«مؤتمر الرابطة» يحذر من إثارة الشباب واستغلال عاطفتهم الدينية

  • 4/2/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

اتفق علماء وأكاديميون على أهمية توصية مؤتمر "الاتجاهات الفكرية بين حرية الحرية ومحكمات الشريعة" الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي في مقرها بمكة المكرمة الأسبوع الماضي، والتي دعت من خلالها للحد من الكتابات والخطابات والنداءات والبيانات التي يصدرها بعض المحسوبين على العلم والدعوة من حين لآخر، لتعبئة الشعور الإسلامي تجاه قرار أو مشهد أو واقعة أو رأي، بعيداً عن أدب الإسلام وحكمته ورحابته وسمته الرفيع في إيضاح وجهة النظر، مؤيدين أن هذا الفعل من الأخطاء الفادحة ومن أخطر أدوات الإثارة والتهييج وفي طليعة المواد الأولية لصناعة التطرف المفضي إلى حلقات عنفه وإرهابه. الشيخ المبارك: «مؤتمر مكة» أغلق الأبواب أمام أي بيان يُفضي إلى شغبٍ وفوضَى وتعالج هذه التوصية التي خرج بها المؤتمر الدولي العديد من البيانات والخطابات التي تخرج بين الحين والآخر لتهاجم مسؤولا أو قرارا حكوميا، من أشخاص يفتقدون لأبسط قواعد العلم الشرعي، بل إن بعض هذه البيانات "السوداء" تذهب إلى ما هو أبعد من المعارضة؛ إلى التحريض على مسؤول بعينه أو إلى تجييش الرأي العام ضد قرار حكومي عبر بيانات مشبوهة يجري الترويج لها بالسر ممهورة بتواقيع بعض من يدعون العلم الشرعي. يقول عضو هيئة كبار العلماء السابق وأستاذ الفقه المشارك بجامعة الملك فيصل الشيخ قيس آل الشيخ مبارك، بأن المسلمين يعقدون آمالا كبيرة على رابطة العالم الإسلامي، وينتظرون منها أنْ تحمل همَّهم، وأن تكون خير راعٍ للتواصل بين الدول الإسلامية، بل وكافة المجتمعات البشرية، مؤكداً أن المؤتمر العالمي للاتجاهات الفكرية بين حرية التعبير ومحكمات الشريعة، كان ملتقى موفَّقاً. ولفت الشيخ المبارك النظر إلى أن البيان الختامي للمؤتمر كان لائقاً بهذه المنظمة الإسلامية الشعبية العالمية؛ حيث كان قويَّاً وحكيماً، وبالأخص بشأن التوصية التي دعا من خلالها للحد من بيانات التكفير والتخوين وقصر تلك البيانات والخطابات على كبار العلماء والراسخين في العلم، موضحاً أن هذه التوصية تغلق الأبواب أمام أي بيان يُفضي إلى شغبٍ وفوضَى، فالإثارة لا تعالج مشكلا، وقد تفضي إلى مزيد من الهيجان والعنف، وعالمنا الإسلامي ليس بحاجة إلى مزيد انقسامٍ وفوضَى، فعظيمٌ جداً أن نرى أنشطة الرابطة وبياناتها بحجم التَّطلُّعات المرجوَّة منها. د. الشهراني: بعض الخطابات قد تكون البداية لاستدراج الشباب للمنظمات الإرهابية وفي السياق ذاته، أوضح عضو لجنة الشؤون الإسلامية والقضائية بمجلس الشورى الدكتور علي الشهراني، أن التكفير أمر خطير ابتليت به الأمة الإسلامية لأنه يعني استباحه الدم، مشيرا إلى أننا لو أخذنا الكلام من أي شخص لكان الأمر متاحا للجميع ليتكلم به كل من هب ودب وأصبحت دماء الناس مهدرة عند الكثير وهذه قضية خطيرة. وأكد الدكتور الشهراني على أهمية توصية المؤتمر التي تطالب بالحد من إثارة الشباب من خلال بيانات ونداءات مبنية على معطيات ومعلومات غير صحيحة، داعياً من يصدر مثل هذه البيانات والنداءات بالاستعداد للسؤال يوم القيامة عن حجته التي خولت له تكفير الأشخاص وتهييج الناس على القرارات واستغلال حماستهم بما يضر وحدة الأمة الإسلامية، مشيراً إلى أن الذي لم يكفر ولم يفترِ لن يسأله الله عز وجل والسبب أن هذا الأمر ليس من