الإعدام يسدل الستار على قضية مقتل ابن المغامر ليندبرغ

  • 4/3/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد: عبير حسينبالرغم من اكتظاظ ذاكرة اليوم كالعادة بعشرات الأحداث المهمة التي رسمت ملامحه عبر سنوات طويلة، نستعرض اليوم حدثاً شخصياً يقدم تجربة إنسانية غريبة تستحق تسليط الضوء عليها؛ لنتعرف منها إلى الثمن الباهظ الذي يدفعه أبرياء ثمناً للشهرة والثروة المفاجئة، ليشهد مثل هذا اليوم من العام 1936 تنفيذ حكم الإعدام على الأمريكي ريتشارد هوبتمان، بعد إدانته بخطف وقتل رضيع الطيار والمغامر ريتشارد ليندبرغ؛ بغرض الحصول على فدية 50 ألف دولار من والده، الذي جابت شهرته الآفاق حينها، باعتباره أول إنسان ينجح في الطيران المتواصل بين نيويورك وباريس. المثير للأسى أن المجرم حصل على الفدية المالية، ولم تعثر بعدها الشرطة على الرضيع الذي لم يتجاوز عمره 20 شهراً، ليجده مصادفة بعد ذلك سائق شاحنة، ويظهر الكشف الطبي وفاته في نفس يوم اختطافه؛ بسبب ضربة قوية على رأسه تسببت في إصابته بنزيف في الجمجمة، ليرحل بريئاً عن عالمنا، لا يعرف ما الذي جناه حتى يقتل؟دامت محاكمة هوبتمان 6 أسابيع، حصلت على اهتمام أمريكي وعالمي واسع، وحضره ليندبرغ بقلب مفطور من الأسى، وبعد صدور حكم الإعدام على قاتل رضيعه، اتخذ قراره بهجر الولايات المتحدة، فغادرها للعيش في إنجلترا، وبالرغم من أنه رزق بعد ذلك ب 4 أبناء، إلا أنه عانى نوبات اكتئاب مستمرة لازمته طوال حياته. ولم تكن حادثة الرضيع وحدها هي اللافتة في حياة ليندبرغ التي اتسمت بالإثارة عبر كل مراحلها؛ إذ كان في الخامسة والعشرين من عمره عندما أصبح أكثر رجال العالم شهرة، وكانت بدايته «بهلواناً» في سيرك، ثم طارد حلمه بالرغبة في الطيران بالانضمام إلى سلاح الجو الأمريكي. وفي 1926 سارع إلى العمل لحساب خدمة البريد الجوي الحديثة، حيث كان 31 طياراً من بين 40 يتعرضون لحوادث أو يلقون حتفهم في مواجهة الأحوال الجوية، لكن ليندبرغ كان ينجو غالباً من الخطر، مما أكسبه لقب «المحظوظ» و«الطيار الأحمق»، ويقال إنه فقد السيطرة على طائرته أربع مرات وهي على وشك الاصطدام، فكان يقف على جناحها ويقفز مستخدماً مظلته.أقنعه عمله في توصيل البريد الجوي بأنه يملك المعرفة الكافية للاشتراك في سباق بدون توقف من نيويورك إلى باريس. ففي العام 1927 أعلن المليونير ريموند أورتيغ عن جائزة 25 ألف دولار لأول شخص يحلق بشكل متواصل بدون انقطاع بين المدينتين وكان متيقناً من الفوز. كان منافسوه يعتزمون قيادة طائرة ذات محركين إلى جانب طاقم من رجلين، لكنه هو قرر الطيران بطائرة ذات محرك ووحيداً، وهو ما اعتبره الكثيرون قراراً مرادفاً للانتحار؛ لأنه من المستحيل بقاء رجل خلف لوحة التحكم لمدة 33 ساعة متواصلة.أعد ليندبرغ تقييماً علمياً لكل ما سيحتاجه، وقرر أن الراديو حمل زائد وكذلك مؤشر الوقود، لذا تتبع استهلاك الوقود بواسطه ساعته، كما قرر التخلص من مظلته التي أنقذت حياته أربع مرات؛ لأن حمولتها تساوي 9 كيلوجرامات، والحمولة الخفيفة ستمسح له بحمل وقود أكثر.في 20 مايو/ أيار 1927 أقلع من نيويورك صوب باريس التي وصل إليها ليجد 150 ألف شخص في استقباله، وعندما عاد إلى نيويورك كان 4 ملايين شخص في انتظاره، وخاض جولة نصر حول أمريكا لمدة 3 أشهر.سرعان ما أصبحت الشهرة مريرة الطعم لليندبرغ، فبعد محاولته الانعزال شعر بإحباط من الصحافة والعامة الذين لم يسمحوا له. وازداد الاهتمام به بعد زواجه من آن مورو، ابنة خبير مالي ثري، وبالرغم من إخفائه خبر ولادة طفله الأول إلا أن الخبر تسرب سريعاً، ليحصل الرضيع على تغطية إعلامية لم يحظَ بها حينها أبناء العائلات الملكية، وليدفع بعدها حياته ثمناً لشهرة والده.

مشاركة :