نيوجيرسي (الولايات المتحدة) - حذّرت دراسة حديثة، من أن شرب السيدات للكحول لا يؤثر على المواليد أثناء الحمل فقط؛ بل إن أضراره تطال الأجنة، حتى وإن تناولته السيدات قبل أن يحملن. الدراسة أجراها باحثون بجامعة روتجرز، بولاية نيوجيرسي الأمريكية، ونشروا نتائجها الاثنين، في المجلة الأميركية لتقدّم العلوم. ولتقييم آثار شرب الكحول قبل الحمل، أجرى فريق البحث دراسته على مجموعة من الفئران الإناث، وأخضعوهم لنظام غذائي يحتوي على 6.7% من الكحول، والتي رفعت مستويات الكحول في الدم لديهم إلى المستويات التي يشعر البشر فيها بشرب الكحول بنهم، وتوقفت الفئران عن شرب الكحول، قبل أن تحمل وتلد. وتمت مراقبة نسل الفئران التي تناولت الكحول قبل الحمل، بالإضافة إلي نسل مجموعة أخرى من الفئران لم تتناول الكحول. ووجد الباحثون، أن نسل الفئران التي تناولت الكحول قبل الحمل، كان أكثر عرضة للإصابة بسكر مرتفع في الدم وتغيرات أخرى في وظيفة الجلوكوز تزيد من خطر الإصابة بالسكري عند الكبر، بالمقارنة مع نسل الفئران التي لم تشرب الحكول. وقال الباحثون "إن آثار شرب الكحول أثناء الحمل على المواليد معروفة جيدًا، وتتمثل في إصابتهم بالعيوب الخلقية ومشاكل التعلم والسلوك، لكن آثار شرب الأم للكحول قبل الحمل على الأطفال لم تكن معروفة". وأضافوا أن نتائج دراستهم تشير إلى أن أضرار شرب الأم للكحول قبل الحمل يمكن أن تنتقل إلى ذريتها وتزيد من فرص إصابتهم بمرض السكري. ووفقا للمعهد الوطني الأميركي لتعاطي الكحول والإدمان، فإن الإفراط في تناول الكحول يضر صحة الإنسان بشدة، وتسبب في وفاة نحو 3.3 مليون شخص في الولايات المتحدة عام 2012. وحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، فإن تعاطي الكحول يتسبب في 4% من حالات الوفاة على مستوى العالم سنويًا. كما يعد إدمان الكحول من العوامل التي تهدد بضياع الكثير من سنوات عمر الإنسان جراء المرض والإعاقة، ويشكل التهديد الأكبر لحياة البشر في الدول ذات الدخل المتوسط التي يعيش فيها نحو نصف سكان العالم.
مشاركة :