262 مليون دولار للاحتياجات الإنسانية للشعب السوري

  • 4/3/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة - قنا: بلغ حجم التعهدات التي أعلنتها المنظمات المشاركة في الاجتماع التشاوري للمنظمات الإنسانية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول جوار سوريا الذي انعقد بالدوحة أمس حوالي 262 مليون دولار تخصص للمجالات الإنسانية ذات الأولوية للشعب السوري خلال السنتين المقبلتين. وأشار البيان الختامي الصادر عن الاجتماع إلى أن 40 مشاركاً يمثلون خمساً وعشرين منظمة إنسانية من دول المنطقة حضروا الاجتماع الذي عقد بدعوة من سعادة الدكتور أحمد بن محمد المريخي مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالتنسيق مع مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين. ويأتي الاجتماع تحضيراً لمؤتمر "المساعدات الإنسانية داخل سوريا: الاحتياجات والتحديات والطريق إلى الأمام" الذي يعقد في بروكسل يومي 4 و5 من الشهر الجاري. وأكّد المشاركون في بيانهم الختامي أن هذا المؤتمر يأتي في ظروف حرجة تمرّ بها الأزمة السورية، في ظلّ التطورات الخطيرة التي شهدتها نتيجة العمليات العسكرية المتسارعة وما ترتب عليها من وضع جديد على الأرض. وأشار البيان في هذا السياق إلى "التدمير الواسع النطاق للأصول والممتلكات التي يعتمد عليها السكان من أجل العيش والبقاء، في انتهاك صارخ للأعراف الإنسانية ولقواعد القانون الدولي الإنساني". كما أشار إلى الخيارات القاسية التي يضطر إليها ضحايا الأزمة من أجل البقاء من بينها اللجوء إلى دول الجوار أو في دول بعيدة مما يسهم في إحداث تغييرات جوهرية في التركيبة السكانية وفي الخريطة البشرية للمجتمع السوري مقارنة بما كان عليه الحال قبل الأزمة. وأضاف "لا شك أن لهذه التغييرات الديمغرافية تبعات وانعكاسات إنسانية خطيرة ليس فقط على المستويين القريب والمتوسط، بل على المستوى البعيد أيضاً إن هي كرست كأمر واقع". وتضمن البيان جملة من التوصيات التي أشادت بالجهود الإنسانية التي تقوم بها المنظمات الإنسانية من المنطقة العربية وخاصة من منطقة الخليج ودول الجوار السوري.. كما ثمنت دور سعادة الدكتور أحمد المريخي مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ودور وكالات الأمم المتحدة والشركاء في الساحة السورية. وأوصى المشاركون بمراجعة شاملة لجهود الاستجابة الإنسانية في سوريا من أجل استخلاص أهم الدروس والعبر من أزمة إنسانية تعتبر أكبر أزمة إنسانية مرت بها البشرية بعد الحرب العالمية الثانية. وأكّدوا في هذا السياق على أهمية استخلاص الدروس والعبر من المرحلة السابقة والالتزام بالمعايير وأهمها مواءمة الاستجابة الإنسانية للاحتياجات الأساسية حسب الأولويات، وارتباط الاستجابة الآنية بالاحتياجات المستقبلية المتوسطة والبعيدة المدى. كما شددوا على معيار الكفاءة في تحقيق الأهداف الإنسانية، والفعالية في ترشيد الموارد من أجل إنجاز الأنشطة والخدمات. ولفتوا إلى أن هناك حاجة لرؤية مشتركة تكون الأولوية فيها لتعزيز قدرات الشعب السوري على المنعة والصمود أمام هذه الأزمة الإنسانية الممتدة ودعم المبادرات الإنسانية التي من شأنها أن تعزز القدرات الذاتية للمجتمع السوري على التعافي والصمود. وعبروا عن القلق من واقع تغيير التركيبة الديمغرافية في بعض المناطق وبشكل ممنهج "مما ينبئ بكارثة إنسانية طويلة الأمد"، ودعوا لإيقاف عمليات التهجير الممنهج وضمان حق النازحين واللاجئين في العودة إلى ديارهم متى ما توفرت شروط العودة". كما تضمنت التوصيات دعوة جميع الجهات المعنية، خصوصاً الحكومية منها إلى بذل مزيد من الجهد من أجل عدم تسييس العمل الإنساني في سوريا، وتيسير الوصول إلى المستفيدين في ظروف آمنة وإزالة كل العقبات أمام التحويلات المالية. كان عقد بالدوحة أمس الاجتماع التشاوري للمنظمات الإنسانية غير الحكومية لدعم الاستجابة الإنسانية لسوريا الذي ضم منظمات ومؤسسات إنسانية من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والأردن وتركيا ولبنان بحضور ممثلين عن الأمم المتحدة. وسعى الاجتماع، الذي يأتي قبيل انعقاد مؤتمر بروكسل حول سوريا، إلى تسليط الضوء على واقع الأزمة الإنسانية في سوريا وحجم الجهود المقدمة من المنظمات والمؤسسات الإنسانية الخليجية، والاحتياجات العاجلة، وتعزيز التنسيق بين الفاعلين، وإتاحة الفرصة للمشاركين للإعلان عن تعهداتهم وخططهم المستقبلية. في كلمته الافتتاحية للاجتماع .. د. أحمد المريخي: تفاقم الأزمة السورية يتطلب 8 مليارات دولار العام الجاري 13.5 مليون سوري بحاجة ماسة لمساعدات إنسانية قال سعادة الدكتور أحمد بن محمد المريخي مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن هذا الاجتماع يأتي بهدف الخروج بمرئيات حول التحديات التي تواجه هذه المؤسسات الإنسانية والمقترحات ذات الصلة لرفعها إلى مؤتمر يعقد في بروكسل يومي 4 و5 من الشهر الجاري بعنوان " المساعدات الإنسانية داخل سوريا ..