أكبر تجمع للمعارضة السورية في الرياض: لا تراجع عن رحيل الأسد في بداية الانتقال السياسي - خارجيات

  • 11/23/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الرياض، موسكو - وكالات - تزامناً مع الجهود الروسية المكثفة لإيجاد أرضية مشتركة تفضي إلى وضع التسوية السورية على سكة الحل، بدأ في الرياض، أمس، اجتماع لقوى المعارضة سعياً لتوحيد صفوفها وتشكيل هيئة مفاوضات ينبثق عنها وفد جديد إلى محادثات «جنيف 8» المقرر انطلاقها الثلاثاء المقبل، برعاية الأمم المتحدة. وفي كلمة له خلال افتتاح الاجتماع الذي يستمر ثلاثة أيام ويشارك فيه نحو 140 شخصية يمثلون مكونات المعارضة الرئيسية بحضور الموفد الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن بلاده «ستقف إلى جنب الشعب السوري الشقيق كما كانت دوماً لتحقيق تطلعاته في الوصول إلى حل عادل». ودعا إلى ضرورة توحيد مواقف المجتمعين ليتسنى لهم القيام بالمهمة الوطنية التي يحملونها من أجل سورية، معرباً عن أمله أن يفتح الاجتماع آفاقاً جديدة للحل في سورية. ولفت إلى أن «الاجتماع يأتي في ظل توافق دولي على ضرورة الحل السياسي للأزمة التي تمر بمرحلة دقيقة وهي تعيش عامها السابع»، مشدداً على أنه «لا حل لهذه الأزمة من دون توافق سوري وإجماع يحقق تطلعات الشعب وينهي ما عاناه، على أساس بيان جنيف 1 وقرار مجلس الأمن 2254». وينص بيان «جنيف 1» على «إقامة هيئة حكم انتقالية تستطيع تهيئة بيئة محايدة تتحرك في ظلها العملية الانتقالية. وأن تمارس الهيئة كامل السلطات التنفيذية، وتمهد لدستور جديد في سورية». وفي تصريحات إلى الصحافيين بعد حضوره الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الرياض، أكد الجبير أن المملكة ستقدم الدعم للمعارضة السورية لتوحيد صفوفها، قائلاً: «نحن سنكون عوناً ودعماً لهم في كل ما يحتاجونه وإن شاء الله نأمل أن يستطيعوا أن يخرجوا بهذا المؤتمر بصف واحد». بدوره، أعرب دي ميستورا عن تمنياته «أن يكون الاجتماع طريقة رئيسية للمساعدة والإسهام في المفاوضات التي تقوم بها الأمم المتحدة في جنيف بناء على قرار مجلس الأمن 2254». وقال إنه «خلال أيام سنبدأ في جنيف وضع إطار للعملية السياسية»، مؤكداً أنه «للقيام بذلك أنا أحتاج منكم وفداً سورياً قوياً يقف على قلب رجل واحد». وأكد أنه سيتم خلال محادثات جنيف مناقشة «الدستور الجديد وحكومة شاملة غير عنصرية بناء على قرار مجلس الأمن وكافة الأمور المتعلقة بالمختطفين وتقديم كافة المساعدات الإنسانية لأي منطقة محاصرة». وعلى هامش المؤتمر، بحث الجبير ودي ميستورا المستجدات في سورية، وسبل تحقيق تطلعات الشعب السوري، بحضور وزير الدولة لشؤون الخليج العربي السعودي ثامر السبهان الذي حضر أيضاً الجلسة الافتتاحية لاجتماع المعارضة. وفيما ألمح بعض أعضاء المعارضة إلى أن البيان الختامي قد يسقط أي ذكر لرئيس النظام بشار الأسد أو يخفف مطلباً قائماً منذ فترة طويلة بألا يكون له دور في أي انتقال سياسي، أظهرت مسودة البيان، التي أوردتها قناة «العربية»، مساء أمس، أن المعارضة متمسكة برحيل الأسد في بداية الانتقال