دمشق _ فؤاد مسعد | خاض المخرج تامر اسحاق مؤخراً تجربة جديدة مستمدة من روح العمل الشهير «ريا وسكينة»، لكن ضمن إطار البيئة الشامية بكل ما تمتلك هذه البيئة من خصوصية وسحر، المسلسل الذي انتهت عمليات تصويره مؤخراً جاء بعنوان «وردة شامية»، حاملاً قصصاً مشوقة وحكايات وخطوطا درامية ابتعدت باكراً عن العمل المصري التاريخي الذي قدّم في المسرح وعلى الشاشتين الذهبية والفضية. «وردة شامية» من تأليف مروان قاووق وتامر اسحاق، وتؤدي فيه كل من الفنانة سلافة معمار شخصية (وردة) والفنانة شكران مرتجى شخصية (شامية)، ويشارك فيه عدد كبير من الفنانين السوريين واللبنانيين منهم سلوم حداد، نادين خوري، يوسف حداد، علاء قاسم، نادين تحسين بك، آية طيبا، زهير رمضان، معتصم النهار، سعد مينه، جلال شموط، روعة ياسين، مجدي مشموشي، سميرة بارودي، ضحى الدبس، سحر فوزي، جيانا عنيد، أكرم الحلبي. ◗ دمعة وابتسامة تدور مجريات العمل بشكل رئيسي حول سلسلة من الجرائم التي تهزّ الحارات الدمشقية، بدوافع تحركها الخلفيات الخاصة للشخصيات بعيداً عن الأسباب العامة، وقد تم اختيار فترة الاحتلال العثماني خلفية للأحداث لأنها كانت تتصف بالفوضى والفقر والجوع. وقد أكد الكاتب مروان قاووق أن العمل يحوي دمعة كبيرة وابتسامة صغيرة، سعياً لتخفيف ما يحمل من قسوة، أما حول علاقته بالعمل المصري (ريا وسكينة) وهل يمكن القول انه نسخة شامية (مشوّمة) عنه، يقول: العمل يشبه ريا وسكينة ضمن إطار فكرة أن هاتين الفتاتين تقومان بالقتل، لكن الأحداث هنا تدور ضمن البيئة الشامية، كما تختلف القصص والحكايات عما قدم في المسرحية، وهناك قصص غريبة وجديدة، وسيكون المسلسل مشوقاً وجميلاً. وحول تحدي تقديم الجريمة والتشويق ضمن إطار البيئة الشامية، يقول قاووق: لقد أتعبني هذا العمل كثيراً، فهو مبني على الحدث المتراكم والمتتالي وفق إيقاع سريع، لا بل ليس فيه أي مشهد مجاني، فقد أتت كل المشاهد قصيرة، وبلغ عددها ألف وخمسمئة مشهد، وأعتقد أن المشاهد سيتابعه بشغف. ◗ بطولة نسائية أما المخرج تامر اسحاق فأكد أن المسلسل ينتمي إلى الفنتازيا الشامية، ويقدم حالة افتراضية للمجتمع والشخصيات والحارة أواخر القرن التاسع عشر، مشيراً إلى أنه بعيد عن تسويق فكرة الجريمة، لكنه يتناول حكايات محورها الأساسي فتاتان تقومان بالقتل والسرقة، وينبع الاختلاف فيه عن بقية المسلسلات الشامية بأن بطولته ذهبت إلى العنصر النسائي، وبالتالي يراهن المخرج على الاختلاف وعلى طبيعة العمل لكونه دراما اجتماعية تُقدم بقالب بوليسي مشوّق. أولى ضحايا وردة وشامية، خالتهما زوجة الأب، وتؤدي دورها الفنانة سحر فوزي، عن دورها تقول: ألعب شخصية زوجة أب تدفع بالفتاتين للقيام بكل تلك الجرائم التي قامتا بها، وذلك بسبب ظلمها لهما فتشكل لهما المحرّض على إظهار الشر الكامن داخلهما، وتكون أول من يتم قتله. أما الفنان سلوم حداد فيؤدي شخصية (عاصم) التي تتمتع بكركتر خاص، إنه عامل نظافة له ماضٍ غامض وحافل بالأسرار، يعيش منبوذاً من قبل أهالي الحارة، لكنه يرقب كل حدث وتفصيل يحدث، يقع في غرام واحدة من الأختين، فيمد لهما يد المساعدة، في حين يؤدي الفنان محمد خير الجراح شخصية المرابي اليهودي الذي يربطه بالأختين سر عميق، وهو شديد البخل على الرغم من كثرة ماله الذي جمعه بالاحتيال والربا. سلوم حداد في أحد المشاهد
مشاركة :