اختصاصه. وحذر الدكتور الشهراني من أصدار البيانات والمواقف من المستجدات إلا من مختصين كهيئة كبار العلماء أو دار الافتاء أو جهة علمية مشهود بمستواها العلمي والشرعي، مشيراً إلى أن الكثير من الناس في الوقت الحاضر يتحدثون في أمور العامة من خلال الحماس والعاطفة الدينية، رغم أنه من المعروف أن الدين لا يؤخذ بالحماس والعاطفة. د. الخشيبان يطالب بالحزم والجدية في الوقوف بوجه «فتاوى التحريض».. وتعريتها إعلامياً وشرعياً وقال الدكتور الشهراني، إن بعض البيانات والخطابات التي تصدر من بعض المحسوبين على العلم الشرعي قد تكون هي الأساس لصناعة التطرف لما تحمله من افتراء وعدم وعي بواقع قضايا الأمة الإسلامية، وقد تكون هي البداية التي يتم من خلالها استدراج الشباب لمنظمات إرهابية، مستشهداً بعدد من الفتاوى التي لم تصدر من جهات رسمية أو معتبرة وأضلت الكثير من الشباب بالأخص في قضايا الجهاد والتكفير والولاء والبراء. من جانبه طالب المحلل السياسي الدكتور علي الخشيبان، بقصر البيانات والخطابات التي تدور حول قضايا الجهاد ونصرة المسلمين والقضايا التي تخاطب المشاعر الدينية والعاطفية تجاه الأمة الإسلامية، بقصرها على الثقات من العلماء. ولفت الدكتور الخشيبان النظر إلى أن ما حدث خلال الفترة الماضية أنتج نتائج مؤلمة والسبب في ذلك أن هناك جهلا كبيرا جداً من مصدري هذه البيانات وجهل أكبر من متلقي هذه البيانات فهذا التفسير بين هذين الطرفين أدى إلى نتائج سلبية، مؤكداً تأييده لتوصية المؤتمر الدولي الداعية إلى ضبط مثل هذه البيانات وضبط الفتوى بحيث لا تصدر إلا من علماء ثقات مدركين للوضع الاجتماعي وللواقع النفسي للشباب، ولديهم رؤية ثاقبة تجاه الخوض في الشأن العام. واستشهد الدكتور الخشيبان بالكثير من البلدان الإسلامية التي شهدت حمى بيانات تحريضية ساهمت في تسيس الدين وجاءت من خلفيات تهدف إلى تسيس الدين وحصره في زوايا وعمليات عسكرية أدت بالكثير من الجهال إلى اعتناق هذا الاتجاه والانتهاء إلى أن يكونوا أدوات إرهابية وأعضاء في جماعات متطرفة. وطالب د.الخشيبان بالحزم والجدية في الوقوف أمام مثل هذه الفتاوى التي يجب كشفها من جانب الإعلام كما يجب كشفها من جانب العلماء أنفسهم في البلدان الإسلامية. الشيخ الأحمري يحذر: فوضى الخطابات أصبحت خنجراً في خاصرة سماحة الإسلام بدوره قال الشيخ خلوفة الأحمري، إن الخطاب الإسلامي المعتدل والذي يعمل بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يتحقق إلا بوجود علماء أجلاء يكونون قدوات للشباب لذلك ينبغي قصر إصدار البيانات والأحكام الشرعية للنوازل على العلماء حتى لا تكون سببا لضلال الكثير من الناس، مشيراً إلى أن هناك من المحسوبين على أهل العلم استطاعوا أن يستغلوا أزمات المسلمين وأن يستغلوا أوجاع المسلمين وجراحهم لجر الشباب المسلم إلى هاوية التشدد ثم التطرف ثم الإرهاب. وبين الأحمري أن الأمة الإسلامية عانت بمجموعها من اختطاف التوجهات الإسلامية الوسطية التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم حتى أصبح المسلمون يعانون من غلو تكفيري تفجيري عابث بإحكام الشريعة الإسلامية بسبب عبث البيانات وفوضى الخطابات التي لا تراعي ولا تناسب الواقع، بحيث إنها أصبحت خنجرا اغتال سماحة الإسلام وعدالته، وكانت سببا في تشتت جهود علماء المسلمين وظهور الفكر المنحرف الذي انجرف خلفه بعض فئات المسلمين ممن ليس لديهم فهم بحقيقه الإسلام.

مشاركة :