لم يكتفِ الانقلابيون بالمجازر الإنسانية التي ارتكبوها في اليمن وشعبه، ولم يتوانوا عن نسف البنية التحتية لكل المدن، إلى جانب القتل المستمر لبني جلدتهم من رجال ونساء، وتجنيد الأطفال في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.. بدأ الانقلابيون الآن حربهم على التعليم؛ من خلال زرع الطائفية في أذهان الأطفال، وذلك بعد أن غيَّروا مناهج المرحلة الابتدائية إثر تلقيهم دعماً كبيراً من منظمة الأمم المتحدة للأطفال “اليونيسيف” قوامه ألف طن من الورق. وحول هذا الدعم الكبير الذي يحظى به الانقلابيون للتأثير في أطفال اليمن، قال وزير التعليم اليمني عبدالله لملس : “المنظمات بشكل عام لا تدعم الحكومة الشرعية. هذا الأمر الذي يجب أن يعيه الجميع؛ فمنظمة الأمم المتحدة للأطفال “اليونيسيف” لا تزال تتخذ من صنعاء مقراً لها، على الرغم من أننا سبق وخاطبناهم بأن صنعاء تقع تحت سيطرة ميليشيا انقلابية وإرهابية، وهذا الأمر اعترفت به كل دول العالم، ولكن لا حياة لمَن تنادي!.. بل على العكس قامت “اليونيسيف” بدعم الانقلابيين مؤخراً بألف طن من الورق؛ من أجل تمويل الكثير من الأنشطة السيئة لهم، إلى جانب طباعة الكتب المحرفة في المناهج التعليمية، وهذا الأمر خطير جداً، خصوصاً أن محتوى هذه الكتب طائفي بشكل كبير، ويحث على زرع الكراهية بين أبناء المجتمع الواحد لمجرد الاختلاف المذهبي فقط”. وأضاف وزير التعليم اليمني: “الأمر الغريب فيما حدث أن دعم ”اليونيسيف” لم يشمل المناطق المحررة من الانقلابيين، والتي تقع الآن تحت السيطرة الكاملة للحكومة الشرعية (!). وبعد أن تواصلنا معهم في هذا الشأن قالوا: مكتبنا الرئيسي يقع في صنعاء، وهم أصحاب القرار!”. ولفت عبدالله لملس إلى أن “الوزارة تواصلت مع السفير اليمني في واشنطن الدكتور أحمد عوض؛ من أجل الالتقاء بمسؤولي الأمم المتحدة؛ لتبليغهم بما وقع من كوارث تعليمية بحق الأطفال..”. وعن التأثير الكبير الذي من الممكن أن يحدث في حال استمرار تعليم أطفال اليمن بهذه المناهج، قال وزير التعليم: “بلا شك أن هذا الأمر قد يصل تأثيره إلى شق اللحمة الوطنية؛ فما يحدث من الانقلابيين من شطب لعدد من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة من التعليم، وحظر أسماء بعض الصحابة، أمر لا يقبله أحد، وطائفية مقيتة لا تعود بالفائدة على أحد”. وفيما يتعلق بهذا الدعم الذي تقدمه “اليونيسيف” للانقلابيين وتأثيره في النسيج اليمني قال رئيس منتدى الجزيرة العربية للدراسات نجيب غلاب لـ”الإخبارية.نت”: “مجرد أن تدعم “اليونيسيف” حركة انقلابية لطباعة المناهج الدراسية وتتجاهل دور الحكومة الشرعية؛ فإن هذا يعني أن هناك خللاً في فهم دور المنظمة ووظيفتها، وشرعنة للتمرد الانقلابي عبر منظمة أممية، وبما يخالف الأعراف والتقاليد المتعارف عليها، ومخالفة صريحة للقرارات الأممية، ولقوانين اليمن المنظمة لأعمال الدعم”، لافتاً إلى أنه ”حتى وإن لم يحدث أي تغيير في المناهج فإن التعامل مع سلطة سطو وهدم اختطفت الدولة ولا تعترف بها أي دولة خطأ قائم، فكيف وقد عملت الحوثية على إحداث تغييرات في المناهج بطريقة تنفي التعايش، وتعيد تغيير ذهنية النشء بطريقة تدفع بهم إلى الطائفية الأيديولوجية للحوثية، وهذا يمكنها من توظيف الأطفال في إدارة حروبها، ناهيك عن أن التغييرات التي أحدثتها الحوثية تشوه وعي الأجيال بما يهدد طبيعة النظام السياسي اليمني، وتاريخ الوطن اليمني، وهي تغييرات ذات أبعاد سياسية وطائفية، كما أن تلك التعديلات تؤثر في التعليم، وتعيق العملية التعليمية، فلا يمكن للشعب اليمني أن يقبل مناهج تفرضها حركة أصولية متمردة لتغيير ذهنية الأجيال تجاه الصراع والنزاع”. وزاد غلاب بالقول: “يبدو أن “اليونيسيف” لا تدرك طبيعة الحروب غير المتماثلة التي تديرها الحوثية من خلال تغيير الذهنيات كمجال حيوي لترسيخ وتجذير حكم الميليشيا، وتعامل الحوثية مع التعليم باعتباره مدخلاً لإدارة الحرب من خلال التعبئة وتغيير ذهنية الطفل بما يجعله مستجيباً لمشروع الحوثية؛ وبالتالي يصبح مجالاً للتجنيد لإدارة حروبها. وفي هذا الصدد تعمل إيران على تقديم الخبرة للحوثية من أجل تحويل المجتمع إلى ”حاضن” للذهنية الخمينية”. وعما هو مطلوب من وزارة التربية والتعليم أوضح نجيب: “تقوم الوزارة بمهامها وفق الإمكانات المتاحة، وتتعامل بحسن نية مع “اليونيسيف”؛ نتيجة الثقة بدورها وأهميته في مساعدة الشعب اليمني. ولكن الحوثيين استغلوا حسن نوايا الموظفين الأمميين -كما هو حالهم مع غالبية القوى اليمنية- لتمرير أجنداتهم، وهذا الأمر يحتاج إلى مراجعة جذرية من قبل المنظمات الأممية في اليمن بحيث تكون أكثر وعياً وحرصاً عند القيام بأعمالها بحيث تكون وفق القوانين والأعراف والالتزام بأهدافها، وأن تحرر نفسها من الاختراق، وأن تمارس رقابة صارمة على المعايير الكافية بتحقيق الأهداف المنوطة بها؛ حتى لا تتحول إلى أدوات دون أن تدرك ذلك”.
مشاركة :