مقتل 20 شخصا بعد تعذيب وحشي في مزار صوفي في باكستان

  • 4/3/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

إسلام آباد - (أ ف ب): قتل عشرون مصليا في مقام صوفي في شمال شرق باكستان طعنا بالسكاكين وضربا بالعصي، بعدما سممهم المشرف على المقام واثنان من المتواطئين المفترضين الذين اعتقلوا، بحسب ما ذكرت السلطات المحلية أمس الأحد. وأعلنت الشرطة وجود أربع نساء بين الأشخاص الذين قتلوا صباحا في مقام محمد علي قرب سرغودا، مشيرة إلى اعتقال ثلاثة أشخاص. وقال قائد شرطة الإقليم ذو الفقار حميد لوكالة فرانس برس إن «المشرف على المقام عبدالوحيد، البالغ من العمر خمسين عاما، اعترف بأنه قتل هؤلاء الأشخاص بدافع الخوف من أن يقتلوه». وقال مسؤول حكومي محلي آخر طلب عدم كشف هويته إن عبدالوحيد أبلغ الشرطة بأن الولي المدفون في المقام كان قد سمم، وأنه خشي أن يقدم المصلون على قتله. وأوضح حميد أن «المشتبه فيه مصاب على ما يبدو بالرهاب والاضطراب العقلي، لكن ذلك يمكن أن يكون مرتبطا أيضا بتنافس للسيطرة على المقام»، موضحًا أن تحقيقا قد بدأ. وأوضح شمشير جويا قائد الشرطة المحلية أن القتلى الذين كانت ثيابهم ممزقة وملطخة بالدماء قد تعرضوا للتسمم على ما يبدو قبل قتلهم. وأضاف: «نشتبه في أن القتلى قد تعرضوا للتخدير قبل قتلهم، لكن التشريح سيؤكد ذلك». وأوضح أن «الضحايا تعرضوا لتعذيب وحشي حتى الموت، ويبدو أن ملابس بعض الضحايا تمزقت بفعل ذلك»، لافتا إلى أن ستة من القتلى هم من عائلة واحدة. وأوضح جويا أن المقام شيد قبل سنتين ونصف السنة. وكان عبدالوحيد الذي عمل فترة للجنة الانتخابية الوطنية قد تسلم المسؤولية بعد وفاة المشرف الأول. من جهته، قال مسؤول جهاز الإنقاذ المحلي مظهر شاه إن وحيد اعتاد لقاء المصلين مرة أو مرتين في الشهر، وكان يستخدم العنف لـ«شفائهم». وأضاف شاه لصحفيين في تصريحات متلفزة أن «السكان المحليين يقولون إن وحيد اعتاد ضرب الزوار الذين يأتون إليه للعلاج من أمراض جسدية أو روحية مختلفة». وتابع: «في بعض الأحيان كان يجرد زواره من الملابس ويحرقها». وأظهرت لقطات تلفزيونية أحذية متناثرة وملابس في ساحة الضريح المزخرف باللون الأبيض، حيث فرضت مركبات الشرطة طوقا أمنيا. وطلب رئيس وزراء البنجاب شهباز شريف من الشرطة تقريرا أوليا في غضون 24 ساعة، بحسب ما قال مسؤول كبير في الولاية لوكالة فرانس برس. وحوادث القتل الجماعي في المقامات الصوفية نادرة جدا. وينتشر التصوف في باكستان منذ قرون. وأسهم أتباعه في نشر الإسلام في شبه القارة الهندية في القرن الثالث عشر. ويؤمن المتصوفة بالأولياء، اعتقادا منهم بأنهم يستطيعون التوسط لدى الله لمساعدتهم. وهم لا يخضعون لتسلسل هرمي أو تنظيم، مفضلين السعي إلى شراكة روحية عبر الموسيقى والرقص في المقامات المشيدة على أسماء الأولياء. ويقدر عدد أتباع الصوفية ببضعة ملايين في باكستان، حتى لو أنها خسرت نفوذها في السنوات الأخيرة أمام مجموعات أكثر تشددا، وبالتالي أكثر تطرفا. ويعيش معظمهم في إقليمي البنجاب (وسط) والسند (جنوب). ويؤم عدد كبير من الباكستانيين هذه المقامات، آملين أن تستجاب صلواتهم، ويتبرعون للمعوزين ويقدمون هبات للمشرفين عليها.

مشاركة :