ارتبط قديما اسم وشكل نسر «أذون» بالإلهة «نخبت» في معابد الفراعنة بصعيد مصر، وأطلق عليها حامية الملك، ومع مرور الزمن تناقصت أعداد هذا النوع من النسور على مر القرون، ولكن بفضل الجهود التي تبذلها وزارة البيئة متمثلة في محميات البحر الأحمر، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية في منع أي صيد مخالف، تزايدات الأعداد التي تم رصدها من باحثي البيئة بمحمية جبل علبة بمنطقة حلايب لطائر «نسر أذون» أو النسر النوبي، والذي يعد من نسور العالم القديم، حيث رصد عدد من الباحثين ظهور هذا النسر في عدة مناطق بالمحمية في أوقات متفرقة من النهار. علي دورا الباحث البيئي بمحمية جبل «علبة»، أكد أن «نسر (أذون) يكاد لا يوجد في أي منطقة داخل مصر، إلا في محمية جبل علبة، حيث تتوافر ظروف تواجده واستقراره، وتم رصده وتصويره عدة مرات، إلا أنه يوجد في الكثير من دول أفريقيا، على الرغم من أنه غائب عن الكثير من الأجزاء الوسطى والغربية من القارة، وتراجع في أماكن أخرى من مجموعتها». ويضيف «دورا» أن «نسر أذون معظم تغذيته يعتمد فيها على جثث الحيوانات التي يعثر عليها عن طريق البصر، أو من خلال مشاهدة النسور الأخرى، وغالبا ما تجد الجيف خاصة الجمال من تلقاء نفسها وتبدأ في تمزيقها من خلال الجلد، ويعد نسر أذون من أقوى وأكثر النسور الأفريقية عدوانية، وقد تتنازل النسور الأخرى عادة عن الذبيحة إلى نسر أذون إذا قرر فرض نفسه». وتصل المسافة بين جناحى هذا الطائر إلى 260 سم، ويصل طول منقاره إلى نحو 10 سم، وقد تناقصت أعداد هذا النوع على مر القرون واختفى من أجزاء كثيرة فى مصر، ولم يتبق إلا في محمية جبل علبة، ويبنى عشه الضخم عادة على شجيرة السنط المنتشرة بالمحمية، وأزواج النسر الأذون فى كثير من الأحيان عليها بناء عشا واحدا فقط، على الرغم من أنه من الشائع أن يكون لها من 1 إلى 3 أعشاش التي تستخدم بالتناوب سنة بعد سنة، حيث تبنى أعشاسها على أشجار «ألاكاشيا» مثل السمر والسيال. ويضيف «دورا» أن هناك تزايد النسور وعدد من الطيور الجارحة بمحمية جبل علبة جنوب البحر الأحمر خلال الفترة الماضية، وذلك بعد جهود باحثو البيئة العاملون في المحمية في الحد والمنع لأعمال الصيد للنسور والصقور، ومختلف الطيور الجارحة، خاصة التي كان يقوم بها بصيدها السائحون العرب، وتوقفت منذ فترة وعادت الطيور الجارحة للظهور والتحليق بمناطق متفرقة من محمية جبل علبة جنوب البحر الأحمر.
مشاركة :