النسور «عمال نظافة الطبيعة» على حافة الانقراض

  • 4/3/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

للنسور صورة سيئة، بالأحرى كطيور قبيحة، لا تملك نبل العقبان ولا أناقة طيور القطرس البحرية. بأنظارها الشاخصة بثبات إلى الأرض، تحلق النسور فوق جثث الحيوانات المشرفة على الموت، تنتظر أن تلفظ النفس الأخير حتى تنقض عليها. من عادات هذه الطيور استمد البعض عدة مقولات سلبية، فيتحدث الأشخاص عن «تجمع النسور»، على سبيل المثال، لوصف اندفاع الأقارب إلى جوار ثري من العائلة شارف على الموت. أما تعبير «انقضوا عليه كالنسور»، فيستخدم للحديث عن جشع البشر. ولكن الكلمة قد تفقد قريباً دلالتها السلبية، إذ إنه في أجزاء واسعة من العالم تراجعت أعداد هذه الطيور بشكل كبير جداً حتى باتت مهددة بالانقراض. في أفريقيا وآسيا، موطن ما يسمى بنسور العالم القديم، تقلصت أعدادهم بنسبة 95 في المائة على مدى العقود القليلة الماضية، وفق ما قيل مؤخراً أمام مؤتمر في توليدو، بإسبانيا، يهدف إلى العمل على وضع خطة لإنقاذهم. من بين أنواع النسور البالغ عددها 23 في أنحاء العالم، بات 16 نوعاً مهدداً، فيما أربعة أنواع من آسيا ومثلها بأفريقيا مدرجة على القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض التي يعدها الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة. وتشمل هذه النسر ذا القلنسوة، والنسر أبيض الظهر، والنسر الهندي، ونسر روبل المسمى بـ(النسر الأبقع). وبحسب رئيس وحدة الحماية في منظمة «بيردلايف» في أوروبا وآسيا الوسطى، إيفان راميريز، «هناك حاجة لاتخاذ تدابير صارمة للتعامل مع حالات الطوارئ التي تواجهها معظم النسور في آسيا وأوروبا». وكما يقول فهي «ليست فقط من الأنواع الرائعة التي يجب أن نحافظ عليها، ولكنهم أيضاً مقدمو خدمات رئيسيون للحفاظ على النظام البيئي». ولكن لماذا النسور في غاية الأهمية؟ يقول نيك ويليامز، الخبير بالنسور في اتفاقية المحافظة على الأنواع المهاجرة من الحيوانات البرية (اتفاقية برعاية برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة)، إن النسور «موجودة لغرض تنظيف جثث الحيوانات». ويضيف: «من دونها، قد تحل حيوانات أخرى في لعب دورها وإلا ستبقى الجثث غير مأكولة». وهذا قد يزعزع استقرار الأنظمة البيئية ويحتمل أن يساهم في انتشار الأمراض بين الحيوانات فضلاً عن البشر. ويتابع ويليامز: «النسور عنصر له خصوصية، ومميز ومذهل للتنوع الحيوي في البيئات التي تعيش فيها».

مشاركة :