فلوريدا (رويترز) خلصت دراسة إلى أن جزيئات متطايرة من الشمس قلصت غلافاً سميكاً كان محيطاً بالمريخ يوما ما ويشبه الغلاف الجوي للأرض فجعلت الكوكب الأحمر كوكبا جافا وبارداً وبالتالي لا يصلح للحياة. وأضافت الدراسة التي نشرت أمس الأول في دورية «ساينس» الأميركية، أن غلافا جويا كثيفا أحاط بالمريخ وحافظ على دفئه ورطوبته وذلك قبل نحو أربعة مليارات سنة عندما كانت الحياة على الأرض في طور البداية. وأظهرت قياسات سجلتها إحدى المركبات الفضائية التابعة لإدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) أن الجزيئات المشحونة في الرياح الشمسية قلصت بمرور الوقت الغلاف الجوي للمريخ وتركت غشاء رقيقاً من الغازات حول الكوكب ما يزال ينكمش. وقال بروس جاكوسكي، كبير الباحثين في الدراسة: «تشير خطوط الأدلة إلى الفترة بين قبل نحو 3.7 مليار سنة وأربعة مليارات سنة عندما تلف المريخ، وكانت الظروف على المريخ في البدايات تسمح بعيش الجراثيم لكن مع اختفاء الغلاف الجوي السميك المحيط بالكوكب، تحول من كوكب رطب يمكن أن تكون على سطحه حياة إلى الكوكب البارد الجاف الذي نراه اليوم». واستند البحث إلى قياسات للعنصر الكيميائي أرجون عند ارتفاعات مختلفة في الغلاف الجوي الرقيق المحيط بالمريخ، وتشير القياسات إلى أن المريخ فقد 66 بالمئة من غاز الأرجون في غلافه الجوي منذ أن نشأ الكوكب قبل نحو 4.6 مليار سنة. واستنتج جاكوسكي وزملاؤه من هذا الرقم معدل فقد الغلاف الجوي للمريخ لغازات أخرى.