الإدارة الأميركية لم تقدم مؤشرات على إستراتيجيتها في احتمالات التفاوض بشأن تسوية سياسية شاملة بوجود الاسد الذي لا يمكنه الصمود من دون دعم روسيا وحزب الله والميليشيات الشيعية التي ارسلتها ايران. كمان ان واشنطن لم توضح رأيها في طبيعة السلطة التي ستحكم الرقة بعد طرد الدولة الاسلامية ولا في كيفية انشاء مناطق آمنة للنازحين أو مثلما سماها وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون "مناطق استقرار مؤقتة". وكانت الإدارة الأميركية قالت الخميس ان رحيل الأسد لم يعد "أولوية" وبأنها تبحث عن استراتيجية جديدة لتسوية النزاع المستمر منذ أكثر من ست سنوات في سوريا. وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي إن سياسة الولايات المتحدة في سوريا التي تمزقها الحرب لم تعد تركز على إزاحة الرئيس السوري. وأوضحت "أولويتنا لم تعد الجلوس والتركيز على طرد الأسد. أولويتنا هي كيفية انجاز الأمور ومن نحتاج للعمل معه لإحداث تغيير حقيقي للناس في سوريا." وتابعت "لا يمكننا بالضرورة التركيز على الأسد بالطريقة التي فعلتها الإدارة السابقة." وفي الاتجاه ذاته، أكد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أن الشعب السوري سيقرر مستقبل الأسد. وكان هذا أوضح مؤشر حتى الآن الى سياسة الادارة الأميركية الجديدة تجاه سوريا ومصير الأسد. وترفض المعارضة السورية حتى الان بقاء الاسد في السلطة باعتباره المسؤول عن حرب دخلت الشهر الماضي عامها السابع. وانتهت الجولة الخامسة من مفاوضات جنيف حول سوريا برعاية الأمم المتحدة الجمعة من دون أن يطرأ أي تغيير على مواقف الحكومة والمعارضة رغم محاولتهما إظهار إيجابية للمضي في مسار التفاوض. وكانت الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي أقرت في 18 ديسمبر/كانون الأول 2015 القرار 2254 الذي ينص على خارطة طريق لحل سياسي في سوريا. وإلى جانب مفاوضات بين المعارضة والنظام مثل تلك التي تجري في جنيف ووقف اطلاق النار، يقضي النص بإقامة حكومة انتقالية واجراء انتخابات.
مشاركة :