في مكة المكرمة - حرسها الله - وفي يوم الأحد 15-5-1438هـ انتقل إلى رحمة الله تعالى، شقيقي عميد الأسرة الشيخ: محمد خضران القرني، إثر حادث مروري، بعد خروجه من صلاة المغرب بأحد مساجد حي العزيزية، الحي الذي يسكنه بمكة، فنتج عن ذلك شجّات في رأسه، لارتطامه بالأزفلت، نقل على إثر ذلك إلى مستشفى النور التخصصي بمكة المكرمة للعلاج، ونوِّم في قسم العناية المركزة، وظل بها بضعة أيام، تعرّض خلالها لعدوى سببت التهاباً في الرئة، تحوّل بعدها إلى غيبوبة لازمته أياماً عدة، فاجأه القدر خلالها، والحمد لله على قضائه وقدره! والراحل من مواليد بلاد بلقرن (العرضيّات)، تعلم قراءة القرآن ومبادئ القراءة والكتاب بكُتَّاب القرية، وبعد وفاة الوالد - رحمه الله - سافر إلى مكة المكرمة في طلب العلم والرزق، مثله مثل أبناء البادية حيث التحق في سن مبكرة بالجيش السعودي بمكة المكرمة، وتدرج في رتبه العسكرية انتقل بعد ذلك إلى الطائف، وظل بها حتى تخرج في دورة المرشحين برتبة ملازم، نقل بعدها للقيادة الجنوبية (خميس مشيط) ثم انتقل إلى قيادة منطقة شرورة التي ظل بها حتى تقاعد برتبة مقدم. ثم عاد للطائف، وأقام بها، إلا أن حنينه وحبه لمكة المكرمة والإقامة فيها ظل ملازماً له، فعاد إليها وأقام بها حتى توفاه الله إثر الحادث المشار إليه وما لحقه من أسباب صحية. كان الراحل - رحمه الله - باراً بوالديه مستقيماً في دينه وخلقه عطوفاً على أبنائه وأقربائه، محبوباً بين زملائه وجيرانه وأصدقائه، وجماعته، مداوماً على صلاة الجماعة، وحلقات الذكر ودروس الوعظ منذ حداثة سنه، جيد الثقافة والمطالعة، في كتب السّير وقراءة القرآن والحديث والتفسير، والثقافة الإسلامية. له إسهامات خيرية، ظاهرة وخفيّة. وله مكتبة تضم بين جنباتها العديد من الكتب في تخصصات عديدة. رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، وجزاه بما عمل وقدم وأنجز لأمته وقيادته ووطنه خير الجزاء.. وألهمنا جميعاً «أبناؤه وبناته وأسرته وقبيلته الصبر والاحتساب» {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. علي خضران القرني - نائب رئيس النادي الأدبي بالطائف سابقاً
مشاركة :