الاحتياجات والتحديات والطريق إلى الأمام". وأوضح سعادته في كلمته الافتتاحية للاجتماع أن هذا المؤتمر الذي تساهم في عقده دول خليجية وأوروبية يعتبر محطة مهمة لإيجاد الحلول العالقة سياسياً وإنسانياً.. وقال "ارتأينا أن يكون هناك صوت للمنظمات الإنسانية الخليجية في مؤتمر بروكسل.. ولهذا الغرض يعقد هذا الاجتماع التشاوري بالدوحة". وأشار إلى أن المؤتمر يشكل فرصة لإبراز جهود المنظمات والمؤسسات الإنسانية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في تخفيف معاناة السوريين.. وقال "سأنقل إلى المؤتمر الصورة المشرفة لتلك المساعدات التي تقدمها هذه المؤسسات والمنظمات الخليجية". وقال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن تفاقم الأزمة السورية واستمرارها يتطلب 8 مليارات دولار للعام الحالي، منها 3ر3 مليار لخطة الاستجابة الإنسانية (HRP)، و7ر4 مليار للخطة الإقليمية للاجئين (3RP) . ولفت إلى أن الصراع في سوريا خلف حتى الآن 5ر13 مليون شخص هم بحاجة ماسة لمساعدات إنسانية، بينما أجبر 8ر4 مليون شخص على الفرار من ديارهم بحثاً عن ملجأ في البلدان المجاورة. بدوره استعرض الدكتور محمد بن غانم العلي المعاضيد رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر القطري واقع الأزمة السورية وطبيعة التحديات التي تواجه النازحين واللاجئين السوريين.. داعياً كافة المنظمات الإنسانية إلى تركيز الاهتمام على بناء السلم الاجتماعي وتقوية المجتمعات المحلية في سوريا لمواجهة التحديات الإنسانية الحالية والمستقبلية. سعيد حرسي: تعزيز الشراكات بين المنظمات الإنسانية المحلية   ثمّن السيد سعيد حرسي مدير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة بمنطقة الخليج (الأوتشا- أبوظبي) استضافة دولة قطر لهذا الاجتماع الذي يأتي قبيل مؤتمر بروكسل، منوهاً بالدور الإنساني للمنظمات الإنسانية القطرية. واعتبر هذا الاجتماع فرصة لتعزيز الشراكات بين المنظمات الإنسانية المحلية من أجل استجابة أكثر فاعلية وتنسيق الموارد والقدرات بصورة ذات أثر أكبر على المحتاجين. وأكّد حرص مكتب الأوتشا على تعزيز الجهود الدولية والمحلية وتسليط الضوء على الاحتياجات الإنسانية في إطار الاستجابة للأزمة السورية..موضحاً أنه بتعاون كافة المنظمات الإنسانية العاملة في سوريا سيتمّ الوصول إلى استجابة منسقة وأكثر فاعلية. وقال إن المجتمع الدولي يجتمع للمرة الخامسة هذا العام في مؤتمر بروكسل المقبل الذي يعقد برئاسة مشتركة أوروبية وخليجية لحشد الجهود الدولية للاستجابة للاحتياجات الإنسانية لهذه الأزمة ومناقشة آثارها على المنطقة ومتابعة تعهدات مؤتمر لندن في العام الماضي وضمان الاستمرار في تقديم الدعم والعون للشعب السوري والدول المضيفة للاجئين. وأكّد أن اجتماع الدوحة يمهد النقاش لطرح أهم القضايا المتعلقة بالشأن السوري وسبل التغلب على التحديات والصعوبات والعوائق التي يواجهها المجتمع الدولي والتعرف على الفرص وأساليب العمل الجماعي التي تسهم في استجابة فعالة منسقة. ودعا في كلمته المجتمع الإنساني والدولي وحكومات العالم إلى تكثيف جهودهم لمساعدة الشعب السوري "برغم صعوبات إيصال هذه المساعدات الإنسانية"، واحتواء التداعيات التنموية والإنسانية الخطيرة الناجمة عن الأزمة. وشهد الاجتماع مداخلات ونقاشات أبرزت حجم الدور الذي تضطلع به المؤسسات والمنظمات الإنسانية القطرية بشكل خاص والخليجية بشكل عام لمواجهة الأزمة الإنسانية في سوريا، وكشفت عن تعهدات وخطط هذه المؤسسات للعامين الجاري والمقبل. كما تطرّقت المداخلات إلى طبيعة التحديات التي تواجه العمل الإنساني في سوريا وفي مخيمات اللجوء، بينما قدّمت العديد من المقترحات لتعزيز التنسيق بين المنظمات الإنسانية والوكالات الأممية المعنية.

مشاركة :