{اسكوتلنديارد} تكشف تفاصيل جديدة عن منفذ هجوم لندن

  • 4/1/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

مددت شرطة اسكوتلنديارد البريطانية احتجاز شخص يبلغ من العمر 30 عاما، وأبقته بأمر من المحكمة قيد الاحتجاز حتى يوم الأحد المقبل في إطار التحقيق بشأن هجوم لندن الذي تبناه تنظيم داعش وخلّف أربعة قتلى و50 جريحا على الأقل يوم الأربعاء قبل الماضي. وأفرجت اسكوتلنديارد أول من أمس عن شخص آخر من برمنجهام يبلغ من العمر 58 عاما، من دون توجيه أي اتهام له، وكذلك أبقت سيدة تبلغ من العمر 32 عاما ضمن مجريات التحقيق في العملية الإرهابية رغم الإفراج عنها بكفالة. وفي الإجمال، أوقفت الشرطة 11 شخصا تراوح أعمارهم بين 21 و58 عاما (سبعة رجال وأربع نساء)، هم ثمانية في برمنغهام (وسط) واثنان في مانشستر (شمال) وشخص واحد في لندن. وقد تم الإفراج عن 10 منهم، لكن لا يزال هناك رجل قيد الاحتجاز. إلى ذلك، قال محققون بريطانيون إن «منفذ هجوم لندن كان مجرما عنيفا قبل أن يعتنق الإسلام ويبتعد عن المشكلات لأكثر من عشر سنوات، ثم تحول إلى التشدد من خلال مواد منشورة على الإنترنت، وإنه استهدف البرلمان في (هجوم منفرد)». وتقول اسكوتلنديارد إن «خالد مسعود الذي حاول وضع ماضيه المضطرب وراء ظهره من خلال اللجوء إلى الدين، قلد هجمات محدودة التكاليف والإمكانات التكنولوجية التي يتبناها تنظيم داعش. لكن المحققين لم يجدوا أي شيء يربطه بجماعات متشددة في الداخل أو متشددين في الخارج». وقال مصدر أوروبي مطلع على التحقيق «السؤال المهم هو لماذا تحول هذا الرجل إلى قاتل... وهذا هو أصعب سؤال تتعين الإجابة عنه؛ لأن التطرف شديد التعقيد ومليء بالفروق الدقيقة... أحد خطوط التحقيق الجادة هو أنه فعل ما فعل بسبب شيء رآه على الإنترنت». وفي اليوم التالي لهجوم الأربعاء الماضي على البرلمان، قالت رئيسة الوزراء تيريزا ماي إن «المهاجم البالغ من العمر 52 عاما دخل دائرة اهتمام جهاز الأمن الداخلي (إم.آي5) بصفته شخصية ثانوية في تحقيق بشأن متطرفين يمارسون العنف؛ مما أثار مخاوف من أن السلطات كان عليها أن تعرف أنه تهديد محتمل». لكن مصادر مطلعة على التحقيق رفضت تلك المخاوف، وقالت لـ«رويترز» إن «جهاز المخابرات رصده وهو يبحث في (مؤامرات كثيرة) في لوتن التي تبعد 55 كيلومترا إلى الشمال من لندن، حيث كان يعيش قبل نحو خمس سنوات». وقال مصدر حكومي أوروبي إن «اسم مسعود ظهر خلال تحقيق في شبكة يشتبه في مساعدتها أفرادا على السفر من بريطانيا للانضمام إلى جماعات متشددة في أفغانستان وباكستان، لكن لم يربطه شيء مما خلصوا إليه بأي جماعة أو فصيل أو رجال دين متطرفين». وبدلا من ذلك يشتبه محققون من اسكوتلنديارد في أن قراءة ومشاهدة مواد تحض على التطرف على الإنترنت قادته لدهس مارة بسيارة مستأجرة على جسر وستمنستر في لندن الأسبوع الماضي؛ مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص قبل أن يقتحم ساحة البرلمان ويطعن شرطيا حتى الموت». وقتل مسعود بالرصاص بعد الهجوم الذي دام 82 ثانية». وقال نيل باسو، المنسق الوطني لشرطة مكافحة الإرهاب في المملكة المتحدة «لا أدلة لدي على أنه بحث هذا مع آخرين. وعلى الرغم من أنني لم أجد أدلة على صلته بتنظيم داعش أو القاعدة، فإن هناك اهتماما واضحا بالتشدد». ويشير تحقيق الشرطة بقوة أيضا إلى أن مسعود كان ما يطلق عليه «مهاجم منفرد» ينفذ نوع الهجمات الذي دعا له المتحدث باسم «داعش»» أبو محمد العدناني عندما كان التنظيم في أوج قوته في أواخر عام 2014، ومنذ الأربعاء الماضي احتجزت الشرطة 12 شخصا من المقربين لمسعود فيما له صلة بالهجوم. ولم يبق منهم إلا شخص واحد رهن الاحتجاز فيما قيل للباقين، عدا واحدا، إنهم «لا يواجهون أي إجراءات قانونية أخرى». لكن تقارير إعلامية تقول إن مسعود استخدم خدمة الرسائل النصية لتطبيق «واتساب» قبيل الهجوم؛ مما ترك احتمالا مفتوحا بأن شخصا آخر قد يكون متورطا معه. وقال كريج ماكي، القائم بأعمال قائد شرطة لندن، أول من أمس «بينما نعتقد في تلك المرحلة أن مسعود تصرف منفردا في تنفيذه للهجوم فتحقيقنا مستمر لمعرفة ما إذا كان هناك آخرون متورطون بأي شكل من الأشكال، وأؤكد أن هذا التحقيق مفتوح». وقال فاراسات لطيف، وهو مدير سابق لمدرسة لتعليم اللغة الإنجليزية في لوتن، عمل فيها مسعود مدرسا: إنه «لم ير ميلا لديه نحو التشدد في وقت كان فيه في دائرة رصد (إم.آي5) في عام 2012 تقريبا». وقال لطيف لـ«رويترز»: «كان بعيدا عن السياسة أكثر من أي مسلم أعرفه. لم يكن هناك اهتمام على الإطلاق... أتذكر فقط أنه كان مهذبا وودودا وشغوفا (بمعرفة) الإسلام». وقال باسو «أعلم متى وأين وكيف ارتكب مسعود فظائعه، لكن الآن احتاج إلى أن أعرف لماذا... يجب جميعا أن نتقبل أن هناك احتمالا أننا لن نفهم أبدا لماذا فعل ذلك. هذا السبب ربما مات معه».

مشاركة :