صعّد أمس النظام السوري من معاركه العنيفة في عدد من المحافظات السورية، مما ضاعف من تدهور الوضع الأمني وكذلك الإنساني في الكثير من المدن، التي ستشهد الانتخابات الرئاسية قبل نحو شهر. وعدّ مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، تدهور الوضع وتزايد عمليات القصف التي تستهدف المدن السورية "رسالتين من المعارضين المسلحين لنظام الأسد مفادهما أنه لن تكون هناك مناطق آمنة لإجراء الانتخابات الرئاسية". وشهدت حلب أمس، صراعا قد يكون الأعنف في ظل إصرار قوات النظام على اقتحام المناطق التي تخضع لسيطرة المعارضة. وأشارت تقارير إلى قتل نحو 33 شخصا جراء غارة جوية على حلب بينما استعادت المعارضة موقعين على مشارف المدينة بعد تفجيرين قتل فيهما عشرات من الجنود النظاميين. وأفاد ناشطون أن قصفا لطائرات النظام استهدف أحياء السكري ومساكن هنانو بالبراميل المتفجرة، فيما تدور اشتباكات عنيفة في محيط فرع المخابرات الجوية بحي الزهراء، تمكن خلالها الثوار من قتل عدد من جنود النظام. ودارت اشتباكات في حي بستان الباشا ومنطقة الشيخ نجار، حيث استطاعت كتائب غرفة عمليات أهل الشام من قتل وجرح عدد كبير من جنود النظام، كما دارت اشتباكات بين الجيش الحر وجبهة النصرة من جهة وتنظيم داعش من جهة أخرى في مدينة الباب.وفي دمشق، أفادت شبكة شام أن اشتباكات تدور في محيط منطقة الحفيرية بحي تشرين، كما تدور اشتباكات على أطراف حي جوبر من عدة محاور، في محاولات مستمرة من قبل قوات النظام لاقتحام المنطقة مع تواصل استهداف مخيم اليرموك بمختلف أنواع الأسلحة. وفي ريف العاصمة، فقد تواصل القصف العنيف على الزبداني والمليحة وعلى الجبهة الشمالية لمدينة داريا. وفي رد على القصف العشوائي بالبراميل المتفجرة، الذي يطال الأحياء السكنية في درعا وريفها، لا سيما قرى تسيل وعدوان وعتمان، أعلن الثوار فتح معركتهم في ريف درعا وسيطروا على تل عشترة الذي كانت تتمركز فيه قوات النظام، كما سيطروا على حاجز تقاطع التابلين بالقرب من مدينة نوى. وكانت مسؤولة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة، فاليري آموس، قد أعلنت أول من أمس، فشل الجهود المبذولة لتأمين توزيع أفضل لشحنات المساعدات الإنسانية للسكان في سورية، واصفة أن "الوضع يتفاقم وهو بعيد عن التحسن". وقالت آموس للصحفيين بعد عرضها للوضع الإنساني أمام مجلس الأمن الدولي في جلسة مغلقة إن "أقل من 10% من 242 ألف سوري في المناطق المحاصرة حصلوا على المساعدة في الأسابيع الأربعة الماضية".
مشاركة :