل».وفي السوق التحتاني الذي تقام فيه «ليالي السوق العتيق» تعرض كل أنواع الأعمال الحرفية واليدوية، من النول إلى نفخ الزجاج والفخاريات والخزفيات والرسم على حبة الرز، واللوحات والتابلوهات، وسائر أنواع الأقمشة.. إضافة إلى نشاطات ثقافية وتربوية تقام على مدار السنة، ومنها المهرجان السياحي الذي يُقام على المدرج الروماني.ومن الأمور اللافتة حاليا في «زوق مكايل»، الإنشاءات الجارية لإنجاز المدينة الرياضية بحيث تكون جاهزة لاستضافة البطولة الآسيوية لكرة السلة. كذلك العمل منصب على تأهيل السوق القديم الفوقاني الذي لا يزال فيه الكثير من البيوت، حيث تعمل بلدية زوق على استكمال الاستملاك لتحويله مركزاً ثقافياً وتراثياً وترفيهياً وسياحياً وفنياً على الطريقة الغربية الرائجة، والتي تحافظ على تراث الماضي، مع إطلالة على الأفق المستقبلي الواعد.

مشاركة :