الخرطوم: عماد حسن، وكالات شدد الرئيس السوداني عمر البشير على ضرورة تشكيل محكمة عدلية إفريقية لتحقيق العدالة القائمة على البينة وليس على التلفيق،واصفاً الجنائية الدولية «بالاستعمارية المسيسة».وقال البشير، أمس الأحد في خطابه أمام المؤتمر الأول لرؤساء القضاء ورؤساء المحاكم العليا في الدول الإفريقية المنعقد بالخرطوم تحت شعار «من أجل قضاء إفريقي موحد»،إن إفريقيا اكتشفت أن المحكمة الجنائية الدولية لم تكن سوى أداة استعمارية مسيسة شكلاً وموضوعاً، ما دفع الاتحاد الإفريقي لقرار الانسحاب منها. ودعا القضاة إلى تشكيل لجنة أو محكمة عدلية توفر الضمانات القانونية كافة وتحقيق العدالة على البيَّنة وليس التلفيق السياسي.وأوضح أن القارة ما زالت تواجه تحديات عديدة بسبب تدخلات خارجية تطمع في ثرواتها الطبيعية المتنوعة،وتستخدم الكيل بمكيالين والمعايير المزدوجة في توجيه التهم لقادتها والمطالبة بمحاكمتهم.وأشار إلى أن المؤتمر يعتبر ضربة البداية وصحوة إفريقية تعبر عن الالتزام بالعدالة ومواجهة المؤامرات، ويحمل رسالة قوية قادرة على تغيير الصورة النمطية التي رسمها إعلام المستعمر.وقال البشير إن بلاده تعافت من النزاعات وتمضي بخطى ثابتة وواثقة نحو الوفاق والسلام والاستقرار، مشيراً إلى المضي قدماً في استكمال تنفيذ مخرجات الحوار الوطني والوفاء بالتعهدات والالتزامات كافة الخاصة به.من جانبه، دعا حيدر أحمد دفع الله رئيس القضاء السوداني، إلى إنشاء بديل قضائي إقليمي من داخل القارة الإفريقية، مؤكداً أهمية تشكيل محكمة إفريقية كضمان لمنع التدخلات الوافدة. وقال لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية إن إفريقيا شهدت تجنياً على الخريطة القضائية في الآونة الأخيرة متمثلاً في تكتلات قضائية لا تمت لها بصلة على المستوى الجغرافي.وأوضح أن الأمر تجاوز ليطال رموز سيادة القارة من خلال التشكيك في نزاهة القضاء وتجاهل وجهات نظر القادة الأفارقة بشأن القضايا الإفريقية مما يتطلب قيادة مبادرة لتشكيل تحالف قضائي إفريقي فاعل عصي على التدخلات الخارجية.من جانبه، قال جافندش غاندي راعي مؤتمر رؤساء القضاء في العالم إن إفريقيا تلعب دوراً رائداً في مجال القضاء، وأن المؤتمرات تعقد من أجل إحلال السلام والازدهار للشعوب ولإنهاء معاناة العديد من دول العالم مما يتطلب تضافر الجهود والوحدة.ويشارك في المؤتمر 34 دولة إفريقية ويتناول 102 قضية لتعزيز السلام والأمن والاستقرار في القارة، ويستمر ثلاثة أيام.