قِمَّةُ البحرِ الميت إجماعٌ على مُجابهةِ تهديداتِ إيران وإرهابها

  • 4/1/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

عَكَسَ اجتماع الزعماء العرب الأخير في العاصمة الأردنية عَمَّان إنسجاماً نسبياً يعتبر قياسياً بالمقارنة مع قمم سابقة وساد أداء المجتمعين ما يمكن القول معه أن القمة الـ28 في البحر الميت في الأردن أسست لآليات تقارب بدا الجميع تواقاً لإرسائها ، كما عكس حرص القادة على إنجاح قمتهم تمسك العواصم العربية بالمؤسسة العربية الجامعة رغم الوهن الذي أصاب العمل العربي المشترك ورغم ركاكة الأداء الذي سلكته جامعة الدول العربية في مقارباتها لملفات المنطقة ، ونجح الزعماء العرب نسبياً في الحفاظ على الحد المطلوب من التآلف المشهدي في ما بينهم، رغم وجود تباينات حقيقية بين الدول العربية حول بعض القضايا الرئيسية .وفي شأنِ العلاقات العربية / الفارسية (الإيرانية) وجَّهت القمة العربية رسالة واضحة لا لبس فيها ولا غموض ترفض إرهاب بلاد فارس (إيران) وتدخلها في الشؤون الداخلية للبلدان العربية ، كما أن الكلمات التي ألقاها الزعماء العرب وفقاً لما نص عليه مشروع البيان الختامي جسّدت موقفاً جامعاً عبَّرَ عن إجماع عربي حيال السياسة العدوانية والإستفزازية والنهج التوسعي الإستعماري الذي تنتهجه طهران في منطقة الخليج العربي والعالم العربي ، وشَكَّلَ رسالة عربية واضحة للعالم عموماً، ولواشنطن وموسكو خصوصاً، حول عناوين الموقف العربي حيال عدوانية طهران وإرهابها وغطرستها . ويراقب المجتمعُ الدولي أداء النظام السياسي العربي لما لمواقف العواصم العربية من تأثير على المستقبل السياسي والأمني في المنطقة لأنَّ أمن المنطقة العربية واستقرارها بات جزءاً لا يتجزأُ من الأمن الدولي عامة وأمن أوروبا خاصة ، وكان حضور الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريس) ومنسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي (فيديريكا موغيريني) شاهداً على اهتمام المحفلين الدَّوليين بالمقاربة العربية الرسمية للنظام الدولي العام، ويمكن إدراج أعمال القمة الأردنية والمواقف الصادرة عنها في إطار الإطلالة العربية على الإدارة الأميركية الجديدة في عهد الرئيس(دونالد ترامب) وكأن العرب يريدون مخاطبة واشنطن بشكل جماعي في مسائل تتعلق بالحل في الشرق الأوسط ومواجهة الإرهاب في المنطقة والتصدي للتدخلات الفارسية (الإيرانية) في الشؤون الداخلية للبلدان العربية، على النحو الذي يمكن أن يؤسس لتفاهمات عربية أميركية مشتركة .وكان الخطاب الناري الذي يدين الإرهاب الفارسي (الإيراني) الذي ألقاه الرئيس اليمني الشرعي عبدربّه منصور هادي في القمة لافتاً ، غير أن ما يؤخذ على قمة البحر الميت أنها تجاهلت قضية العرب الأساسية والرئيسية الأولى وهي وجوب السعي لتحرير دولة الأحواز العربية (عربستان) من الإحتلال الفارسي الفاشي (الإيراني) الجاثم على صدرها منذ عام ١٩٢٥م ، واحتلال الفرس (الإيرانيين) للجزر الإماراتية الثلاث ، وتحريض النظام الفارسي الفاشي الزرادشتي الحاكم في طهران للأقليات الطائفية في مملكة البحرين واليمن والمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية على التمرد والإنقلاب على الأنظمة والحكومات الشرعية .عبدالله الهدلق

مشاركة :