إمام وخطيب المسجد النبوي يدعو أهل العلم والفكر والمال لمعالجة الفقر تحصينًا للمجتمع من آثاره

  • 5/3/2014
  • 00:00
  • 21
  • 0
  • 0
news-picture

دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ عبدالباري بن عواض الثبيتي – في خطبة الجمعة أمس- إلى معالجة جذرية لظاهرة الفقر يتعاون فيها أهل العلم والفكر والمال تحصينا للمجتمع بأكمله من الآثار السلبية لهذه المشكلة باحتضان العاطلين وفتح آفاق العمل لهم وإزالة العقبات أمامهم، قائلا: للفقر آثار سلبية على المجتمع بما يثير في النفوس من مشاعر الحقد والبغضاء وقد يحمل الفقير فاقد الأمل بالمستقبل النقمة على المجتمع، وهنا يأتي دور أهل العلم والفكر والمال بالعمل الصادق على معالجة الفقر ابتغاء الأجر وتحصين المجتمع من آثار الفقر السلبية، وذلك بفتح آفاق العمل للفقراء واحتضانهم في شركاتهم ومؤسساتهم وتنمية قدراتهم ومواهبهم وإزالة العقبات أمامهم، قال تعالى: " وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا ". وأضاف فضيلته: إن ازدياد الفقر في العالم الإسلامي اليوم بسبب إهمال التنمية وزيادة الديون وغرق الأمة في الربا وضعف الأخذ بأسباب التقدم العلمي والتقني، وللفقر آثاره السلبية خاصة في حال غياب الإيمان أو ضعفه، يعد الفقر من الأسباب الرئيسة التي تقف وراء الرذيلة والرشوة وأكل أموال الناس بالباطل وارتفاع معدلات الجريمة والخصومات الأسرية بل القتل، سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الذنب أكبر عند الله، قال : " أن تدعو لله ندا وهو خلقك "، قال : ثم أي، قال: " أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك "، قال تعالى: " ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ". وقال فضيلته: التفاوت في الرزق هو الذي يسخر هذا لذاك ويسخر ذاك لهذا في دورة الحياة قال تعالى: "ورفعنا بعضكم فوق بعض درجات ليتخذ بعضكم بعضا سخريا " أي ليستعمل بعضكم بعضا في حوائجه فيحصل بينهم تآلف وتضامن، فيسخر الأغنياء بأموالهم الأجراء الفقراء في العمل فيكون بعضهم سببا لمعاش بعض، هذا بماله وذاك بأعماله، وقد يكون الفقر هو الخير للعبد قال تعالى: " ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض "أي لشغلوا عن طاعته وحملهم ذلك على البغي والطغيان والتجبر على الخلق، وإذا ابتلي العبد بالفقر فإن الصبر أجل عبادة في هذا المقام، ومن ضاق رزقه وخشنت معيشته فلا يضيق صدره ولا يتنكد في حياته، فإن معيشة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجل أصحابه كانت كفافا، ومتاع الدنيا القليل الزائل لا يستحق الأسى والحزن على فواتها، وحتى تهدأ النفس وتعرف قدر نعمة الله تعالى عليها وتؤدي شكر الله جاء التوجيه النبوي بقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: " إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه بالمال والخلق فلينظر إلى من هو أسفل منه ممن فضل عليه".

مشاركة :