اسونسيون - (أ ف ب): أقدم متظاهرون يحتجون على مشروع تعديل دستوري مثير للجدل يتيح إعادة انتخاب الرئيس في باراغواي، على مهاجمة مبنى البرلمان وإضرام النار فيه يوم الجمعة، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة نحو ثلاثين بجروح بينهم ثلاثة برلمانيين. وأسفرت الاحتجاجات عن إصابة ثلاثة نواب بجروح، بحسب رجال الإطفاء وسيناتور من المعارضة، بالإضافة إلى متظاهرين وعناصر من الشرطة. وقتل ناشط في المعارضة السياسية برصاصة في الرأس عندما دهمت الشرطة مقر الحزب الليبرالي في العاصمة، بحسب ما قال زعيم الحزب إفرين أليغري. وقال أليغري لصحفيين إن رودريغو كوينتانا (25 عاما) زعيم فرع الشباب في الحزب المعارض قتل، فيما أعلنت وزارة الداخلية في بيان أن «السلطات تحقق في ظروف الوفاة التي يشتبه في أنها وقعت على يد أحد عناصر الشرطة الوطنية». وقبل عام من الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 2017، يفترض ان يسمح التعديل الدستوري للرئيس المحافظ اوراسيو كارتيس الذي يحكم البلاد منذ 2013 وللرئيس فرناندو لوغو (2008-2012) القس السابق، بالترشح لولاية جديدة. وتدعم الحكومة إعادة انتخاب الرئيس لكنها تتعرض للانتقاد من قبل المعارضة التي تريد ابقاء ولاية رئاسية واحدة كما ينص عليها الدستور الحالي للبلاد التي عانت طويلا ابان حكم الجنرال الديكتاتور الفريدو ستروسنر (1954-1989). ووافق مجلس الشيوخ في البرلمان بعد ظهر الجمعة بأغلبية 25 من اعضائه البالغ عددهم 45 على التعديل الدستوري. وجرى التصويت في مكاتب مجلس الشيوخ لأن أعضاء المجلس الذين يمثلون الحزب الليبرالي والمعارضين للتعديل الدستوري يحتلون قاعة الجلسات العامة. ووقعت صدامات خلال المساء بين الشرطة ومئات المتظاهرين الذين راحوا يرددون «لا ديكتاتورية بعد اليوم». واقتحم معارضون مبنى البرلمان بعد تحطيم الابواب والنوافذ. وتدخلت شرطة الخيالة كما استخدمت قوات الامن خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين. بعد الحكم الديكتاتوري للجنرال الفريدو ستروسنر (1954-1989)، حسم دستور 2012 الامر ونص على ولاية رئاسية واحدة. وتهدف هذه المادة في الدستور إلى منع أي رئيس من التشبث بالسلطة. وينبغي ان يقر مجلس النواب ايضا الذي تتمتع فيه الحكومة بغالبية واسعة، النص. وكان يفترض ان يتبنى النص أمس السبت لكن التصويت أرجئ بسبب حالة الفلتان التي حدثت. وقال رئيس مجلس النواب اوغو فيلاسكيز «لا يمكننا التصويت السبت. ما حدث خطير وآمل ان يعود الهدوء بسرعة». وفي حال وافق مجلسا البرلمان على النص، يفترض ان تدعو المحكمة الانتخابية العليا إلى استفتاء حوله خلال ثلاثة أشهر. وقال رئيس مجلس الشيوخ الذي ينتمي إلى الحزب الليبرالي ان تصويت الجمعة «غير دستوري» ودعا المحكمة العليا إلى إعلان عدم صلاحيته. وردت ليليان سامانييغو عضو مجلس الشيوخ ورئيسة حزب كولورادو الحاكم «لا يمكن لأقلية منع المواطنين من التعبير عن رأيهم في إعادة الانتخاب عبر الاستفتاء». وأعلن عضو مجلس الشيوخ المعارض لويس فاغنر ان بين الجرحى رئيس مجلس الشيوخ الليبرالي روبرتو اسيفيدو، والمرشح الليبرالي الذي هزم في الانتخابات الرئاسية في 2013 ايفراني اليغري، والنائب الليبرالي ادغار اورتيز. وقد اصيب النائب برصاص مطاطي أطلقه أحد أفراد شرطة مكافحة الشغب. ووافق أعضاء المعارضة المقربون من الرئيس اليساري السابق فرناندو لوغو على الإصلاح. لكن المعارضة الليبرالية رأت فيه «انقلابا برلمانيا» دعت إلى «مقاومته».
مشاركة :