رام الله: كفاح زبون واشنطن: محمد علي صالح قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، إنه لا يوافق على بقاء مستوطن أو جندي إسرائيلي واحد في الدولة الفلسطينية بعد إقامتها، لكنه يوافق على وجود قوات دولية في منطقة الأغوار على الحدود مع الأردن، مثلما هي الحال في دول محيطة. وأضاف: «لا نريد في أي حل نهائي رؤية أي إسرائيلي على أراضينا سواء كان مدنيا أو عسكريا». وتحدث عباس لمجموعة من الصحافيين في مصر حول رؤيته للمفاوضات والحل المستقبلي، مؤكدا أنه على استعداد لمناقشة موضوع تبادل الأراضي على نطاق محدود من ناحيتي المساحة والقيمة، من دون أي تنازل في قضيتي المستوطنات والقدس. وأضاف: «لا حلول وسط في موضوع المستوطنات، كلها غير شرعية، والقدس عاصمة الدولة». وأكد عباس أنه يوافق على وجود دولي أو متعدد الجنسيات على غرار سيناء ولبنان وسوريا. وكان عباس بذلك يلمح إلى رفض طلب إسرائيلي ببقاء الجيش على الحدود في الأغوار مع الأردن. وقالت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط» إن الفلسطينيين رفضوا طلبات سابقة بتأجير الأغوار لإسرائيل عشرات السنين، ورفضوا بقاء أي قوات إسرائيلية هناك. وأضافت: «الرئيس وافق على قوات دولية فقط في جزء من هذه المنطقة لإعطاء تطمينات لإسرائيل من الناحية الأمنية». وتشكل الأغوار 26% من مساحة الضفة الغربية، وتعتبر عمق الدولة الفلسطينية المنتظرة وأغنى المناطق بالخضرة والمياه الجوفية. وقال عباس إنه متمسك بالتفاهمات التي توصل إليها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت وتتمثل في إمكان نشر قوات من حلف شمال الأطلسي في الأغوار ضمانا أمنيا للجانبين. وجدد عباس موقفه من موضوع يهودية الدولة الإسرائيلية، رافضا الاعتراف بها بهذا المسمى. وردا على سؤال حول تجميد البناء في المستوطنات، قال عباس إنه لم يوافق على حلول وسط أبدا. ولم يجب عباس عن سؤال حول ما إذا كان سيجبر الأميركيون الإسرائيليين على تجميد كامل للاستيطان أثناء المفاوضات أم لا. وأكد عباس أن المفاوضات ستستمر من 6 إلى 9 أشهر وستركز على قضيتي الحدود والأمن، ثم تتبع ذلك مناقشة جميع القضايا في المرحلة النهائية. وجاء حديث عباس حول رؤيته للعديد من القضايا، في الوقت الذي انطلقت فيه مفاوضات «اتفاق إطار» في واشنطن في وقت مبكر من فجر الثلاثاء، بين وفدين فلسطيني وإسرائيلي وبرعاية أميركية مباشرة، وقد وصفت البداية بالإيجابية. ولم تناقش الجلسة الأولى من المفاوضات مسائل الخلاف كالمستوطنات والحدود واللاجئين، وإنما الأطر العامة للقضايا محل النقاش، وخطة عمل إجرائية. وقالت رئيسة الطاقم الإسرائيلي المفاوض، تسيبي ليفني، إن الاجتماع مع الطاقم الفلسطيني في مقر وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن، اتسم بأجواء جيدة، مشيرة إلى أنها اتفقت مع رئيس الطاقم الفلسطيني صائب عريقات على عدم الإفصاح عن التفاهمات التي تم التوصل إليها. وطلب كيري من الطرفين الالتزام بسرية المباحثات. ومع نهاية ثاني يوم للاجتماعات التمهيدية بين إسرائيل والفلسطينيين، ذهب الوفدان إلى البيت الأبيض، بصحبة وزير الخارجية جون كيري، واجتمعوا مع الرئيس باراك أوباما، ونائبه جو بايدن. وفي مؤتمر صحافي، قال كيري، في أسلوب تفاؤلي، إن في الإمكان تحقيق السلام الدائم الذي سيحل كل المشكلات المعلقة. وقال إن الجولة الثانية للمفاوضات التمهيدية سوف تستأنف خلال أسبوعين في إسرائيل أو في الضفة الغربية. وإن الخطوة التالية ستكون بداية المفاوضات الرسمية. وقال كيري إن المفاوضات الرسمية ستخاطب كل القضايا الأساسية، بهدف إيجاد حل نهائي لها. لكن، كرر كيري أن «الطريق صعب»، في نفس الوقت الذي وصف فيه قادة إسرائيل والسلطة الفلسطينية بأنهما «برهنا على شجاعة قيادية»، بهدف «تلبية نداء التاريخ». وقال كيري إن كل المواضيع «موضوعة على المائدة». وإن المفاوضات الرسمية سيكون هدفها هو«وضع نهاية لهذه المشكلة». وتوقع أن يحدث ذلك خلال تسعة شهور. وأعلن أن المفاوضات ستكون سرية. وأن الجانبين اتفقا على أن يكون هو المتحدث الوحيد عن تطور المفاوضات. وأنه، من وقت لآخر، سيتدخل لتسهيل عملية التفاوض. وكرر كيري أن الحل سيكون في إطار الدولتين.
مشاركة :