المعارضة السورية عن التحوّل بالموقف من الأسد: «ترتيب الأولويات» مسألة تخص السياسة الأميركية - خارجيات

  • 4/2/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

عواصم - وكالات - أكدت المعارضة السورية أن مسألة «ترتيب الأولويات» تخص السياسة الأميركية، مشددة على موقفها الرافض لأي مشاركة في السلطة مع رئيس النظام بشار الأسد، بعد كل ما اقترفه بحق الشعب السوري.جاء هذا الموقف على لسان كبير مفاوضي الهيئة العليا لمفاوضات جنيف محمد صبرا، تعليقاً على تأكيد البيت الأبيض، أن على الولايات المتحدة أن تقبل «الواقع السياسي» في سورية وتسمح للسوريين بتحديد مصير الأسد، وذلك بعد تصريحات مشابهة من وزير الخارجية ريكس تيلرسون والسفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي التي أكدت أن إزاحة الأسد لم تعد أولوية.وقال صبرا، في تصريحات صحافية، إن مسألة ترتيب الأولويات تخص السياسة الأميركية، وان المعارضة تعوّل على دعم الشعب لتحقيق أهداف الثورة السورية، مشيرا إلى أن أصدقاء المعارضة السورية يؤكدون دوماً على ضرورة محاكمة الأسد وتقديمه للعدالة كمجرم حرب.وأضاف ان هناك منظومة كاملة في الأمم المتحدة تدعو لمحاكمة الأسد، معرباً عن اعتقاده بأنه ما من أحد سيقترح على المعارضة مشاركة السلطة مع الأسد رغم كل ما اقترفه بحق الشعب السوري.بدوره، قال يحيى العريضي، وهو مستشار الهيئة العليا للمفاوضات، إن «الأسد غير مقبول مطلقاً كرئيس»، مضيفاً «لا يمكن لأي بلد حر أن يكون قائده ارتكب جرائم حرب».وكان الناطق باسم البيت الأبيض شون سبايسر أكد، مساء أول من أمس، انه «في ما يتعلق بالأسد، هناك واقع سياسي علينا أن نقبله في ما يخص موقفنا الآن. ينبغي أن نركز الآن على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)... الولايات المتحدة لديها أولويات راسخة في سورية والعراق، وأوضحنا أن مكافحة الإرهاب، خاصة هزيمة الدولة الإسلامية، هي على رأس أولوياتنا».وحاول سبايسر تحميل مسؤولية بقاء الأسد في السلطة حتى الآن إلى الادارة الأميركية السابقة برئاسة باراك أوباما، متهماً إياها بأنها «أضاعت فرصة التعامل مع الوضع في سورية».ويأتي تصريح سبايسر في سياق التحول بموقف إدارة دونالد ترامب، حيث فتحت الطريق أمام إمكانية بقاء الأسد في السلطة، بتأكيدها أن محاربة تنظيم «داعش» لها الأولوية في سورية.وبدأ التحول الخميس الماضي مع تصريح وزير الخارجية ريكس تيلرسون، خلال زيارة إلى تركيا، إن «مصير الأسد على المدى الطويل سيحدده الشعب السوري»، قبل أن تعلن السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، بعد ساعات موقفاً أكثر وضوحاً، قائلة إن «أولويتنا لم تعد التركيز على إزاحة الأسد»، مضيفة في سياق التوضيح «هل نعتقد أنه يشكل عائقاً؟ نعم... هل سنجلس ونركز على إزاحته؟ لا».في سياق متصل، انتهت الجولة الخامسة من مفاوضات جنيف برعاية الأمم المتحدة، مساء أول من أمس، من دون أن يطرأ أي تغيير على مواقف الحكومة والمعارضة، رغم محاولتهما إظهار إيجابية للمضي في مسار التفاوض.وقال رئيس الوفد الحكومي السفير بشار الجعفري، في مؤتمر صحافي في مقر الأمم المتحدة، «للأسف، انتهت هذه الجولة ولم نتلق رد الأطراف الأخرى... على أي ورقة من أوراقنا»، مشيرا إلى أن وفده قدم «أوراقا» عدة إلى المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا ليطرحها على المعارضة.واضاف «هذا لم يعد مستغربا. فهؤلاء لا يريدون مكافحة الإرهاب، ولا يريدون حلا سياسيا، إلا إذا كان هذا الحل السياسي على مقاس أوهامهم».وتابع «لم يكن هناك على ألسنتهم إلا كلمة واحدة أو بالأحرى وهم ألا وهو أن نسلمهم مفاتيح سورية والسلطة في سورية».