الساسي. في موازاة ذلك، قال عضو الهيئة السياسية في «الائتلاف السوري المعارض»، أبرز تشكيلات المعارضة في الخارج، هادي البحرة «تُبذل جهود حالياً للتوصل الى توافقات بين كافة قوى الثورة والمعارضة والقوى المدنية وباقي التنظيمات السياسية والمستقلين للتوصل إلى تشكيل وفد مفاوض واحد وموحد وبمرجعية واحدة». وكانت شخصيات معارضة بارزة استبقت انطلاق مؤتمر الرياض بإعلان استقالتها من «الهيئة العليا للمفاوضات»، وفي مقدمها منسقها العام رياض حجاب الذي لم يحدد الأسباب المباشرة لاستقالته لكنه قال إنه بذل جهده «أمام محاولات خفض سقف الثورة وإطالة أمد نظام بشار الأسد». وتزامن انطلاق «مؤتمر الرياض 2»، وهو الثاني الذي تستضيفه المملكة بعد مؤتمر أول للمعارضة السورية في ديسمبر 2015، مع انعقاد قمة ثلاثية في سوتشي على البحر الأسود، جنوب غربي روسيا، بعد ظهر أمس، جمعت الرئيس فلاديمير بوتين ونظيريه التركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني. وتركز البحث في القمة، التي عقدت بعد 48 ساعة من لقاء لافت جمع الأسد وبوتين في سوتشي أيضاً، على بحث «تسوية بعيدة الأمد للنزاع» السوري، الذي يشهد منعطفاً مع الخسائر المتتالية لتنظيم «داعش». وفي ختام القمة، أعلن بوتين أنه اتفق مع الرئيسين التركي والايراني على عقد «مؤتمر وطني» في سوتشي يضم ممثلين عن النظام السوري والمعارضة، معتبراً أن هذا المؤتمر سيشكل «حافزاً» لعملية السلام في جنيف. وقال في هذا السياق إن «الرئيسين الايراني والتركي دعما مبادرة عقد مؤتمر وطني سوري» في سوتشي باعتباره أحد الخطوات الأولى لإجراء حوار شامل في سورية، مشيراً إلى أنه ونظيريه التركي والإيراني أصدروا أوامر للأجهزة الديبلوماسية والأمنية والدفاعية في بلادهم بالعمل على تحديد شكل المؤتمر وموعده. وإذ اشار إلى اتفاق الدول الثلاث على تكثيف الجهود للقضاء على الجماعات الإرهابية في سورية، أكد الرئيس الروسي أن القيادة في سورية ملتزمة بعملية السلام والإصلاح الدستوري وإجراء انتخابات حرة، بعدما كان شدد في بداية القمة الثلاثية على ان التسوية تفترض تقديم «تنازلات» من كل الاطراف. وقال في هذا السياق: «ظهرت فرصة حقيقية لإنهاء هذه الحرب الاهلية التي تعود الى سنوات عدة... يعود الى الشعب السوري ان يحدد بنفسه مستقبله ... من البديهي القول ان العملية ... لن تكون سهلة وتتطلب تسويات وتنازلات من جميع الاطراف، ومن بينهم الحكومة السورية». واعتبر أنه «بفضل جهود روسيا وإيران وتركيا تمكنا من تجنب تفكك سورية ومنع وقوعها بأيدي إرهابيين دوليين». من جهته، قال أردوغان إن عملية التوصل إلى حل تعتمد على موقف الحكومة والمعارضة السورية، مشدداً على أن استبعاد «الجماعات الإرهابية» من العملية أولوية بالنسبة لتركيا. أما روحاني فأكد أن السوريين سيتمكنون قريباً من العودة إلى بلدهم. ويأتي تكثيف المحادثات قبل أيام من مفاوضات «جنيف 8» بين النظام والمعارضة برعاية الأمم المتحدة، في محاولة جديدة للاتفاق على الخطوط العريضة للحل السياسي، بعد نحو خمسة أشهر على انعقاد «جنيف 7» من دون تحقيق أي اختراق.

مشاركة :