لا مانع شرعاً من تأجيل المسنين والمرضى والحوامل للحج والعمرة

  • 5/3/2014
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

قال عدد من كبار العلماء بمصر أنه لا مانع شرعا من تأجيل المرء لأداء مناسك الحج والعمرة، هذا العام للمسنين وذوي الأمراض الخطيرة والحوامل، تجنبا للإصابة بفيروس «كورونا». جاء ذلك استجابة لتوصيات الفريق الاستشاري الصحي الذي ضم استشاريين من منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة السعودية، بتأجيل أداء مناسك العمرة والحج هذا العام للمرضى بأمراض خطيرة أو مزمنة أو النساء الحوامل، خوفا على حياتهم من فيروس كورونا الذي تسبب في وفاة بعض المصابين به. وأوضح العلماء الذين تحدثت إليهم «عكاظ» أن خطر إصابة المرء بفيروس الكورونا، يجعل شرط استطاعة الحج غير متوفر شرعا، خاصة لدى فئة المسنين وذوي الأمراض الخطيرة والمزمنة والنساء الحوامل. وقال عضو هيئة كبار العلماء، الدكتور محمد رأفت عثمان «إذا حدث للإنسان المسن أو المريض بمرض خطير أو المرأة الحامل أمر قهرى يمنعه من أداء مناسك العمرة أو فريضة الحج فى عام من الأعوام، فالأمل من الله عز وجل، أن يحييه لقابل، لأن المانع جاء جبرا عنه، والأمل فى ثواب الله كبير». وأشار عثمان إلى أن شرط أداء الحج والعمرة أن يأمن الإنسان على حياته، موضحا أن نصوص الشريعة الاسلامية تنهى الإنسان عن الإضرار بنفسه أو إيقاعها فى الهلاك، وأن الحج والعمرة للطاعنين في السن وذوي الأمراض الخطيرة والنساء الحوامل، ليسا مطلوبين على الفور وإنما على التراخي، كما أن المولى عز وجل رفع المشقة من تكاليفه للإنسان غير القادر وغير المستطيع، فكان التيسير فى الأحكام على الأسس التى يرتكز عليها التشريع الإسلامى لقول الله تعالى (وما جعل عليكم فى الدين من حرج)، وقوله سبحانه وتعالى (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر). وأوضح عثمان أن وزارة الصحة، والأطباء المختصين هم المسؤولون أمام الله عز وجل، عن تحديد مدى خطورة انتشار فيروس «كورونا»، لأنه بناء على هذا التحديد يمكن الحديث عن مدى توفر شرط الاستطاعة الذي سلكه الشرع لتأدية مناسك الحج. وقال رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف -سابقا- الشيخ علي أبو الحسن، إنه لا مانع شرعا من تأجيل أداء مناسك الحج والعمرة، إذا حدث ما يضر المسلمين وخاصة المسنين وذوي الأمراض الخطيرة والنساء الحوامل، ومنه انتشار فيروس «كورونا» المسبب للوفاة، استنادا إلى القاعدة الفقهية (درء المفاسد مقدم على جلب المنافع)، ورغم أن أداء الحج فريضة، فإنه فريضة على التوسع أو التراخي. وقال عضو مجمع البحوث الاسلامية، الدكتور عبدالله النجار أنه يجب على كبار السن والأطفال والنساء الحوامل تأجيل الذهاب لأداء فريضة الحج هذا العام، نظرا لظهور حالات إصابة بفيروس كورونا، وما يمكن أن يسببه لهم من أضرار صحية قد تودي بحياتهم، فضلا عن إمكانية انتقاله لذويهم بالعدوى فور عودتهم إلى بلدانهم. وأضاف أن وجود مثل هذا التهديد على الصحة، الذي يمثله «كورونا» وغيره من الأمراض المعدية يجعل استطاعة الحج غير متوافرة شرعا للمسلمين في الدول الاسلامية، ولا سيما فئات المسنين وذوي الأمراض الخطيرة والحوامل. واتفق معه عضو هيئة كبار العلماء الدكتور طه أبو كريشة، قائلا: لا مانع من تأجيل الحج إذا كان الأمر كما تقول وزارة الصحة، لأن هذا يكون نابعا من عدم توافر شرط الاستطاعة اللازمة لأداء فريضة الحج. وكان فريق استشاريين من منظمة الصحة العالمية ومن جامعات أوروبية عالمية وعدد من منسوبي وزارة الصحة، قدم توصيات لوزارة الصحة السعودية وللدول الإسلامية بخصوص موسم الحج والعمرة لهذا العام، وقامت وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة الخارجية بتعميمها على الدول الاسلامية، وجاءت التوصيات ألا يسافر الحاج أو المعتمر الذي يزيد عمره على 65 عاما ومن يقل عن 12 عاما، وعدم سفر النساء الحوامل أو الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة والأمراض الخطيرة التي تؤثر على حياتهم، وأن عليهم تأجيل العمرة والحج لموسم آخر.

مشاركة :