وكان الجعفري يشير الى رفض المعارضة أي دور للأسد في المرحلة الانتقالية.في المقابل، قال رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات نصر الحريري «لا استطيع أن أقول إن المفاوضات الآن نجحت او فشلت، نعرف أننا جئنا الى مفاوضات صعبة وشاقة مع طرف لا يريد الوصول الى الحل السياسي»، مشيراً إلى «تقدم نسبي».واضاف ان محاربة الارهاب «الجدية والفاعلة تنطلق من مكان واحد ونقطة واحدة هي الانتقال السياسي بإزاحة بشار الاسد وأركان نظامه فوراً»، معتبرا ان النظام هو من جلب الارهاب.وكالعادة، تبادل الطرفان الإهانات، حيث جدد الجعفري اتهام المعارضين بـ«المراهقة السياسية والميدانية والاعلامية» وبـ«المرتزقة» و«الخيانة للوطن»، ووصف أعضاء وفد المعارضة بالمراهقين الذين يظنون أنهم يظهرون في برنامج للمواهب في التلفزيون مثل «آراب آيدول» و«ذا فويس».في المقابل، قال الحريري إن «النظام الإرهابي» رفض مناقشة الانتقال السياسي، وإن الأسد مجرم حرب ينبغي أن يتنحى باسم السلام، مشدداً على أنه «لا ينبغي أن تكون المحاسبة على الجرائم بنداً تفاوضياً... لن نهدأ حتى نضع مرتكبي الجرائم في سورية أمام العدالة».وعلى الرغم من وابل الإهانات، أشار المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا إلى تحقيق «تقدم» خلال الجولة الخامسة، رغم إقراره بأن مفاوضات السلام الحقيقية لم تبدأ بعد.وقال في مؤتمر صحافي إن جميع الأطراف وافقت على العودة إلى جنيف لجولة سادسة، في موعد لم يحدد بعد.وأضاف «تحدثنا بشكل رئيسي في صلب الموضوع... جميع المدعوين كانوا جديين ومندفعين».واعتبر أنه «في أي عملية تفاوض هناك قضايا تحتاج إلى تحضير قبل بدء مفاوضات السلام الحقيقية. ومن الواضح أننا لم نصل إلى تلك المرحلة بعد».وأضاف «في نهاية الجولة الرابعة (فبراير الماضي) قلت إن القطار كان في المحطة. يمكننا القول إن القطار بدأ بمغادرة المحطة، ببطء، ولكن بثبات».وأعلن المبعوث الأممي أنه سيتوجه نهاية الأسبوع المقبل إلى نيويورك لتقديم تقريره إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريس ومناقشة الجولة المقبلة.ميدانياً، أعلن محافظ حمص طلال البرازي، أمس، خروج الدفعة الثالثة من المسلحين وبعض افراد عائلاتهم الرافضين لاتفاق المصالحة من حي الوعر بمدينة حمص، تمهيداً لاخلاء الحي من السلاح والمسلحين وعودة جميع مؤسسات الدولة إليه.ونقلت وكالة الانباء السورية (سانا) عن البرازي قوله ان 22 حافلة على متنها 350 مسلحا وبعض عائلاتهم خرجت من حي الوعر، فجر أمس، باتجاه ريف ادلب شمال غربي سورية، وذلك وفق البرنامج المحدد لتنفيذ اتفاق المصالحة.ودعا أهالي الحي والمسلحين الى البقاء في الحي وتسوية وضعهم والاستفادة من مرسوم العفو، لافتاً الى ان عددا من سووا وضعهم خلال الأسبوعين الماضيين يبلغ 700 شخص.وأوضح أن اتفاق المصالحة الذي تم التوصل إليه في الـ13 من الشهر الماضي، يستمر لمدة تتراوح بين ستة او ثمانية اسابيع لاخلاء الحي من جميع المسلحين الرافضين للاتفاق مع عائلاتهم وتسوية اوضاع المسلحين الباقين.وكانت شبكة «شام» الاخبارية المعارضة ذكرت أن عدد المهجّرين في الدفعة الثالثة يتراوح بين 1800 و2000 شخص، فيما يقدر عدد المقاتلين ضمن هذه الدفعة بنحو 400 مقاتل.وكانت الدفعة الاولى خرجت في 18 من الشهر الماضي وتضمنت خروج 1500 من اهالي الحي باتجاه مدينة جرابلس بريف حلب الشمالي الشرقي، فيما خرجت الدفعة الثانية التي ضمت 2000 شخص بينهم 300 مقاتل وأكثر من 300 عائلة في الـ27 من الشهر الماضي باتجاه مدينة جرابلس أيضاً.

مشاركة :