تيلرسون: أميركا تواجه خيارات صعبة في سورية

  • 3/31/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أقر وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون اليوم (الخميس) بأن واشنطن تواجه خيارات صعبة في الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في سورية لكنه سعى إلى التقليل من شأن الخلافات مع تركيا، حليف بلاده في «حلف شمال الأطلسي»، في شأن دعم مسلحين أكراد. وعقب اجتماعه في أنقرة مع الرئيس رجب طيب أردوغان ووزراء بارزين في الحكومة التركية قال تيلرسون إنه «لا مسافة» بين تركيا والولايات المتحدة في ما يخص عزمهما هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية». وأثار دعم الولايات المتحدة لـ «وحدات حماية الشعب» الكردية - السورية غضب أردوغان وحكومته إذ ترى وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها شريك يمكن التعويل عليه لكن تركيا تراها قوة معادية لها صلات عميقة بمتمردي «حزب العمال الكردستاني» الذين يشنون تمرداً ضد الدولة التركية منذ ثلاثة عقود. وتشعر تركيا بالإحباط الشديد من الاستعانة بمقاتلي «وحدات حماية الشعب» في هجوم مرتقب تقوده الولايات المتحدة للسيطرة على معقل التنظيم في مدينة الرقة وهي عملية قالت أنقرة منذ فترة طويلة إنها تريد لعب دور فيها. وقال تيلرسون في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو «ما ناقشناه اليوم هو الخيارات المتاحة لنا. إنها خيارات صعبة. ولأكن صريحاً للغاية... إنها ليست سهلة... إنها خيارات صعبة يجب أن نتخذها». وقال تشاووش أوغلو إن واشنطن قبلت بعدم وجود فرق بين «وحدات حماية الشعب» و«حزب العمال الكردستاني». ودان تيلرسون هجمات شنها «العمال الكردستاني» في الآونة الأخيرة لكنه لم يقر بما قاله تشاووش أوغلو. وقال إن محادثاته ركزت على إنشاء «مناطق آمنة» في سورية ليتسنى للاجئين العودة إلى وطنهم وإنه يجري بحث عدد من الخيارات في شأن تأمين تلك المناطق. وتؤوي تركيا أكثر من مليوني سوري ودعت منذ فترة طويلة إلى إنشاء مناطق آمنة لكن الفكرة لم تنل الكثير من التأييد من الحلفاء الغربيين الذين يتساءلون عن كيفية إقامة مثل تلك المناطق من دون وجود عسكري أجنبي كبير. * علاقات متوترة تأتي زيارة تيلرسون في وقت صعب بالنسبة للعلاقات الأميركية - التركية. وتدهورت العلاقات في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما ويأمل مسؤولو أنقرة في تحسن العلاقات في عهد الرئيس دونالد ترامب. لكن ما زالت المؤشرات على هذا التحسن ضعيفة. وبعيداً من الخلافات في شأن سورية توترت العلاقات بين البلدين بسبب استمرار وجود رجل الدين التركي فتح الله غولن في الأراضي الأميركية وهو الرجل الذي يتهمه أردوغان بأنه كان وراء انقلاب فاشل في تموز (يوليو) وترغب أنقرة في ترحيله إليها. وقال تشاووش أوغلو إن بلاده تتوقع أن تتخذ واشنطن خطوات ملموسة في شأن تسليمها غولن بما يشمل احتجازه الموقت. وسبق أن قال المسؤولون الأميركيون إن الأمر يخص النظام القضائي الأميركي. وعكر صفو زيارته اعتقال نائب مدير عام بنك «خلق» المملوك للدولة في نيويورك الإثنين الماضي واتهامه بالتواطؤ في مخطط استمر لسنوات مع تاجر ذهب تركي - إيراني يدعى رضا ضراب للالتفاف على العقوبات الأميركية ضد إيران. ووصف تشاووش أوغلو اعتقال المصرفي بأنه خطوة «سياسية» وقال إن الادعاء الأميركي الذي رفع القضية ضد ضراب له صلات وثيقة بمؤيدي غولن. وتأتي زيارة تيلرسون قبل أقل من ثلاثة أسابيع على إجراء استفتاء يسعى فيه أردوغان إلى تعديل دستوري يعزز سلطاته في خطوة يخشى معارضوه وبعض حلفائه الأوروبيين من أن ترسخ حكماً استبدادياً. ولم يلتق تيلرسون مع معارضين أتراك خلال الزيارة في إشارة إلى أنه يسعى إلى تجنب نقاشات في ما يتعلق بشؤون محلية في الوقت الذي يحاول فيه التركيز على القتال ضد تنظيم «الدولة الإسلامية». ويعد ذلك تغيراً في النهج الأميركي الذي كان متبعاً خلال زيارة مسؤولين أميركيين إلى تركيا في عهد أوباما. الذي قال نائبه جو بايدن خلال زيارة في كانون الثاني (يناير) 2016 إن تركيا تضرب مثلاً سيئاً في المنطقة من خلال ترهيب الإعلام والحد من حرية استخدام الإنترنت.

مشاركة :