اختتمت مجموعة «طريق الحرير» فعاليات البرنامج الرئيس للدورة الرابعة عشرة من مهرجان أبو ظبي لعام 2017 على مسرح قصر الإمارات، بقيادة عازف التشيللو العالمي وسفير السلام للأمم المتحدة، «يو-يو ما» الحائز جائزة «غرامي» الموسيقية 18 مرة، وموسيقيين من أكثر من 20 بلداً بينهم عازف الكلارينت السوري كنان العظمة. وعزفت المجموعة عدداً من المقطوعات الموسيقية عكست رؤية مؤسسها «يو-يو ما»، ومن بينها مقطوعات «المدينة الصامتة»، ومقطوعة «زفاف» من تأليف العظمة، والتي تعكس أجواء العرس في القرى السورية، وهي إحدى أغاني البوم «غنِّ لنصل إلى الوطن» الحائز جائزة «غرامي» لعام 2017. وقدمت المجموعة عرضها بالعزف على آلات موسيقية متنوعة ما بين آلات النقر، والوتريات الغربية، ما عكس تنوع عناصر التقاليد الإنسانية التي تصنع التراث الثقافي المشترك. وقبل بداية الحفلة، سلّم الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، «جائزة مهرجان أبو ظبي»، التي تقدم بالتعاون مع «شوبارد»، إلى «يو-يو ما» ومجموعة «طريق الحرير»، تكريماً لإسهاماتهم المتميزة في مجالات الموسيقى والتعليم والتبادل الثقافي. وأكدّت هدى إبراهيم الخميس، مؤسسة مجموعة أبو ظبي للثقافة والفنون، المؤسسة والمديرة الفنية لمهرجان أبو ظبي، أن «المهرجان يقدّم من خلال أمسية مجموعة «طريق الحرير» مثالاً لثقافة التسامح والتلاقي ومد جسور الحوار بين الثقافات والتواصل». وتمثّل المجموعة عدداً من الثقافات العالمية المختلفة، وترسي أشكالاً جديدة للتبادل الثقافي من خلال العروض وورش العمل وبرامج الإقامة، وخلال تواجدها في أبو ظبي للمشاركة في المهرجان، قدمت المجموعة ورش عمل لموسيقيين شباب في جامعة نيويورك- أبو ظبي التي استضافت أيضاً عرضاً للفيلم الوثائقي «موسيقى الغرباء: يو-يو ما ومجموعة طريق الحرير»، من إخراج مورغان نيفل الحاصل على جائزة الأوسكار. وكان «يو-يو ما» أسس المجموعة عام 1998 لتبادل الأفكار والتقاليد بين البلدان الواقعة على طريق الحرير التاريخي، واستكشاف دور الفن في تبادل المفاهيم العالمية. وقدمت المجموعة عروضها في عدد من الدول الواقعة على طريق الحرير التاريخي، من بينها إيران وأرمينيا وأذربيجان وكازاخستان والهند وقرغيستان وطاجكستان. ولد «يو-يو ما» في باريس لوالدين صينيين انتقلا لاحقاً إلى نيويورك. وبدأ دراسة التشيللو عندما كان في الرابعة من عمره، إذ ارتاد مدرسة جوليارد، وتخرج في جامعة هارفارد في عام 1976، كما حاز العديد من الجوائز المرموقة مثل جائزة إيفري فيتشر عام 1978، والميدالية الوطنية للفنون لعام 2001، ووسام الحرية الرئاسي لعام 2010، وفي عام 2011، نال جائزة شرف من مركز كينيدي. وانضم أخيراً إلى مجلس أمناء معهد أسبن. وسبق له أن قدم عروضه الموسيقية أمام ثمانية رؤساء أميركيين، كما لبى دعوة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما لمناسبة حفلة التنصيب السادس والخمسين. وبينما يُختتم البرنامج الرئيسي لمهرجان أبو ظبي 2017، لا يزال يستكمل برنامجه التعليمي والمجتمعي نشاطاته في حديقة «أم الإمارات» حيث تقام الفعاليات المصاحبة لمعرض «الطبيعة: خلقٌ وإبداع» تحت رعاية الشيخة شمسة بنت حمدان آل نهيان، حتى 23 نيسان (أبريل) الجاري. وتتضمن الفعاليات، عروضاً فنية وموسيقية وجلسات «حوار الفنانين»، التي تقام في السابعة مساءً من 1 إلى 10 الجاري، وورشة عمل للتصوير الفوتوغرافي تقدمها الإماراتية ريم سعيد، وتنـــظيم جـــولات تعريفية منتظمة. إضافة إلى أن المعرض يتيح لزواره فرصة استكشاف الحياة النباتية والحيوانات البرية والبحرية لدولة الإمارات، ويخصص أيضاً «منطقة النشاطات» التي تفسح في المجال للزوار لعرض رسوماتهم وأعمالهم الفنية، كما تقام جلسات دورية لرواية القصص المتعلقة بالبيئة للأطفال.
مشاركة :