أكد سفير مصر الأسبق في واشنطن عبدالرؤوف الريدي أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للبيت الأبيض تكتسب أهمية خاصة في ظل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لافتاً، في حوار مع «الجريدة»، إلى أن القاهرة بحاجة لمساعدة واشنطن من أجل مواجهة خطر الإرهاب... وفيما يلي نص الحوار: * إلى أي مدى يمكن أن يحدث توافق بين القاهرة وواشنطن؟ - هناك قضايا يوجد اتفاق عليها بالفعل، مثل مواجهة الإرهاب وضرورة التعامل معه بحزم ودعم الحكومات في مواجهته، لأنه لا يمكن القبول بأنظمة إرهابية في السلطة، كما أن هناك مساحة توافق بشأن القضية الفلسطينية يمكن البناء عليها مع استئناف مفاوضات السلام. * وماذا عما يتعلق بالمساعدات الاقتصادية والعسكرية لمصر؟ - سيكون هناك اهتمام بهذا الملف، وخاصة أن الولايات المتحدة عانت الإرهاب، ويدرك قادتها جيداً طبيعة الحرب التي يخوضها الجيش المصري في سيناء لمواجهة الإرهاب، ومصر لديها القدرة على مواجهة الإرهاب والقضاء عليه وتحتاج إلى مساعدة شركائها الاستراتيجيين والولايات المتحدة في مقدمتهم بالفعل. * برأيك هل يمكن أن يؤثر اختلاف المواقف في بعض القضايا الجوهرية بالمنطقة على العلاقات المصرية الأميركية؟ - جرى العرف أن تكون الولايات المتحدة في الأشهر الأولى من وصول أي رئيس إلى السلطة في مرحلة استكشاف لقضايا المنطقة قبل أن تشكل رؤية خاصة بها حتى وإن كان جزءا من هذه الرؤية قد تشكَّل بالفعل وأعلن خلال الحملات الانتخابية، لكن النظرة من داخل البيت الأبيض تختلف وفق المعطيات التي تقدم للرئيس، وترامب يستكشف العالم خلال الفترة الحالية، ولقاءاته سواء مع القادة العرب أو غيرهم تنطلق من هذا الهدف حالياً، وهناك رؤية استراتيجية تضعها المؤسسات الأميركية في السياسة الخارجية يحدث بشأنها توافق مع الرئيس، ولا يمكن إغفال أن هناك تنازلات يقدمها الرئيس بناءً على المعلومات والمعطيات التي تتاح له. * وما مدى أهمية زيارة الرئيس السيسي لواشنطن؟ - الزيارة مهمة جدا، لأنها تأتي بعد وقت قصير من وصول الرئيس الأميركي، دونالد ترامب إلى الحكم، واتباعه سياسة جديدة قائمة على تحقيق مصلحة الولايات المتحدة أولاً، وهي سياسة مختلفة بشكل كامل عن تلك التي اتبعها سلفه باراك أوباما، ما يعني أننا أمام إدارة تملك فكراً ورؤية مختلفة في التعامل مع الملفات. والعلاقات المصرية الأميركية في مرحلة جديدة مرتبطة بتغير السياسات بالفعل، وأرى أنها أنهت فترة الجمود التي حدثت إبان الفترة الأخيرة من حكم أوباما، بسبب مواقفه من جماعة «الإخوان»، والتي أتفهم أنها جاءت متأثرة باختراقات «الإخوان» لمراكز الأبحاث الأميركية بشكل كبير وإظهار قوة ليس لها أي أساس في الشارع، إضافة إلى تقديمهم أنفسهم كتيار ديني معتدل بديل للتيار المتطرف المتمثل في تنظيم «داعش» وهي لغة أثرت بشكل كبير على الساسة الأميركان في البداية. * وما أهمية اللقاء المزمع بين الرئيس السيسي وأعضاء الكونغرس الأميركي؟ - الولايات المتحدة دولة مؤسسات، وجرى العرف على أنه خلال زيارة أي رئيس مصري تكون هناك لقاءات مع أعضاء الكونغرس الأميركي بمختلف توجهاتهم، وهو ما يحرص عليه الرئيس السيسي أيضاً، فمن المهم عقد هذه اللقاءات للاستماع إلى وجهات النظر المختلفة، إضافة إلى مناقشة أعضاء الكونغرس في مواقفهم بشأن مصر وتصحيح ما قد يكون غير صحيح لديهم، وهناك رغبة مشتركة بين البلدين في تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات. * ماذا عن أهمية توقيت الزيارة عقب القمة العربية بأيام؟ - مصر دولة قوية ومؤثرة في المنطقة العربية، دائماً تتحدث في المحافل الدولية باسم العرب، وهذا الدور المهم وإن تأثر فترات بسبب الأوضاع السياسية الداخلية يظل دوراً رئيسياً للسياسة المصرية في الخارج، والقضية الفلسطينية بالتأكيد ستتصدر الملفات المطروحة للنقاش بين السيسي وترامب.
مشاركة :