تساؤلات الدوائر السياسية في الرباط، تدور حول مصير عبد الإله بنكيران، بعد إعفائه من تشكيل ورئاسة الحكومة المغربية.. فالرجل من القيادات الحزبية الإسلامية التي فرضت تواجدها في زمن قياسي داخل الشارع المغربي، وكان يصف نفسه دائما بأنه ” ملكي غير منبطح” أي أنه يحافظ على النظام الملكي، ويحمل تقديرا و”احتراما” وتبجيلا للملك محمد السادس، دون أن يسعى للفوز بمناصب، ولكنه يحافظ على أصول الديمقراطية، دون إغفال أي سلبيات في النظام. بينما يرى المقربون منه، أن تعبير ” الملكي غير المنبطح” كان يقصد به أنه اختار خيارا ثالثا بين من كان يحارب الملكية بطريقة عنيفة، وبين من يوالي الملكية ويستفيد من الريع. ويبدو أن التساؤل عن المصير بعد الإعفاء من رئاسة الحكومة، قد بلغ “بنكيران” .. فكان رده : “سأذهب لأتوضأ وأصلي وأواصل العمل، أنا باق حي أرزق ومازلت أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية، وسأبقى أمينا عاما حتى المؤتمر، وسأقوم بواجبي كاملا .. لكننا لا نبحث عن الابتلاء، ولا نتصرف تصرفات الحمقى والمجانين، ونضع مصلحة البلاد هي الأولى” وتشير الدوائر السياسية في المغرب، إلى أن عبد الإله بنكيران، الذي شغل الرأي العام والناس فترة طويلة، وكان صوته وصورته في الصدارة، أصبح الآن خارج الحسابات المباشرة لتشكيل الحكومة الجديدة، لكنه في قلب الأحداث، ويغيب عن الأضواء بالقدر الذي يجنّبه التشويش على رفيقه سعد الدين العثماني المكلّف بدلا منه بتشكيل الحكومة، وأن نهاية الرجل تبدو صعبة الهضم على الخصوم قبل المؤيدين. وأوضح تقرير صحيفة أخبار اليوم المغربية، ان بعض الأطراف ذهبت إلى إطلاق بالون اختبار يقول بتعيين بنكيران مستشارا ملكيا. شائعة تجمع بين الدفع نحو “تكريم” الرجل، الذي تصدّر المشهد السياسي منذ أعوام، وبين تقديم تخريجة مناسبة لضمان ابتلاعه لسانه الطويل، والانزواء في الظل إلى غير رجعة، بحسب تعبير الصحيفة المقربة من حزب العدالة والتنمية.. وأضاف التقرير: عبد الإله بنكيران ليس مجرّد اسم لشخص قد يرحل وقد ينسى، بل إنه بات يرتبط بظواهر سياسية واجتماعية غير مسبوقة في تاريخ المغرب المستقل، عنوانها إعطاء معنى جديد للسياسة والقدرة على جمع الحشود والالتحام معها.وهو أيضا رمز لخطّ سياسي جديد على المغرب، يقوم على عقيدة ملكية دون خضوع ولا «انبطاح». ويرى القيادي وعضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، عبد العلي حامي الدين، أن مشروع التحول السياسي بالمغرب تلقى ضربة كبيرة، وأن المرحلة المقبلة ستكون أصعب، وأن عبد الإله بنكيران رمز وطني كبير نجح في مصالحة جزء من المغاربة مع السياسة، وأسهم بأسلوبه المتفرد في تقريب السياسة للمواطنين. ومحاولة تغييبه عن الساحة السياسية هي خسارة كبرى للوطن ولمشروع التحول السياسي في البلاد. أما داخل الحزب، فإن الصورة تبدو”ساخنة .. غاضبة” من إعفاء بنكيران من رئاسة الحكومة.. ويقود هذا التيار قطاع الشباب ، والذي يطالب بدور جديد لبنكيران في مرحلة ما بعد إعفائه .. وقال القيادي الشاب بحزب العدالة والتنمية، محمد أمين الدهاوي، إن تم إعفاء بنكيران من رئاسة الحكومة فهذا لا يعني أنه أعفي من مهامه كأمين عام لحزب العدالة والتنمية. المرحلة تتطلب يقظة أكبر من المراحل السابقة. صحيح أن سعد الدين العثماني هو رئيس الحكومة المعين من الحزب الفائز بالمركز الأول وبنكيران أمينه العام، لكن هذا لا يعني أن يسلم بنكيران العثماني، ويتركه بين حيتان التحكم. بنكيران مطالب بمواصلة مهامه كأمين عام لحزب العدالة والتنمية، ومطالب بمواصلة حماية ما أفرزته نتائج الانتخابات التشريعية في السابع من شهر اكتوبر/ تشرين الأول الماضي.شارك هذا الموضوع:اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)
مشاركة :